رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. «شاهد عيان» يروي تفاصيل مثيرة منذ اندلاع الثورة بـ«بورسعيد» حتى سقوط «مبارك»



رغم مرور أربعة أعوام على انطلاق شرارة ثورة 25 يناير، جفت الدماء بشوارع المدينة الباسلة بورسعيد، ولكن لم تجف الدموع في عيون الأمهات، ولا تزال القلوب تنفطر ألمًا لاستشهاد أبنائهن الذين بلغ عددهم 14 شهيدا، فضلًا عن عشرات المصابين، والتقت "فيتو" شاهد عيان على أحداث ثورة 25 يناير، واستمعنا أيضًا للأم المكلومة والدة أول شهيد بورسعيدي بالثورة "محمد راشد".


الترتيب للثورة
شهد حزب الجبهة بالمحافظة، يوم 18 يناير 2011، أي قبل الثورة بأسبوع، اجتماعًا ضم عددا من الشباب بمختلف الحركات والكيانات السياسية أصحاب المدونات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، للترتيب لمظاهرات يوم 25 يناير، فقام الحاضرون بإجراء تصويت للمشاركة في تظاهرات القاهرة؛ لتكون الموجة مؤثرة والمظاهرات تتوسع داخل العاصمة المصرية أو الإبقاء على التظاهر ببورسعيد، واستقروا على الرأي الأخير خشية اعتقالهم على الطريق من قبل قوات الشرطة.

ويقول محمود النجار، أحد المشاركين في المظاهرات:"كنا مجموعة من شباب الأحزاب والحركات الثورية، وجهزنا لهذا اليوم من 18 يناير، وقمنا بعمل غرفة عمليات لترتيب التحرك في هذا اليوم، وكان المسئول عنها أحمد صابر،الذي استشهد، رحمه الله".

وأضاف النجار: "تم إبلاغنا بمكان خروجنا قبل الميعاد ب 10 دقائق، وكان المكان عند سوق السمك الساعة 2 ظهرا، وتجمعنا عند المكان المحدد وبدأنا الهتاف، وعندها انضم إلينا بعض المواطنين في الشارع،وفي خلال 5 دقائق كانت الشرطة موجودة بأفراد بزي مدني ورسمي ".

التظاهرات أمام قصر الثقافة
وتابع:" عندما وصلنا إلى قصر الثقافة بدءوا بعمل كردونات أمنية حولنا حتى نتوقف، لكننا تجاوزناهم مرورًا بشارع الأمين وبعده "نبيه" وصولًا للثلاثيني، وبعدها دخلنا لشوارع العرب الضيقة وصولًا لكسري، لنصل لأكبر تجمعات للناس،وهذا ساعدنا في ازدياد الأعداد".

واستطرد: " بعدما وصلنا إلى محيط المسجد التوفيقي ومع أذان العصر صمتنا عن الهتاف، وبعد انتهاء الأذان كنا تخطينا المسجد، وفوجئنا بصورة كبيرة لمبارك على تقاطع شارعي الثلاثيني والأزهر، وبدأ أكثر من مشارك في المظاهرة بالهجوم لإزالة الصورة،ولكن بدأ اشتباك بين مؤيدي المخلوع والمتظاهرين أمام أعين قوات الأمن".

وأشار إلى أنهم اختاروا عدم المواجهة والدخول في شارع "إبراهيم توفيق" باتجاه أوجيني حتى يصلوا لأكبر عدد من المواطنين، وعند وصولهم "أوجيني" منعهم الأمن من دخوله وأجبرهم أن يسيروا بنفس الشارع باتجاه شارع "عرابي".

ملاحقات الأمن
ووصف الموقف حينها قائلًا: " كان الأمن أمامنا ومظاهرات المخلوع خلفنا،حتى وصلنا لتقاطع شارعي إبراهيم توفيق وعرابي، وبدأ الأمن بمساعدة مظاهرة مؤيدي المخلوع في تفريق مظاهرتنا والاعتداء على المتظاهرين، والقبض على 6 من المشاركين فيها".

وأضاف:"بعد تفريقنا ذهبنا لمقر حزب الوفد في شارع "الشابوري"، ولكن الأمن تجمع هناك وأمرنا بالانصراف حتى لا يلقي القبض علينا، فتركنا المكان وبدأ الشباب المشارك بالتجمع في مقر حزب الجبهة في منطقة التعاونيات بحي الزهور".

وأوضح أنهم بعد تواجدهم لمدة ساعة في مقر الحزب، تمت محاصرة مقر الحزب لأكثر من 5 ساعات وبداخله 21 من الشباب الثوري المشارك في المظاهرات، وألقي القبض على 4 من الشباب، بالإضافة إلى 6 آخرين ألقي القبض عليهم صباحًا.

تظاهرات 26 يناير
وأكد أن المحتجزين لم يخرجوا إلا فجر يوم السبت 29 يناير، وهذا أدى إلى تظاهر الشباب يوم 26 يناير خوفًا على الشباب المحتجزين، وتابع: "ولكننا خرجنا يوم 27 في محيط نقابة المحامين بعد وصول أنباء عن سقوط شهداء في السويس وميدان التحرير، وظلنا نهتف لإعلام كل المارة في الطريق بخروجنا اليوم التالي مطالبين بإسقاط النظام".

