رئيس التحرير
عصام كامل

اقبضوا على بطلي فيديو الإسكندرية فورا!


صراحة.. نحن نشكك في الفيديو الذي تداوله نشطاء المواقع الاجتماعية قبل ساعات من دعوة الإخوان للتظاهر في ذكرى 25 يناير، وانتشر بصورة مذهلة بتعليقات ساخنة جدا ومحرضة ضد الشرطة جدا..

والفيديو - لمن لم يره - يظهر فيه سائق سيارة أجرة بالإسكندرية "مكلبش اليدين بكلبشات" ميري، وبحزام الأمان في سيارته الأجرة.. وأمامه إلى اليسار قليلا سيارة ملاكي يقال إنها للضابط الذي قام بـ "كلبشة" سائق الأجرة، وحوله عدد من الأهالي يلومونه على فعلته ويتهمونه بأنه أخطأ؛ لأنه يسير عكس الاتجاه، وأن السائق على حق لأنه يسير بالشكل القانوني، بينما الأصوات في الفيديو متداخلة بعضها يستهجن ويعترض، وبعضها يشرح لآخرين ما يجرى كعادة المصريين!

الفيديو الذي بلغ أرقاما قياسية في الانتشار على كل المواقع، الذي يثير الشفقة على السائق وكل اللعنات والغضب على الضابط، انتهى إلى الصلح في النيابة!.. وانتهى أيضا إلى قرار شجاع من مدير أمن الإسكندرية - والرجل والأمن في الإسكندرية يستحقان مقالا منفصلا - بإيقاف الضابط عن العمل وإحالته إلى جهاز التفتيش والرقابة للتحقيق!

نتوقف أمام الفيديو كله، ولنا حوله الملاحظات التالية:
أولا: في شكل الواقعة؛ حيث إن معلوماتنا تقول إن الواقعة تمت أول أمس، وكانت تحديدا بشارع الدير بسيدي جابر.. ويبدو جليا أن سائق الأجرة المجني عليه على حافة شارع الكورنيش عند تقاطعه مع شارع الدير، وأن الشارع عريض يتحمل سيارتين في اتجاهين دون تعطل المرور، كما أن عودة سائق الأجرة مترا إلى الخلف يحل المشكلة!.. وهنا لا ندري سر إصرار سائق بسيط على التصدي لضابط أو حتى لغيره طالما أن المرور لم يتعطل؟!

كما أننا وعند الشكل، يدهشنا كيف لسائق "شجاع" يقبل أن يضع ضابط مخالف الكلبشات في يديه، مستسلما قابلا بالأمر، راضيا بسهولة مدهشة؟!.. ولا نعرف كيف يقبل المارة "الشجعان" أن يتم ذلك أمامهم دون تدخل؛ كي لا يتم ذلك من الأساس؟!.. وكيف يصورون الواقعة دون ظهور وجه الضابط بشكل كامل وواضح؟!.. وأخيرا كيف بعد كل ذلك يقبل السائق بالصلح في النيابة؟!.. إذن لماذا كان الأمر كله؟!

ثانيا: في المضمون فنسأل.. كيف يسير ضابط والكلبشات في سيارته الملاكي؟.. وكيف يسير بها وقد انتهى أصلا قانون الطوارئ الذي حتى بوجوده لم يكن يمنح الضباط سلطة ذلك؟.. وكيف يسير بها وهو أصلا في إجازة؟.. وكيف تنشر كل المواقع الواقعة دون اسم الضابط ولا النيابة التي اصطلحا بها ولا مرة واحدة؟.. وكيف تقول بعض المواقع إنه ضابط وأخرى تقول إنه أمين شرطة؟!

يا سادة.. حتى اغتيال الشهيد محمد مبروك، لم يكن يعرف أو يتخيل أحد أن زميلا له بشرطة المرور، هو من سرب معلوماته للإرهابيين.. وحتى محاولة هروب عادل حبارة، لم يكن أحد يتخيل أن ضابطا بمصلحة السجون ينتمي أيضا للإخوان أو يقبل الرشوة من الإرهابيين في ظل هذه الظروف!.. وحتى وصول الإخوان للسلطة لم يكن يتخيل أحد وجود كل هذا العدد من الضباط السلفيين!.. وكلها سلوكيات وتهم قد تؤدي بصاحبها إلى الفصل أو المؤبد أو الإعدام.. فلماذا لا تكون الواقعة مفبركة من الأساس تستهدف إثارة الناس قبل 25 يناير.. وكانت تستهدف أصلا وقوع اشتباكات في محل الحدث وتصاعده ولكن لم يحدث ذلك لسبب ما؟

الملاحظات السابقة تظل في إطار الاحتمالات الممكنة، وهي كما نراها تستحق تحقيقا مختلفا ربما يثبت كون طرفاها من الخلايا النائمة للجماعة الإرهابية.. أما اليقيني المؤكد في الأمر، إن عدنا لظاهر الفيديو، سيكون الضابط يسير عكس الاتجاه فعلا وهو ما يستلزم ضبطه وإحضاره؛ لتطبيق قانون المرور عليه - وليس وقفه عن العمل - وعقوبة ذلك السجن لمدة عام، وخصوصا أن الإسكندرية هي المدينة الوحيدة التي طبقت قانون المرور الجديد على عشرات الحالات.. فمثل هذا الضابط المهمل - في حالة صدق الواقعة - هو الأكثر إهانة لدماء أبطال الشرطة الحقيقيين الذين دفعوا دماءهم دفاعا عن هذا الشعب وحمايته وتأمينه، وليس لإهانة أبنائه.

والحادث الأكثر أيضا - في حالة صدق الواقعة - إهانة لجهود اللواء أمين عز الدين نفسه، ورجاله في ظل استبسالهم؛ دفاعا عن العاصمة الثانية، وحماية أهلها بتضحيات كبيرة!

الحادث لا يجب أن يمر مرور العابرين والتحقيق الشامل العاجل هو الحل!.
الجريدة الرسمية