رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الملك عبدالله.. أحد رجال ثورة 30 يونيو !


لم يكن خبر رحيل الملك عبدالله مفاجئا، نظرا لحالته الصحية التي كان يمر بها في السنوات الأخيرة، وبالرغم من هذا إلا أن خبر الوفاة، جاء وكأنه مفاجئا للجميع وأحدث ردود فعل قوية في العالم كله، والذي يهمنا هو الإشارة إلى موقف أراه من أهم المواقف التاريخية لأحد حكام المملكة السعودية وهو موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز من ثورة 30يونيو، فمنذ اللحظة الأولى أعلنت المملكة العربية السعودية، تأييدها ومساندتها لمصر شعبا وجيشا وقيادة ووضع كل إمكانيات المملكة تحت التصرف المصرى.


هذا الموقف التاريخى ليس مجرد موقف لمساندة دولة في موقف ما، ولكن كان هذا الموقف قويا وحاسما وموجها للعالم أن السعودية بكل ما تملكه مع الشعب المصرى، وعلى أصدقاء السعودية مراجعة مواقفهم، ولا أحد ينسى إرسال المملكة وزير خارجيتها إلى زعماء أوربا وغيرها للتأكيد على تأييد السعودية لمصر وضرورة مراجعة هذه الدول لمواقفها وإلا فإن من يعادى مصر فهو عدو السعودية، وبلا شك هذا الموقف على المستوى الدولى، كان من أهم المواقف التي ساهمت في نجاح الثورة المصرية خارجيا، يضاف إلى هذا كل الدعم الاقتصادى لمصر.

هذا الموقف يذكرنا بموقف المملكة العربية السعودية في الحرب المجيدة أكتوبر 1973، والتي حققت فيها القوات المسلحة المصرية بمساندة عربية انتصارا ما زال يؤتى ثماره حتى الآن، لقد حدث أن الرئيس السادات لم يخبر أي حاكم عربى بحرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر إلا الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة وقتها، ورحب الملك فيصل ودعا الله أن يوفق الجيوش العربية في حربها للصهاينة وتحرير القدس.

كان موقف الملك فيصل من دعم مصر في حربها حاسما أيضا، وجمع حوله كل الدول البترولية، لتكون وسيلة ضغط فعالة على الغرب، وذلك بوقف تصدير البترول لأوربا وأمريكا مما جعل هناك خللا، في حسابات الغرب، تجاه الكيان الصهيونى، وأصبح هذا الموقف إحدى العلامات البارزة في تاريخ المملكة السعودية عامة والملك فيصل بن عبدالعزيز، بل فقد دفع الملك فيصل ثمن خروجه من تحت عباءة الأمريكان، فتم اغتياله عن طريق المخابرات الأمريكية ولكن اليد المنفذة كانت سعودية للأسف..! ومثلما خرج عن الخط الأمريكى الملك فيصل في عام 73 وأيد الحرب على الصهاينة، خرج بجسارة - ربما أكبر مما كان عليه الملك فيصل - الملك عبد الله في 30يونيو متحديا كل الضغوط الأمريكية الأوربية، معلنا الوقوف ليس مع مصر وشعبها وجيشها فقط.. بل وضد المشروع الأمريكى الصهيونى في الشرق الأوسط.

بالتأكيد، خسرت الأمة العربية والإسلامية قائدا قليل الكلام ولكنه كان حكيما وأعماله تؤكد أنه رجل في زمن عزت فيه الرجولة.
رحم الله الملك عبدالله بن عبد العزيز وكل أمواتنا.. أما الإخوان المجرمون السعداء برحيل الملك، فأقول لهم معنىً لقول سيدنا رسول الله: من لا يتعظ من الموت فلا عظة له!
وأنتم لا عظة لكم....!!

Advertisements
الجريدة الرسمية