رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور نصر علام عن حملة إنقاذ النيل: اضربوا "الكبار" أولا يخاف الصغار


  • مبارك فرط في حق مصر آخر سنوات حكمه
  • النظام القائم في السودان هش وسيكون أول ضحايا السد الإثيوبى
  • مشروع نهر الكونغو تم التعامل معه بسذاجة وقصر رؤية
  • اللجنة الثلاثية فخ وقعت فيه مصر لإضاعة الوقت في التفاصيل الفنية
  • ملف سد النهضة سياسي من الدرجة الأولى وليس ملفا فنيا
  • أمريكا ودول أوربية تدعم إثيوبيا لتحجيم دور مصر الإقليمى لصالح إسرائيل
  • المفاوضات الفنية لسد النهضة مصيرها الفشل و"السياسة" هي الحل
  • إثيوبيا تريد سيادة أفريقيا والسيسي يحمل عبء 3 سنوات من الفشل
  • النظام السودانى يساند إثيوبيا للبقاء في الحكم ومصر قادرة على تخطى الأزمة
  • رفض مشروع نهر الكونغو خطأ
  • حملة إنقاذ النيل مجرد شو إعلامي

المفاوضات الفنية لسد النهضة مصيرها الفشل والملف سياسي أكثر من أي شيء آخر، إثيوبيا تكابر والسيسي يحمل عبء ثلاث سنوات من الفشل في الملف، رفض نهر الكونغو خطأ وحملة إنقاذ النيل للشو الإعلامي، كان هذا أبرز ما جاء في حوار الدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق لـ"فيتو" وإلى نص الحوار:

*كيف رأيت تعثر مفاوضات سد النهضة بعد فشل تحديد موعد لاختيار المكتب الاستشارى؟
أولا لا يمكن إتمام دراسات سد النهضة في ست أشهر ولا يمكن اختيار مكتب إستشارى في مدة صغيرة والمفاوضات لو تمت ستكون في نهاية 2015 وفى الاغلب لن تتم لأن الدراسات ستدين إثيوبيا وهى لن تدين أنفسها في أي تقرير رسمى والفشل أمر متوقع، والفشل ليس من جانب مصر والمصريون يبذلولون مجهودا ضخما من أجل وجود دراسات تثبت ضرر السد على مصر خاصة أن إثيوبيا لا تريد إيقاف بناء السد وإثيوبيا تتعامل بمبدأ التكبر والتعنت ونتيجة للأوضاع الداخلية للمصريين أدى إلى اضعاف موقف مصر التوافقى لكن في الوقت الحالى.
*هل ترى المفاوضات الفنية وحدها قادرة على حسم المفاوضات ؟
المفروض أن يكون هناك تفاوض سياسي بعد فشل المفاوضات الفنية خاصة أن الدراسات كلها متواجدة والمكتب الإستشارى واللجنة الثلاثية فخ وقعت فيه مصر لإضاعة الوقت في التفاصيل الفنية، وملف سد النهضة سياسي من الدرجة الأولى وليس ملفا فنيا وآثاره وتداعياته سياسية لذلك من الخطأ أن يتم مناقشته من الناحية الفنية.

*لماذا ضعف موقف مصر إلى هذا الحد؟
الظروف الداخلية كانت لها الاثر في بناء السد فمصر كانت قوية في عصر عبدالناصر والسادات وأوائل عصر مبارك ولكن كان هناك تفريط في حق مصر التاريخى في آخر سنوات حكم مبارك، وحينما قالت إثيوبيا إنها ستبنى سد النهضة في عام 2009 تم منع تمويل سد النهضة بالإضافة إلى رفض مصر واستطعنا أن نوقف هذا من خلال حملة لوزارتى الرى والخارجية.
وفى عهد مرسي والمجلس العسكري لم يكن لدينا دولة لذلك تجرأ الجانب الأثيوبى على البناء في سد النهضة وفى عهد السيسي بدأ رجوع الدولة ولكن التحديات التي تواجهها مصر كبيرة فالسيسي جاء بعد 3 سنوات وهو أمر يضعفنا كثيرا والسد ليس أمرا واقعا.
*لماذا تصر إثيوبيا على بناء سد النهضة رغم أضراره على دول حوض النيل كمصر والسودان؟
إثيوبيا تريد أن تسود منطقة أفريقيا من خلال المياه وبيعها إلى الدول الفقيرة معتمدة على الندرة المائية التي ستضرب العالم في السنوات المقبلة وهناك حلفاء لها في هذا الأمر.

*ما الحل في حالة وقف المفاوضات عند هذا الحد ؟
هناك أكثر من طريقة مثل التفاوض السياسي والوساطة الدولية سواء من أمريكا أو أوربا أو الصين أو لجنة دولية أو مجلس الأمن، فهناك أكثر من خيار سياسي لكنه يحتاج إلى دراسات دقيقة خاصة أن ليس كل الدول في صالح مصر والتحكيم الدولى سيرفض لأن إثيوبيا سترفض ذلك. وهناك تصعيد على المستوى السياسي أكثر من تلك الطرق العادية.
*من هم حلفاء إثيوبيا الذين يساعدونها في بناء السد للسيطرة على أفريقيا ؟
من يحرك إثيوبيا الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول أوربا لتحجيم دور مصر الإقليمى لصالح إسرائيل لأنه في حالة تحجيم مصر ستنطلق يدهم في المنطقة بأسرها.
*لماذا تدعم السودان إثيوبيا في بناء سد النهضة؟
النظام القائم في السودان نظام هش يريد أن يبقى في الحكم بغض النظر عن مصلحة الشعب لذلك يدعمون إثيوبيا في ملف سد النهضة والسودان سيكون أول الضحايا لأن الهدف من تخزين المياه بيعها لمصر والسودان.
*هل تؤثر زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أديس أبابا في تحريك المفاوضات؟
من الممكن أن يكون لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي دور إيجابى في المفاوضات خاصة أن التحرك في الصين وبريطانيا وفرنسا وهناك تصريحات مختلفة تؤكد أن هناك تحرك سياسي واضح.

*ما تعليقك على رفض وزارة الرى لمشروع نهر الكونغو ؟
مشروع نهر الكونغو تم التعامل معه بسذاجة فلا يوجد إدارة له والوزارة تعاملت معه بقصر رؤية فالمشروع كان يمكن أن يكون له مؤسسة تتبناه وتقوم بدراسته ولا يرفض كليا بطريقة نهائية، فالمشروع يحتاج 30 أو 40 سنة للتنفيذ وقابل للتنفيذ لكن الدولة تلتفت إلى الكثير من المشاكل الداخلية والوزارة ركزت عليه من الناحية الفنية ولم تفكر فيه من ناحية أنه مشروع إقليمى.
*دشنت وزارة الرى حملة إنقاذ النيل فهل تنجح الحملة ؟
حملة إنقاذ النيل للشو الإعلامي أكثر من أي شئ آخر، والوزارة لديها خطة منذ أكثر من اربع سنوات بكافة التعديات على نهر النيل وكيفية التعامل معها والتعديات يشترك فيها رجال الأعمال وعدد من كبار رجال الدولة لذلك يجب أن تقوم الدولة بتأديب الكبار أولا حتى يخاف الصغار.
الجريدة الرسمية