رئيس التحرير
عصام كامل

هدية أشرف مروان لهيكل !



في حوارته الممتدة.. مع قناة سي بي سي، روى الأستاذ هيكل قصته مع أشرف مروان الذي كثر من حوله الجدل، وكيف قدم له الأخير هدية جهاز تليفون يمكنه التنصت على الآخرين.. وهو ما رفضه هيكل.


لكن ما دلالة هذه القصة الآن.. وماذا أراد بها الأستاذ.. هل أراد غسل يديه من سوءات عهود مضت وإظهار مدي تعففه واستغنائه الذي يلمح إليه من أن لآخر في معرض حديثه مع الإذاعية -لميس الحديدى - عن علاقته برؤساء مصر السابقين، وكيف كانوا يسعون لخطب وده وكسب صداقته..

والسؤال الأهم لماذا ينتظر هيكل أن يموت المسئول أو الرئيس أو يتم خلعه حتى يفتح خزائن أسراره وحكاويه، ثم ينطلق في سرد مساوئه غافلا عن مزاياه ومآثره.. هل يفعل ذلك بوحى من المثل القائل "إن قلت ماتخافش وان خفت ماتقولش".

مفاجآت الأستاذ هيكل لا تتوقف فتارة يفاجئنا بكتاب "خريف الغضب "بعد اغتيال السادات الذي نال حظه من نقد الأستاذ وهجومه، ثم فاجآنا مرة أخرى بعد خلع مبارك بكتاب يسرد فيه حكايات تظهر مساوئ الرجل ونظامه من وجهة نظره.. ثم ها هو حواره مع لميس الذي قوبل بتحفظات كثيرة.. لاسيما ما قله عن حرب أكتوبر التي يكفيها أنها أفضت إلى استرداد كامل ترابنا الوطنى ولا أدرى ما جدوى التشكيك في حرب اتصرنا فيها فربما يكون ذلك مقبولا لو ناقش الأستاذ بحياد وموضوعية "نكسة" أو هزيمة يونيو ٦٧ ودراسة أسبابها ومحاكمة من تسببوا فيها كما فعلت إسرائيل مع قادتها بعد حرب أكتوبر..

والسؤال لماذا لم يبادر الأستاذ وقتها - وكان ملء السمع والبصر بتوجيه النقد لمن تسببوا في تلك الهزيمة.. ولماذا لم يطالب بمحاكمتهم أم أنها الانتقائية في نقد التاريخ وصناعه؟!

يا أستاذنا..نريد الحديث عن المستقبل وتبصيرنا والأخذ بأيدينا بتقديم إجابة شافية لسؤال اللحظة كيف تنهض مصر وتستعيد مكانها ومكانتها..وكيف تجفف منابع الإرهاب بالسياسة والفكر وليس بالمواجهة الأمنية فقط ؟
الجريدة الرسمية