رئيس التحرير
عصام كامل

اكفينا شر الناشطين !


جنس ملتهم إيه دول يا أخي؟
على مواقع التواصل الاجتماعى يتداولون الآن، فيديو انفجار قنبلة الطالبية للشهيد ضياء فتوح كدليل على "تقصير الداخلية"، قليلون يتداولون مداخلة مدير إدارة مفرقعات القاهرة اللواء علاء عبد الظاهر لإحدى الفضائيات.. حديثه عن الشهيد فتوح كان يقطع القلب، لكن بعض نشطاء مواقع التواصل لا قلب لهم.


الله يخيبها مواقع التواصل.. قلبت الأوضاع فوقانى تحتانى..لا حرمة لموتى ولا جلال لذكرى. ما يسمونه "أفكارا ثورية" أكلت عقول الشباب..نحتتها.. جابتها على الأرض. كونت مشاعر ضد السلطة على طول الخط، حتى لو مات رجال السلطة..على مشهد ومرأى من الناس دفاعا عن الناس..ولو انفجرت فيهم قنابل صناعة محلية كفاية عن بشر كانوا الهدف الأساسى لقنابل الصناعة المحلية !

في كلامه عاب مدير مفرقعات القاهرة على نشطاء التواصل اتهام الشهيد ضياء بالتقصير. تكلم والدموع تلاعب أحباله الصوتية.. قال لهم: الشهيد ضياء مات بطل..استنكر"التريقة" عليه بعد استشهاده. قالك سيرته هتفضل بين زملائه أصل للشجاعة.استغرب الرجل"امتهان" سيرة شهيد واجب، من شباب قاعدين في البيوت..أو شلل في مطاعم سبكيترا لا يعلمون عن الواقع إلا "نطاعة". هو لم يقل هذا.. الأوصاف من عندى.. والشتيمة لسان حال دموعه.

كلام مدير مفرقعات القاهرة صحيح مائة في المائة. له حق الدموع تتقل في عينيه رغم مرور أكثر من أسبوعين على حادثة انفجار قنبلة الطالبية في الضابط الشهيد. له حق صدره يضيق، وتضيق معه صدورنا أيضا من نشطاء تويتر وفيس بوك. بعضهم على مواقع التواصل حولها لمفسدة..ميغة لا تعرف حقا من باطل.. شوادر من قلة الانتماء والحياء..أعلى مضادات الوطنية، حيث تذرف أفكار "نجسة" على أثير الواى فاى باسم "الثورية".. والأفكار الجديدة.

ملعونة أبو دى أفكار جديدة يا اخى. ملعون ده تغيير. لو كان التغيير هكذا..يبقى ملعون أبو ده تغيير.
إذا كانت لدى بعضهم مطالبات مازالت حية عن ضرورة إعادة هيكلة الداخلية.. ماله نقيب شرطة زى الورد، مات خلال أدائه لعمله.. فاستشهد محاولا إبطال قنبلة صنعها الإخوان جنب محطة بنزين؟

إذا كانت الثورية.. والحالة الثقافية العالية، والمفاهيم التي لا نفهمها.. تدفع بالضرورة إلى معاداة النظام.. من أول الرئيس السيسي.. وانتهاء بأصغر عسكري مرور على أضيق شارع فيكى يا مصر، ذنبه إيه ظابط شاب.. استشهد غدرا.. من ألا تظل سيرته لدى الجميع عطرة.. وذكرى وفاته لدى الكل مقدرة؟

يعنى مافيش إحساس؟ مافيش نخوة؟ ما فيش في العين ذرة ملح؟ دم الشهيد ضياء فتوح لسه مابردش، وكثير من"الثوريين" على الشبكة العنكبوتية يتداولون فيديو تمزيق القنبلة جسده، بكلام عن تقصير الشرطة، وقلة حيلة الأمن. جمل من عينة: "آدى ياسيدى ضباط السيسي"..و"اتفضل يا عم شوفوا بيكافحوا الإرهاب إزاى؟".

حقه مدير مفرقعات القاهرة تخنقه الدموع.. حقنا كلنا تطلع عيونا تلعن أبو خاش "فلول ثوريين خلوها خل". جنت يناير على كثيرين.. رفعت عن بعضهم الكلفة باسم الحريات..وأماتت الذكرى لدى آخرين باسم الحاجات والمحتاجات.

حق زملاء الشهيد ضياء "يتنقطوا"،  نشطاء يناير يأكلون لحم الشهيد ضياء حيا وميتا.. على فيس بوك يغتابونه.. يتنابزونه بالألقاب بعد وفاته.
جنسهم إيه العيال دى؟! ملتهم إيه؟!

ربما لهذا لم يعد للفظ الناشط مردوده الإيجابى في الشارع. صفة النشطاء لم يعد لها ما كان من وقع سهل على الأذن كما كان من قبل. لو أن النشاط يعنى أكل لحم ضابط شهيد ميتا.. لكرهناه. لو أن النشاط يعنى فت عضض الدولة، ونخربة كالسوس في الهيكل، وقلب الصورة.. واحتكار الوطنية، والدعوة لمصالحة الإخوان.. في الوقت الذي تتعالى فيه المسخرة على ضابط شهيد.. فاللهم اكفينا شر الناشطين.
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية