رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السيسي بين أحمد موسى وفاطمة ناعوت!


لا أحد يعرف بالتحديد من هم مستشارو السيد الرئيس لكن المؤكد أنهم موجودون... لكنه وجود سلبى يهبط بمستوى أداء مؤسسة الرئاسة ويسهم في فقدان الرئيس لشعبيته يوما بعد آخر، فضلا عن السياسات التقشفية التي ينتهجها الرئيس نفسه قاصدا بها الإصلاح الاقتصادى مع أنها سياسات تمس الفقراء فقط ولا تقترب من الأغنياء مطلقا بل تستمر في دعمهم على حساب أغلبية الشعب... ومع ذلك خرجت وزارة محلب لتبشرنا بأن الرئيس يعتمد الحساب الختامى للموازنة العامة بنفس عجزها المعلن وبوجود 41 مليار جنيه بند مصروفات ( غير محددة ) !


مر هذا مرور الكرام لدى البعض، وتفنن البعض الآخر في تبرير ذلك بأنه أسرار لا يجب أن يطلع الشعب عليها مع أن ميزانية القوات المسلحة وهى أعلى مراتب السرية في الدولة وتمس الأمن القومى صراحة تتم مناقشتها ومعرفة بنود إنفاقها، لاحظ أن هذا المبلغ ( غير المحدد ) يقترب بشدة من مبلغ الخمسين مليارا الذي رفعت به الدولة الدعم عن المحروقات والتي رفعت التضخم إلى مستويات قياسية أفقرت من تبقى من الطبقة الوسطى وأودت بحياة الطبقة الدنيا أو من هم تحت خط الفقر وتعترف بوجودهم في حكومة محلب، بينما أسهمت في إثراء فئة التجار من صبيان رجال الأعمال الذين يتوحشون يوما بعد آخر وتزداد ثرواتهم الحرام ومع ذلك لم يساهم أحد منهم في صندوق ( تحيا مصر ) الذي دعا إليه الرئيس !

ربما يتخيل البعض أن العامة لا يناقشون ذلك، أو ربما يظنون أن كل الناس تؤيد الرئيس السيسي استنادا إلى مذيع مثل أحمد موسى يشيطن كل من يعترض على أداء رئاسى أو وزارى صادر من رئيس أو وزير تجاه من يحكمونهم، فيصبح المعترض إما شيطانا أو إخوانا أو خائنا لأنه لم يتغن بحب الرئيس الذي صار هو حب مصر ولم يلغ عقله وقلبه وسلمهما لمن وكل نفسه متحدثا باسم الوطنية والرئيس !

الناس تناقش كل شىء في البيت وعلى المقاهى وفي الأندية وفي صفحات التواصل الاجتماعى التي رغم تجاوزاتها اللفظية إلا أنها تعكس جانبا كبيرا جدا من واقع الشعب المصرى ولم تعد عالما افتراضيا مثلما صنفها البعض مسبقا... وحتى من بين من يؤيدون الرئيس تجد الكثير الذي ينتقد وجود شخص غاية هدفه في حياته تخوين الثورة والثوار والتغنى بمبارك الفاسد والاستخفاف بعقول من يتابعه... ثم تجده متحدثا باسم الرئيس، تذكر أنه كان هو من قدم حفل انتصار أكتوبر ثم هاهو الآن يمرح في الصين مع بعثة الرئاسة ويخرج ليتاجر بالرئيس نفسه مدعيا عليه أنه صرح له باحتمالية عدم إكمال مدته الرئاسية !

وعلى الجانب الآخر، تجد مهندسة وكاتبة وشاعرة، هكذا تصف نفسها، ثم هي نجمة فضائية، المهم أنها خرجت علينا لتبشرنا بأن الرئيس قد ( أمرها ) بتصحيح صورة الإسلام.... هكذا قولا واحدا ! ويا ترى من هذه العبقرية الفقيهة التي وكل إليها الرئيس هذه المهمة الخطيرة التي اضطلع بها رجال أفذاذ من قبل مثل الإمام محمد عبده والشيخ شلتوت والشيخ الشعرواى، رحمهم الله جميعا؟!.... لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله وتردد الشهادتين قبل أت تموت بالسكتة الدماغية والقلبية وكل علل الدنيا عندما تعلم أنها الست فاطمة ناعوت التي كادت تحدث فتنة عند الجميع مسلمين ومسيحيين عندما استهانت بالركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج ثم وصفت قصة الفداء الإبراهيمى الذي يؤمن به المسلمون واليهود والمسيحيون بالكابوس الذي أرق رجلا صالحا... لم تعلم أنه نبى الله إبراهيم الذي كان أمةً بمفرده، ثم تريد تصحيح الدين عندنا أو هكذا أذاعت أن الرئيس أوكل لها تلك المهمة... وبالطبع لم تعقب مؤسسة الرئاسة عليها !

لم يهاجم الإعلام الرسمى ولا شبه الرسمى من قنوات وصحف رجال الأعمال "ناعوت" أو موسى، بينما جهلا وحماقةً هاجما وبضراوة الأستاذ هيكل لأنه ينصح الرئيس بتبنى سياسات ثورية تقربه من الشعب ومن نبلاء 25 يناير والصالحين من تحالف 30 يونيو، هذا بحق من يحتاجه الرئيس وتحتاجه الدولة وعبرت عنه شخصيات وطنية كثيرة مثل حمدين صباحى وسيد حجاب وهيكل وغيرهم بأن نجاح الرئيس حتمى لمصر وليس لشخصه وأنهم لن يسمحوا له بالفشل حتى وإن اختلفوا معه !

هؤلاء يجب أن يكونوا مستشارى الرئيس في العلن ولا يكونون مثل الذين لا نعلمهم حتى الآن وكأنهم سر خفى بينما نعلم باقى رجال الدولة وسدنة النظام، فعلى الرئيس أن ينتقى متحدثا رسميا لبقا مثقفا باسمه وينحى أمثال موسى وناعوت جانبا لأنهما ينتقصان من شعبيته يوميا ويشعلان نيران الانتقاد على سياساته سرا وعلنا... وقبل هذا كله عليه أن يتبنى سياسات تقترب يسارا من الشعب وليس من رجال المال والأعمال.
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية