رئيس التحرير
عصام كامل

مصر خلف الإرهاب في فرنسا!


هل تعلم أن (السيسي) أرسل برقية عزاء للرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند) بعد الحادث الإرهابي الذي جرى في باريس، ونتج عنه قتل 12 نفرا بالقُرب من مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة؟

هل ترى أن هذا الأمر عادي؟ أتحدث عن أمر البرقية لا حكاية القتل، فالقتل يتم كُل يوم بالآلاف في عدة بقع من أنحاء العالم، وعلى رأسها البقعة المبقعة بتاعتنا المُسماة بالشرق الأوسط؟ 

طيب هل قرأت نَص البرقية؟ طبعًا لم تفعل، لو كُنت اهتميت بالقراءة شوية لعرفت أن الرئيس المصري قال لنظيره الفرنسي بعد الديباجة العادية، وتقديم التعازي، والتأكيد على تضامن الشعب المصري مع شعب فرنسا، أن الإرهاب ظاهرة عالمية يتعيَّن مواجهتها والقضاء عليها عن طريق تكاتف الجهود الدولية.. أوباااا!

وأوباااا الماضية ليست جُزءًا من نص البرقية ولا معناها بالتأكيد، لكنها أداة استدراك ولفت نظر بالبلدي، علشان أقول لك إني قررت أتقمَّص للحظات شخصية زي شخصية المخبول (محمد ناصر) أو المعتوه (مُعتز مطر) على قنوات "..." التي تبث من خارج مصر هذه، وأؤكد لك أن مصر نفسها تقف خلف حادث باريس الإرهابي.. اسألني إزاي؟!

طبعًا أنت تعرف أن المُخابرات المصرية تمتلك جيشا من المُجرمين والبلطجية يفوق عدده الربع مليون قبضاي، والذي تحدَّث عنه المقبور (أبو العلا ماضي) أيام حُكم غير المأسوف عليه (مُرسي)، مؤكدًا أنه حصل على هذه المعلومة من دلدول الجماعة داخل القصر، قبل أن يقوم الدلدول بنفي الأمر وقتها، قال يعني على سبيل الحنكة السياسية.

هذا الجيش بالتأكيد له فروع في كُل مكان في العالم، وفرعه في باريس كان وراء هذا الحادث، خصوصًا أنهم متعلمين فرنساوي كويس.. طيب ليه؟!

تعالى نستمر في التفكير بطريقة المخابيل إياها، ونرفع كمان علامة ذوات الأربع العبيطة كدة على سبيل الاستدلال، ونرسِم على ملامحنا وِش الكلب، أو وِش (أردوغان) صاحب العلامة الأصلي إن شئت الدقة والتحديد، ونقول إن الحوادث الإرهابية المُدبرة في مصر، التي يقف خلفها الجيش والشرطة والمُخابرات، رغم أن اللي بيعلن مسئوليته عنها أصلًا هو جهات إرهابية متأصلة في الإرهاب، زي بغايا بيت المقدس، وتنظيم الدولة الإرهابية لا الإسلامية، وخلافه، التي يقوم الجيش خلالها بقتل جنوده، والشرطة تقوم أيضًا بتفجير مقراتها ومديريات أمنها واصطياد ضباطها وعساكرها، من أجل وضع مصر على حافة خطر، تسمح للحاكم قال أيه بفرض قوانين وإجراءات استثنائية للقضاء على الثورة الإسلامية!

الغريب أن الثورة الإسلامية إياها مخرجش فيها حداشر نفر يوم الانتفاضة الكُبرى في أواخر نوفمبر الماضي، وأصبح شكلهم زي الهباب، خصوصًا أن فريق مدرسة الكورة بتاع مركز شباب ميت الموز عدده كان أكتر منهم، المُهم أنه من أجل القضاء على هذه الثورة التي لا تتم فعاليتها إلا عبر فضائيات متفضية، أو صفحات فيس بوك متفسية، فإنه لابُد من توسيع ميدان المعركة، وبالتالي قامت مصر بتنفيذ الحادث الإرهابي في فرنسا!

وكان على (السيسي) - حسب الخطة - أن يُطالب المُجتمع الدولي بالتكاتف ضد الإرهاب، علشان يكسبهم في صفه، ويسيبوه ويسمحوا له بملء المعتقلات والقبض العشوائي على الأبرياء - على حد قولهم - طيب يا ريته يعملها على الأقل نترحم من قتل الضباط والعساكر كُل يوم، ده غير عمليات التخريب والتعطيل الممنهجة، فقام الرئيس المصري أو رئيس الانقلاب - على حد وصف المخابيل - بتدبير الحادث في فرنسا، لكسب تعاطفهم مع قضيته التي صنعها بنفسه، مش صنعها إرهاب رابعة وحرق الكنائس والتمثيل بشهداء الشرطة في كرداسة مثلًا، ولا حتى في سينا وما جرى فيها للجيش، وأيضًا علشان يلهيهم في الاهتمام بشئونهم الداخلية والأمن الخاص بيهم، ويتفرَّغ هو للقضاء على الثورة الإسلامية في مصر.. هاتقول لي الثورة الإسلامية تاني؟ هأقول لك ميت الموز وأنت فاهم!

هل هذا كلام يصدقه عقل؟ ومَن قال إن المخبول والمعتوه يُخاطب عقولًا؟ لقد فقدت هذه الفئة عقولها من فترة، فمَن يُصدق أن سيدنا (جبريل) كان معاه في الاعتصام، وأن (السيسي) مات كذا مرَّة ومع ذلك لسَّه عايش لحد النهارده، وأن (مرسي) راجع، وأن (وجدي غنيم) حَد محترم، لازم يصدَّق أن مصر هي اللي عملت كدة فعلًا، وأرجوكم احتفظوا لي بحقوق النشر، فعندي يقين أن (ناصر) أو (مطر) سيؤكدان كُل ما جاء في هذا المقال وأكثر على أنه حقائق لا تقبل الجدال، مش علشان بيغشوا مني أكيد، لكن علشان دي طريقتهم الوحيدة اللي بيعرفوا يضحكوا بيها على ذوات الأربع!
الجريدة الرسمية