جمعة الغضب
وعن يوم الجمعة 28 يناير قال:"خرجنا من شارع كسري والإخوان خرجوا من "التوفيقي"، وحاول الأمن يفرقنا حتى لا نصل إلى الثلاثيني، ولكننا تجاوزناهم بالعدد وبمرورنا بالشوارع الضيقة والحارات، وعند اقترابنا من "الثلاثيني" فوجئنا بمظاهرة الإخوان واندمجت المظاهرتان حتى وصلنا للمسلة – ميدان الشهداء حاليًا- وقمنا بتمزيق كل لافتة أو صورة للمخلوع أو أي تنفيذي بالمحافظة".

وتابع: " لم يحدث أي اشتباك يومها قبل السابعة مساء، وظلت المظاهرات أمام المحافظة للساعة 5 ومن بعدها سارت في شارع 23 يوليو باتجاه الاستاد وإزالة أي صورة للمخلوع أو تهنئة أو تأييد حتى وصلنا لأكبر صورة للمخلوع عند مستشفى الحميات وتم تمزيقها ".

اقتحام قسم شرطة المناخ
ولفت إلى أنهم فوجئوا بعدها بدعوات للذهاب لقسم شرطة المناخ والهجوم عليه، أيدها بعض المشاركين،ورفضها أغلبهم، وتفرق جزء كبير من المظاهرة، وأضاف:"وبعدها حذرني أصدقائي من التواجد بمحيط أي قسم شرطة أو المحافظة، وأكد أننا سنتجمع عند نقابة المحامين لنتفق على ما سنفعله، وتجمعنا هناك وتابعنا الجزيرة ووصلتنا أنباء عن حريق قسم المناخ بالكامل ومن بعده العرب، وسمعنا عن الأوامر بنزول الجيش للشارع".

وأكمل: "توجهنا لتقاطع شارعي محمد على وأوجيني ؛ للتأكد من الخبر لكننا اكتشفنا أن هناك اشتباكات كبيرة عند قسم العرب واحتراق سيارة مطافي، وتركت أصدقائي وذهبت لأري ماذا يحدث هناك، وهناك أذاني الغاز كثيرًا وشاهدت الكثير من المصابين، وكانت أول مرة أري المولوتوف فيها".

وتابع: "كان هناك أطفال لم تتجاوز أعمارهم 18 سنة تقريبًا يقومون بسحب البنزين من السيارات، وكانت الشرطة تضرب بغدر في الظلام الواقفين بجانب القسم بالرصاص الحي والخرطوش ومن فوق العمارات ومن الشوارع الضيقة، ولم أعرف بموت أحد من المصابين الكثيرين الذين شاهدتهم ليلًا إلا باتصال تليفوني الساعة 10 صباحًا للتوجه لمشرحة المستشفي الأميري،حيث كان يتوجه إليه الشباب لحمله وإرساله للمستشفي على دراجة بخارية".

استمرار القمع والفساد
ورأى أنه بعد كل هذه الأحداث، لا تتجه البلد في المسار الصحيح، مضيفًا:" لأن الفساد كما هو برموزه والمؤسسات مهترئة، والقمع والحبس والقوة والبطش لن يمنعوا المواطنين من المطالبة بحقوقهم،وإن هدأت وتيرة المظاهرات في الوقت الراهن، ولن يكون هناك أي تقدم إلا بالاستماع للناس والاتجاه للعدالة وتجاوز الظلم وإعادة هيكلة المؤسسات ووجود نية فعلية لتمكين الشباب والاستماع لهم والاعتماد على الخبرات وليس الثقات".

والدة أول شهيد
من جانبها، طالبت أم الشهيد "محمد راشد" في الذكرى الرابعة لاستشهاد نجلها -الذي لقي مصرعه إثر إصابته بطلقات خرطوش في جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011- القضاء المصري بالقصاص لنجلها؛ رغم مرور 4 سنوات على استشهاده.

وقالت أم الشهيد: إن ما ترجوه من رئيس الدولة إطلاق اسم ابنها على أحد الشوارع الرئيسية بالمحافظة، وليس كما تقرر كتابة الاسم على أحد الشوارع المعمورة.

تأبين الشهيد
واستنكرت والدة محمد راشد دور الشعب البورسعيدي في تأبين إبنها قائلة: "إن بورسعيد لا تعرف شيئًا عن شهداء 25 يناير، ولكن تم التركيز على شهداء الانفلات الأمني بعد جمعة الغضب".

وسردت الأم قصة مقتل ابنها حين كان في مظاهرة سلمية للمطالبة بما نادت به ثورة يناير المجيدة من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية"، وحينها تم فض المظاهرات بطلقات الخرطوش، كما تبين للعالم كله، وأُصيب محمد بـ 80 رشا بالرأس وأكثر من 150 رشا بالصدر.

وكررت والدة محمد راشد شهيد جمعة الغضب ببورسعيد، مطالبتها بإطلاق اسمه على شارع الكورنيش بالمحافظة، وروت علينا قصيدة تناشد بها القضاء المصري بالقصاص لابنها تحت عنوان "نحن كل مساجين الشهداء".
Advertisements
الجريدة الرسمية