رئيس التحرير
عصام كامل

تحقيق المصالحة بين مصر وقطر من مآثره.. الملك عبد الله يضغط على الدوحة للصلح مع القاهرة ببيان حكيم.."السيسي" يستقبل مندوب "تميم".. وأمير قطر في شرم الشيخ "مارس المقبل" لحضور المؤتمر الاقتصادي


سعى الملك عبد الله بن عبد العزيز - خلال الفترة الماضية - لتحقيق المصالحة بين مصر وقطر، بعد ضغوط كبيرة من جانب المملكة على قطر، من أجل إقصائها عن موقفها تجاه مصر، ومعارضتها للدولة المصرية بعد ثورة ٣٠ يونيو، التي كان خادم الحرمين من أوائل المؤيدين لها.

خادم الحرمين وفي إطار جهوده المستمرة لرأب الصدع "العربي- العربي"، أطلق مبادرته للمصالحة بين مصر وقطر، التي لاقت قبولا من الجانبين، حيث رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمبادرة، كما لاقت قبولا من جانب الأمير القطري.

بيان الديوان الملكي السعودي
وقد جاء بيان الديوان الملكي السعودي حول المصالحة؛ للتأكيد على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بعد حالة التلاسن الإعلامي الواضح فيما بينهما.

نص البيان
عملًا بقول الحق سبحانه وتعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)، وقوله عز وجل: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين).

واتباعًا لقول الحق عز وجل: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا).

وحرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على اجتماع الكلمة وإزالة ما يشوب العلاقات بين الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، خاصة ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، المرتبطة بالدولتين الشقيقتين.

وتأكيدًا على ما ورد في اتفاقي الرياض - المبرمين في 19 محرم 1435 الموافق 23 نوفمبر2013، وفي 23 محرم 1436هـ الموافق 16 نوفمبر 2014م، المتضمن التزام جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بسياسة المجلس لدعم جمهورية مصر العربية، والإسهام في أمنها واستقرارها.

وتقديرًا من قبل الأشقاء في كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، التي دعا فيها أشقاءه في كلتا الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما، وتوحيد الكلمة، وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما، وتلبية لدعوته الكريمة للإصلاح، إذ الإصلاح منبعه النفوس السامية والكبيرة، فقد استجابت كلتا الدولتين لها، وذلك للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين سامية تصب في مصلحة الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر، وشعبيهما الشقيقين.

وقد أبدت المملكة العربية السعودية مباركتها للخطوات الجارية التي من شأنها توطيد العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر، ومن ضمنها الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص لسمو أمير دولة قطر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى مصر.

كما تؤكد المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، دعمها وحرصها على فتح صفحة جديدة بين البلدين ليكون كل منهما - بعد الله - عونًا للآخر في سبيل التكامل والتعاون لتحقيق المصالح العليا لأمتينا العربية والإسلامية، آملًا من جميع الشرفاء من الأشقاء من علماء ومفكرين وكتاب ورجال إعلام بكافة أشكاله، الاستجابة لهذه الخطوة ومباركتها، فهم العون - بعد الله - لسد أي ثغرة يحاول أعداء الأمة العربية والإسلامية استغلالها لتحقيق مآربهم.

الرئيس السيسي يرحب
وفور الإعلان والدعوة من قبل خادم الحرمين، فقد رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدعوة، معربا عن أمله بأن تتحقق المصالحة، وأبدى اتفاقه التام مع خادم الحرمين الشريفين في مناشدته كافة المفكرين والإعلاميين بالتجاوب مع المبادرة ودعمها، من أجل المضىّ قدمًا في تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه خاص والعلاقات العربية بوجه عام.

جهود المصالحة
وقد أكد خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي، أن هذه المبادرة لم تكن وليدة هذه اللحظة، ولكن سبقها اتفاقية الرياض، التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولذلك أمر بتسهيل تلك المبادرة، وكانت هناك لقاءات عدة مع قادة الدولتين الشقيقتين، تجاوبا خلالها بشكل تام مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين، ورحب التويجري الذي أرسله الملك الراحل إلى مصر مبعوثا، باستجابة مصر وقطر، مؤكدا أن ذلك جاء للمكانة الكبيرة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين.

زيارة مبعوث قطري للقاهرة
وكان التويجري الذي رحل عن منصبه برحيل خادم الحرمين، قد توجه لمصر نهاية العام الماضي، مبعوثا من خادم الحرمين، مرافقا لمحمد بن عبد الرحمن آل ثاني المبعوث الخاص لأمير قطر تميم بن حمد، في لقاء أولي يهدف إلى توطيد العلاقات وبحث تنفيذ بنود مبادرة خادم الحرمين الشريفين.

وتناول اللقاء، سبل تفعيل المبادرة التي تم طرحها خلال قمة الرياض الطارئة التي عقدت بداية نوفمبر الماضي، وقبيل قمة الدوحة لدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لبحث ما تم التأكيد عليه في القرارات الصادرة عن المؤتمر بشأن التزام جميع دول مجلس التعاون الخليجي بسياسة المجلس الداعمة لمصر، والمساهمة في أمنها واستقرارها، فضلًا عن دعم التوافق بين الأشقاء العرب، وخاصة بين مصر وقطر.

الجامعة العربية وخادم الحرمين
الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أكد غير مرة - خلال العام الماضي - على أن هناك جهودا عربية لإعادة الصف العربي وإزالة حالة التوتر بين مصر وقطر، إلا أنه رفض الكشف عنها، حتى جاءت مبادرة الملك عبد الله، حيث رحب بها وأكد من جانب آخر على اطلاعه على الجهود الكبيرة التي قام بها خادم الحرمين، وكذلك أمير الكويت من أجل عودة العلاقات المصرية القطرية.

وبالرغم من أن المصالحة في الوقت الراهن غير واضحة المعالم، إلا أن هناك آمالا بأن تكتمل خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الأمير القطري من المنتظر أن يزور القاهرة في مارس المقبل؛ للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، إضافة إلى المشاركة في القمة العربية التي تستضيفها القاهرة.
الجريدة الرسمية