رئيس التحرير
عصام كامل

ماتت شيماء.. ولم "تحيا" الحرية!


اليوم تحل الذكرى الرابعة لثورة يناير التي باتت تحمل العديد من المسميات، تارة تطلق عليها عيد الشرطة، وتارة أخرى تبحث عن رضا الثوار "رحمة الله عليهم"، وتطلق عليها ذكرى ثورة يناير، ومع كل هذه المسميات ولم تبدأ شمس الذكرى وسقطت شيماء وسط زملائها وهي تحمل الورود في ميدان الحرية.


وقبل تلك الساعات وهنا في ميدان التحرير، الذي حمل الكثير من علامات الحرية والنصر قبل 4 سنوات من الآن، تموت الحرية من جديد وتسقط "شيماء" التي ذهبت لتبحث عن الحرية من وجهة نظرها، ولم يقابلها إلا رصاص الغدر المجهول وسط الميدان الذي شهد على إسالة دماء "الورد اللي فتح في جناين مصر" من سنوات.. اليوم تحيا ذكراه بدماء بنت التحالف لتلحق بزملائها على نفس أرض الميدان.

ولم يتخيل أحد أن تسقط "بنت التحالف" ولم تجد من يحملها أو يطيب على جروحها من الأماكن المحيطة بالميدان، الذي حمل كثيرا من الثوار والشهداء، ووسط دماء ذكية لشباب لم يحلم إلا بالحرية، ووسط استغراب المارة بالميدان، حملها أحد أصحابها وقطع بها عشرات الأمتار وسط العديد من السيارات والدراجات والمحال التي أغلقت أبوابها؛ خوفا من نيران الغدر، حتى ذهبت إلى لقاء وجه الكريم.

وقبل تلك اللحظات التي ماتت فيها "شيماء"، وكأنها كانت تعلم أنها ستلقى ربها اليوم، قطعت مئات الكيلومترات من الإسكندرية إلى القاهرة؛ لتبحث عن الحرية وسط الميدان، عازمة وتتحدى الجميع بكلمات على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي حيث كتبت "أنا مشاركة في مسيرة حزب التحالف الشعبي بكرة.. شكرًا لحزبي اللي فخورة بيه.. ومش مهتمة بأي كلام بيهد عزيمتي.. ويقلل منه ومني".

ومن الواضح أن الثوار ما زالوا يحلمون بالحرية التي - تحمل معاني كثيرة - يبحث بعضهم عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم من يغامر ويبحث عنها في الميدان، وبين هذا وذاك "ماتت شيماء.. فهل تحيا الحرية؟!".
الجريدة الرسمية