رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية يتوصل لاتفاق حول المرحلة المستقبلية.. تبنى المسار السياسي كإطار لحل الأزمة..١٠ نقاط للاجتماع.. تحضيرات لمؤتمر موسع في القاهرة بعد شهرين.. روسيا شريك أساسي في المعادلة


اختتم أطراف المعارضة السورية، فعاليات اجتماعاتهم التي عقدت على مدى يومين بالمجلس المصري للشئون الخارجية في القاهرة، وتم الاتفاق فيه على ١٠ نقاط رئيسية تم الإعلان عنها في مؤتمر صحفي عقد اليوم بأحد فنادق القاهرة.

الحل السياسي
واتفقت أطراف الاجتماع على الحل السياسي كمظلة لعملها، مع تأكيد ضرورة الانتقال الديمقراطي للسلطة في سوريا بما يتماشى مع مطالب الشعب السوري، وقرر المجتمعون أن تستضيف القاهرة مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية بعد شهرين من أجل الخروج برؤية موحدة للمعارضة السورية يمكن بها الجلوس على طاولة المفاوضات.

وقرأ الفنان السوري جمال سليمان نص الاتفاق الذي تم التوافق عليه بين السوريين على مدى يومين، أعقبه مؤتمر صحفي أجاب فيه ممثلون عن المشاركين في الاجتماعات عن أسئلة الصحفيين.

دور مصر
وطالبت أطراف المعارضة السورية، بأن يكون لمصر دور في حل الأزمة السورية، مشددين على ضرورة أن تلعب مصر دورا كبيرا لحل الأزمة في الوقت الراهن، وبعد مرور ٤ سنوات عايش فيها الشعب السوري أسوأ أزمة في تاريخ الإنسانية.

وقال "هيثم مناع" نائب رئيس هيئة التنسيق السورية، في المؤتمر، إنه يجب أن يكون لمصر دور في الحل في سوريا، مؤكدا أن غيابها عن المشهد كان إحدى المصائب التي تعيشها المنطقة العربية بشكل عام، وليس سوريا فقط.

وأضاف "مناع" أن غياب مصر أدى بأطراف مختلفة أن تلعب دورا سيئا في الأزمة السورية، مشددا على موقفهم بطلب دور مصري في الوضع السوري، وذلك كونها قادرة عليه، ولم تكن بعيدة يوما ما عن المعاناة التي عاشها الشعب السوري.

وأشار إلى أن تسهيل الدخول كان مهما، خاصة أن السوريين لديهم مشاكل في الدخول لمصر، إضافة إلى ١٠٠ بلد آخر.

وأشار مناع خلال المؤتمر الصحفي، إلى أنهم على قناعة كاملة بأن الحل في سوريا لن يكون إلا سياسيا.

وأكد مناع أن المشكلة التي تقف عقبة في وجه الحل السياسي، هو النظام السوري الذي يرفض أي حل سياسي، لافتا إلى خروج المتحدثة باسم النظام لتقول إن إعلان جنيف قد مات، متسائلا إذا كان هذا موقفهم فعليا "ماذا سنتفق إذا؟"

الإبقاء على الأسد
قال "فايز سارة" عضو الائتلاف الوطني السوري: إن المعارضة السورية في اجتماعها الذي عقد في القاهرة، اتفقت على أنه لا بقاء للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.

وبالرغم من أن البيان الختامي الذي أطلقته أطراف المعارضة السورية، لم يتضمن ذكرا واضحا أو حتى إشارة إلى "بشار الأسد"، أشار سارة بأن هناك إجابة واضحة في البيان ومتسقة مع بيان جنيف الذي تناول هذا الأمر، وبالتالي فإنه لا بقاء للأسد في مستقبل سوريا.

وفيما إذا كانت هذه البنود سيتم التطرق لها في اجتماع موسكو المقرر نهاية الشهر، قال سارة إنه لم يتم النقاش خلال اجتماع القاهرة أي حديث أو إشارة إلى اجتماع موسكو، لافتا إلى أن بيان القاهرة يرسم معالم الفترة المقبلة.

