رئيس التحرير
عصام كامل

قائمة موحدة لأطفال الأنابيب!



انفجر اجتماع الأحزاب أمس الأول في وجوه رؤسائها. اجتمعوا لمناقشة "القائمة الموحدة"، كادوا يضربون الكراسى في الكلوبات، طحنوا بعض..هرسوا بعض. أغلبهم غادر لأنه حضر بتصورات انتقامية إقصائية. نصفهم حضر لاستبعاد النصف الآخر، بينما حضر النصف الآخر خافيا "مسدس في المهلبية".


فتت دعوة الرئيس للأحزاب بقائمة انتخابية موحدة في عضد الأحزاب. لخبطتهم.. التوت الأرجل على الأرجل. بعضهم نزل على رأسه زرع بصل.. حاول أكثرهم السير على الحائط.. ثم غرق في شبر ميه.
ده كلام يا ريس ؟ تعمل كده في رؤساء الأحزاب ؟

أكيد لم تقصد الرئاسة سوء. لم يقصد الرئيس برؤساء الأحزاب شر. قصدت الرئاسة لم المشل على أبواب انتخابات قريبة. أزفت الأزفة.. وصلت الروح للحلقوم، لذلك نبههم الرئيس، قال لهم في أنفسهم كلاما بليغا طالبهم بلم المكسر.. ورتق الممزق، اقترح قائمة موحدة بدلا من الكلام الفاضى، واجتماعات وأوراق وجدل حزبى، وكهارب ومؤتمرات وميكروفونات.. ثم لا شىء.

لم تقصد الرئاسة دفع الأحزاب إلى مزيد من الارتباك. أكيد لم تقصد الوقيعة، لكن رؤساء الأحزاب "واقعين في بعض" من الأساس. كلهم مع الديمقراطية.. وكل الآخرين دائما ضد الديمقراطية.
هي نفسها نظرية "دولم ودوكهم".

المهم.. اعتقد رؤساء الأحزاب في فكرة القائمة الموحدة إنقاذا وإغاثة. ضغطوا على نفسياتهم السياسية حتى انفجروا في الاجتماع الأخير.
غريبة !

هل نصدق أن رؤساء الأحزاب يمكنهم الاتفاق على قائمة موحدة فيما بينهم، بينما لم يستطيعوا، للآن، التوافق على مرشحين كل حزب على حدة؟

ليس هذا فقط.. لكن أغلب الأحزاب لم تتفق على صيغة حزبية بعد. الأربع سنوات الأخيرة، أكثر من 100 حزب معظمها تحت التأسيس. أربع سنوات وما يزالون تحت التأسيس؟ طيب.. ناقصة ايه التأسيس؟ ما الذي ينقصهم ليصبحوا "فوق التأسيس" ؟

استمرار الأحزاب تحت التأسيس إشارة عظيمة الدلالة لتفاعلات الساسة والسياسة. انفجار اجتماع القائمة الموحدة إشارة أخرى.. ومؤشر جديد أعظم دلالة. في الاجتماع انسحب بعضهم رفضا لرغبة آخرين في استبعاد كل من الدكتور كمال الجنزورى والدكتور عبد الجليل مصطفى، رفض فريق ثالث اقتراح بقيادة المستشار عدلي منصور القائمة، رفض فريق رابع اسم عمرو موسى على رأس القائمة. انسحب ممثل تحالف الجنزورى، ولم يحضر من الأساس ممثل تحالف صحوة مصر !

في الصحافة قالوا:الأحزاب انقسمت في اجتماع "القائمة". لم يكن وصفا دقيقا.. الدقيق أنهم زادوا تمزقا..الصحيح أنهم تمادوا نزقًا.

قبل أيام حمّل الدكتور أبو الغار الدولة مسئولية "الوكسة الحزبية". قال في مقال ناري إن المؤامرة مازالت مستمرة على حركة الأحزاب في مصر، أضاف أن مؤسسات في البلد تلعب في اتجاه إعاقة الحركة الديمقراطية بعد ثورتين. معروف الدكتور أبو الغار في أوساط أطفال الأنابيب.. جديد على أوساط السياسة. كلامه نموذج عن معتقدات سارية بين رموز ساسة من عينته. يفشلون والدولة مسئولة.. يتعثرون والنظام هو السبب.. يشعلون الحرائق ثم يقيدونها إما ضد المؤسسات.. أو ضد مجهول.

في العين " ما فيش ذرة ملح ". فينك يا موسم الملح ؟!

في قصة للأديب الروسى ديستوفسكى، أن المسيح ظهر في إحدى المدن الإسبانية.. فر الناس من صالات الكنائس، وتركوا صناديق النذور لاستقبال المسيح العائد. لما شعر الكاردينال بانحسار الأضواء، وذهاب الهيبة..اتهم المسيح بإشاعة الفوضى.. وهدد بصلبه دفاعا عن المسيحية !
مسخرة !!
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية