رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «بيت الطولوني» قامة أثرية في «طي النسيان».. القمامة والصرف الصحي يحاصران القصر.. يتحول لـ«جبل من النفايات».. و«خفير بالمنطقة»: «كل اللي ف


يقع بيت الطولوني أو ما تبقى من أطلاله في شارع على ظريف بمنطقة المدابغ في حي «أبو السعود» بمصر القديمة أو الفسطاط كما كان يطلق عليها قديما، ويرجع تاريخ البيت إلى القرن الثالث الهجري، حيث تولى أحمد بن طولون ولاية مصر، واستقل عن الخلافة العباسية سنة 868 ميلادية.


تخطيط البيت
وتم تخطيط بيت الطولوني من طراز فريد، حيث يتكون من فناء مربع يتوسط البيت ويحده من جهة سقيفة مكونة من ثلاثة عقود مرتكزة على دعامتين مربعتين أو مستطيلتين، ويمكنك أن ترى آثار هذه السقيفة حتى الآن.

ما تبقى من آثار الدولة الطولونية حتى الآن «قناطر مياه ابن طولون وبقايا الساقية الطولونية والبيت الطولوني ومسجد أحمد بن طولون».

معاناة البيت
ويشكو بيت الطولوني ليس فقط من الإهمال، لكن من عملية تخريب كاملة تصل إلى حد الجريمة، فما نراه الآن هو أطلال تغرق وسط القمامة الخاصة بالمدابغ، فتغير اسم المكان من بيت الطولوني إلى «الجبل»، وهو بالفعل جبل ولكنه جبل من النفايات، ولا يزال بعض الموجودين في المكان يعرفون أن هذه آثار ويتكلمون عنها بفخر واحترام، ولكنهم أيضا لا يستطيعون أن يمنعوا ما يحدث لهذه الآثار من جريمة.

ويحكي لنا «عم عبد الباسط»، خفير من المنطقة، عن هذا المكان فيقول: «ده بيت أحمد الطولوني واللي فاكره عنه إن الحيطان مش كانت متكسرة بالشكل ده وفي داخل البيت هتشوف سراديب اتعملت من أسفله وكان في كراسي من الحجارة».

بداية الإهمال
ويكمل «عم عبد الباسط» حكاية البيت الطولوني: «الإهمال ده بدأ من سنة 1961 أو 1962 لما بدأت المصانع هنا والمدابغ تنتشر، وبدأ من وقتها إلقاء المخالفات في مكان البيت، أنا شغال هنا خفير نظامي مش تبع وزارة الآثار، إنما خفر وزارة الآثار ممكن نشوفهم الصبح بيحاولوا يمنعوا إلقاء المخالفات في فترة وجودهم، لكن في الليل كل اللي عايز يرمي حاجة بيرميها».

وبسؤاله عن «دور وزارة الآثار وهل تهتم بهذا المكان وهل كان فيما سبق مزارا سياحيا؟» أجاب: «كان في ناس بتيجي تبع وزارة الآثار كانوا بيقعدوا هنا على المصاطب ومعاهم ورق وبعد كده بيمشو، وفي إحدى المرات قاموا بإحضار عدة سيارات وجمعوا الكثير من القمامة التي تغطي الأثر، لكن بمجرد رحيلهم عاد الوضع إلى ما هو عليه، وكتير قالوا إنهم هيعملو سور حول المكان للمحافظة على الأثر لكن مفيش أي حاجة اتعملت».

واختتم «عبد الباسط» كلامه: «كان بييجي هنا سياح زمان من نحو 30 سنة ومعاهم مرشد سياحي وكان بيكون معاهم خير لينا وللمنطقة، لكن دلوقتي خلاص المكان هنا معروف لأهل المنطقة بآثار المدابغ محدش يعرف البيت الطولوني».
الجريدة الرسمية