وبدوره قال الفنان السوري "جمال سليمان"، إنهم كقوى مدنية سورية يحاولون مسابقة الزمن من أجل الخروج بحل سياسي يجنب سوريا الحرب المشتعلة على مدى أربعة أعوام، والتي أكدت أنه لا يمكن للحسم العسكري من أي جانب أن ينهي المسألة.

وأكد أنهم كقوى مدنية سورية يحاولون مسابقة الزمن من أجل الخروج بحل سياسي يُخرج سوريا من أزمتها الحالية، لافتا إلى أن المؤشرات الحالية تذهب في إطار الحل السياسي، في إطار تأكيد ثوابت الشعب والثورة السورية من أجل خروج دولة مدنية ديمقراطية قائمة على الحرية والعدالة، وهو الأمر الذي ينشده السوريون منذ بدء ثورتهم.

وأوضح سليمان أنه لا يمكن للحل العسكري من أي جانب أن ينهي المسألة، وأن جميع الشخصيات والتيارات التي اجتمعت في القاهرة اجتمعت على الحل السلمي السياسي كإطار عام للعمل.

ووجه سليمان الشكر لمصر على استضافتها للمؤتمر، ولدورها المخلص في حماية القضايا العربية بشكل عام، وسوريا خاصة.

وتضمن الإعلان عشر نقاط تمثلت في أن الهدف من العملية التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي ودولة مدنية ذات سيادة، وأن الحل في سوريا هو حتمًا حل سياسي وطني.

والاتفاق على عقد اجتماعي وميثاق وطني مؤسس لدولة ديمقراطية حديثة تؤصل الحريات السياسية والحقوق المدنية، وتقوم على مبدأ المواطنة والمساواة بين السوريين في الحقوق والواجبات والمساواة بين الجنسين وضمان حقوق كامل المكونات القومية للشعب السوري في إطار اللامركزية الإدارية.

إن أي حل سياسي واقعي يحتاج إلى الغطاء الدولي والإقليمي الضروريين، والاحتضان الشعبي الواسع، الأمر الذي يتطلب تسوية تاريخية تجسد طموحات الشعب السوري وثورته.

إن عدم اتحاد جهود المعارضة كان عاملا سلبيا وسببا من أسباب استدامة النزاع، لذلك نرى أن وحدة موقف المعارضة واجب ومطلب وطني.

إن انطلاق العملية السياسية يحتاج إلى إجراءات ضرورية تتطلب من كل الداعمين لإنجاح الحل السياسي العمل المشترك للإفراج عن جميع المعتقلين والمعتقلات، والتعهد باحترام القانون الدولي الإنساني، بوقف جرائم الحرب وقصف المدنيين وحرمانهم من شروط الحياة الطبيعية، ووصول الاحتياجات الغذائية والدوائية والإغاثة إلى كل المناطق المحاصرة.

لابد من اتفاق مبدئي بين كل الأطراف السورية لإنهاء مختلف أشكال الوجود العسكري غير السوري من أي بلد أو طرف جاء ولأي طرف انضم.

إن إنجاز الحل التفاوضي يفرض على جميع الأطراف الالتزام بمبدأ حصر حمل الدولة للسلاح.. الأمر الذي يتطلب إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، ودمج القوى المعارضة العسكرية المشاركة في الحل السياسي.

تجفيف الإرهاب
مطالبة الشرعية الدولية بتحمل مسئولياتها القانونية في تجفيف منابع الإرهاب، ومطالبة جميع الدول باحترام قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب، وبشكل خاص القرارين 2170 و2178.

إن الحل السياسي الذي يضمن التغيير الديمقراطي الجذري الشامل ويجرم العنف والطائفية هو الشرط الموضوعي لاستنهاض وتعبئة السوريين في محاربة التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في سوريا مهددة حاضرها ومستقبلها.

مؤتمر وطنى
التحضير لمؤتمر وطني سوري يعقد في القاهرة في الربيع المقبل، وتشكيل لجنة تتابع الاتصالات مع أطراف المعارضة السورية، للتحضير للمؤتمر والمشاركة فيه، والترويج لمخرجات لقاء القاهرة بالتواصل مع الأطراف العربية والإقليمية والدولية، للمساهمة بالوصول إلى الحل السياسي المنشود وفق بيان جنيف.
الجريدة الرسمية