رئيس التحرير
عصام كامل

الموقف من الإرهاب


الإرهاب ليس له دين، كما أنه لم يعد محصورا في أماكن أو مناطق أو حتى بلاد معينة، أصبح عابرا للحدود والقارات، فهو في آسيا، وأفريقيا، وأوربا..في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، ومصر، وتونس، والصومال، ونيجيريا..إلخ.


وليس للإرهاب نشأة واحدة، ولا أسباب أو دوافع واحدة..هناك ظروف محلية وإقليمية ودولية لها تأثيرها، لكن العوامل النفسية والعصبية والعقلية للإرهابي، فضلا عن قلة العلم وضحالة الفهم، كل ذلك يلعب دورا مؤثرا وفاعلا في تبنيه لهذا النهج..وتختلف الجماعات الإرهابية فيما بينها من حيث الفكر، والوسائل، والآليات، والأدوات، والأهداف، كما تتفاوت في أحجامها وأوزانها وانتشارها، وهياكلها الإدارية والتنظيمية..لكن من المؤكد أن معظم هذه الجماعات تتبنى فكر التكفير (للحكام، أو النظم الحاكمة، أو المجتمعات)، كما أنها تتبع منهج الخوارج في فرض رأيها ورؤيتها بالسلاح..

في مصر، تبذل القوات المسلحة وقوات أمن الداخلية جهودا مضنية في مواجهة الإرهاب..صحيح أن الطريق ما زال طويلا، لكن منحنى الإرهاب أخذ في الهبوط من جراء الضربات الموجعة التي يتلقاها على يد هذه القوات، وهو ما جعله يحارب معركته بشراسة، فقد أصبحت بالنسبة له معركة مصير.. من المؤكد أن هذه القوات أمامها تحديات كبيرة، فالإرهاب له بؤره الكثيرة المنتشرة، وجذوره الممتدة في فضاء سيناء الواسع، فضلا عن احترافيته العالية في الكر والفر والاختفاء، واستخدام السلاح بمختلف أنواعه، إضافة إلى خبرته وتجربته في ميادين وأماكن شتى من العالم..

من الواضح أنه ما زال هناك نقص في المعلومات لدى الأجهزة المعنية، وأن الوسائل المتبعة في التأمين والحماية يشوبها قصور شديد، وهو ما يؤدى إلى سقوط شهداء من رجال القوات المسلحة وقوات أمن الداخلية.

للأسف، الإعلام ليس على مستوى التحدى أو المسئولية، ويبدو أنه يحارب معركة أخرى.. هو مشغول بقضايا تافهة أو جانبية أو فرعية.. بعضه يسوق ويروج للإرهاب دون أن يدرى.. كما أن الأزهر هو الآخر دون المستوى المطلوب بكثير، ويحتاج إلى نقلة نوعية في الرؤية والخطاب والحركة.

نريد أيضًا عدالة ناجزة.. وأعتقد أن تنفيذ أحكام الإعدام فيمن ثبت الاتهام عليه، سوف يكون رادعا لمن خلفه.. هذه القضية يجب أن تؤخذ بالحسم والحزم المطلوب، ولا ينبغي أن نتحسب لما يمكن أن يقوله الغرب، فقد أصبح هو الآخر على مرمى قريب للغاية من نيران الإرهاب..

ففى صباح يوم الأربعاء 7 يناير 2015 وقع هجوم مسلح من 3 أفراد على مقر مجلة "شارلى إيبدو" الساخرة بباريس، كان من نتيجته 13 قتيلا و9 مصابين.. وقد أعلنت حالة الاستنفار القصوى في باريس..وقال بيان الداخلية هناك إن الهجوم تم برشاش وقاذفة صواريخ..وقال الرئيس الفرنسى إن ثمة اعتداءات إرهابية جرت في الأسابيع الأخيرة..

وقد أعلنت بريطانيا وقوفها إلى جانب فرنسا في حربها ضد الإرهاب..كما صرح "كيرى" بأن كل الأمريكيين يقفون مع الفرنسيين في مواجهته.. من ناحيتها، أدانت كل المؤسسات الإسلامية الهجوم الإرهابى على "شارلى إيبدو"..على ما يبدو، العالم مقدم في بداية عامه الميلادى الجديد على موجة عارمة من الإرهاب، فهل يستيقظ قبل فوات الأوان؟!
الجريدة الرسمية