رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو موسى.. "كسينجر العرب"


تربى داخل أروقة الخارجية المصرية، فملك أساليب الحوار والمراوغة والظهور في الوقت المناسب والاختفاء في بعض الأوقات، يجيد طرح بالونات الاختبار ولا يسمع كثيرا لما يتردد حوله، هكذا يبدو بهدوئه المتميز وسيجاره الذي يدل على أرستقراطية كامنة داخله، إنه عمرو موسى ابن محافظة الغربية الذي عرف لوقت طويل باسم «داهية السياسة الخارجية».


مولده ونشأته
ولد عمرو محمود أبو زيد موسى عام 1936، كان أحد المستفيدين من ثورة يناير التي فتحت أمامه آفاقًا كانت مغلقة في ظل استمرار نظام مبارك الذي غضب على "موسى" بعد انتشار فكرة كرهه للكيان الصهيوني، ليكتفي بمقعده كأمين عام لجامعة الدول العربية، وهو المنصب الذي أراده مبارك لموسى ليأمن شره ويخرجه من الساحة السياسية.

معاركه السياسية
خاض موسى معارك سياسية كثيرة، بداية من دخوله سلك وزارة الخارجية المصرية عام 1958، ثم مندوبا دائما لمصر في الأمم المتحدة، ووزيرا للخارجية عام 1991 وحتى عام 2001 ليبرز وقتها وجه «موسى» السياسي وقدرته على التفاوض، وحل المشكلات بجانب نزعة عروبية تظهر كثيرا في أحاديثه.

الجامعة العربية
وبمجرد أن تولى "موسى" منصب أمين عام الجامعة العربية، واجهته عدة مشاكل، منها الغزو العراقي للكويت ثم الاجتياح الأمريكي للعراق، وحصار غزة، وأجمع عدد كبير من المحللين على أن لموسى دورا قويا في تفعيل الجامعة العربية.

موسى والثورة
اندلعت ثورة 25 يناير ولم يفوت "موسى" الفرصة بعد تركه الجامعة العربية، ولم يأبه لسنه الذي وصل - في ذلك الوقت- إلى81 عاما، ليطرح نفسه كمرشح رئاسي، بعد أن ترددت الأنباء عن نيته للترشح، وراوغ كعادته، فلم يؤكد أو ينفي، فقط أعلن أنه من حق أي فرد الترشح، وبعدها ترشح بالفعل للرئاسة، وحصل في الانتخابات على 2 مليون صوت، ومع أنه خسر في الانتخابات إلا أنه عاد إلى الصفوف الأولى في الحياة السياسية مرة أخرى، ليصبح أحد الفاعلين في الساحة السياسية بإنشائه "حزب المؤتمر" الذي رأسه.

موسى المترقب لكل فرصة، لم يهدر الوقت، فسرعان ما انضم إلى لجنة الإنقاذ الوطني مع الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي، حتى إذا ما خلت الساحة السياسية منهما بعد مغادرة البرادعي، وترشح صباحي للرئاسة للمرة الثانية، فقد تطلع موسى إلى رئاسة لجنة الخمسين التي وضعت الدستور في 2013، وهو ما حدث بالفعل.

رئاسة البرلمان المقبل
"البحر يحب الزيادة"، هكذا يبدو "موسى"، فلم تكفه تلك الألقاب، وما تولاه من مناصب بعد ثورة 25 يناير، ليتطلع إلى رئاسة البرلمان المقبل، وذلك من خلال الانضمام إلى قائمة "حزب الوفد" المقرر خوضها انتخابات مجلس النواب المقبلة.
الجريدة الرسمية