رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المورفين يا ريس



القضية أنه لا توجد قضية يا ريس.. نعم لا تندهش فالشعب مدرك جدا أن الفساد هو من خرب مصر بامتياز في عصر مبارك راعى الفساد الأول وبقية نظامه الذي قلت عنه مسبقا بالنص (هناك ثورة في يناير خرجت وأسقطت نظام مبارك وهناك ثورة في 30 يونيو خرجت وأسقطت الإخوان).. نعم هذا حدث ولكن لا جديد تحت سماء المحروسة، الفساد يتنامى وحقوق الإنسان تُهدر يوميا وكان ثورة لم تقم وكأن أحدا لم يتعظ!


الشعب لا يريد مسكنات مثل العقاقير المخدرة، فحتى المورفين يفقد فاعليته وتسكينه للآلام بعد اعتياد المريض عليه، فلأن يخرج السيد رئيس الجمهورية ليدعوا على مبارك الذي خرب مصر شىء جميل وشعبى جدا ولكن ليس كافيا الجميع يقول... وماذا بعد ؟

الشعب ينتظر سياسات وقرارات تناقض تمام فساد مبارك ولكن حتى الآن هناك تكرار كربونى لسياسات المخلوع في أواخر عهده، تحديدا منذ تولى مهدر ثروات مصر عاطف عبيد لرئاسة الوزراء في عام 2002، منذ ذلك العهد وبدأ التخريب الواضح المتعمد والسرقات العلنية لاقتصاد الوطن، من بيع لمصانع لم يشيدها مبارك ولا حتى السادات بالطبع، بثمن بخس لا يمثل 10 % من قيمة الأراضى المقامة عليها تلك المصانع، لتشريعات تنتصر للأغنياء على حساب الفقراء، لتقنين قوانين عنصرية تستبعد الفقراء والضعفاء من أي منصب أو مكانة مميزة، لتوريث فعلى لكافة مقدرات الوطن من ثروات لمناصب... حتى التفاهة وقلة الحياء تم توريثها، فاللاعب الفاشل في النادي الفلانى يلعب بسبب والده أو يدخل الإعلام حتى يجد أي سبوبة فاسدة استنادا لتاريخ أعظم من الفساد للسيد الوالد أو الوالده!

حسنا سيادة الرئيس، فلتذكر لى أي قانون ينتصر للفقراء أو للضعفاء أو حتى يحق الحق بكلماته منذ بداية عهد 30 يونيو!، حتى لو مجرد كلمات لا تنفذ مثل دستورنا الذي لا يحترمه أحد وعلى رأس من لا يحترمه رجال القانون أنفسهم ومنفذوه.. فبالأمس القريب ألقى أحد ضباط الشرطة بعامل البلوك المسكين عند إحدى مزلقانات الصعيد لأنه نفذ القانون ولم يفتح للباشا الصغير، ملازم أول بالمناسبة !، الطريق عند مرور القطار وبالطبع لم يخرج بيان من الداخلية بإدانة تلك الواقعة الإجرامية !

وبالأمس فقط يتم القبض على اثنين من أمناء الشرطة في قضية اغتصاب، تخيل أمناء أي مأتمنين إفتراضا على الوطن والمواطنين، ستقول لى أي جهاز أو مؤسسه بها منحرفون ولكن عندما تعلم أنهما متهمان باغتصاب فتاة داخل سيارة النجدة... لن ينفع أي تبرير أمام تفكيرك فيما جعلهم بهذه الجرأة الوقحة والفاجرة بحيث إنهم يرتكبون تلك الجريمة داخل سيارة الأمن.. أي أمن هذا !

لم نسمع بيان إدانة أو حتى توضيحا من وزير الداخلية ويبدو أننا لن نسمع لأنهم ببساطة لا يعتبرون الشعب مساويا لهم أو والعياذ بالله مواطنين.. هم بشاوات ونحن رعاع.. ثم يخرج علينا قرار جمهورى بقانون يمنح الضبطية القضائية لمعاونى شرطة بمؤهل الإعدادية.... ماذا سيفعل هؤلاء بالشعب وهم طلاب فاشلون وغير مؤهلين اجتماعيا أو نفسيا للتعامل مع من يفوقونهم بالطبع تعليما وثقافة أو من هم مساوون لهم أو أدنى منهم !

دعك من الشرطة فهى تحتاج لإصلاح طويل الأمد ولكن ماذا عن الاقتصاد يا ريس وسيادتكم بنيتم آمالًا على تبرع رجال الأعمال فلم يستجيبوا لك، خاطبت فيهم الوطنية والضمير ولو كانوا يمتلكون قليل منهم ما خربوا الوطن ونهبوا أمواله برعاية فاسدهم وقائد المنظومة مبارك !

من تحمل فاتورة الخراب هم الفقراء الذين تم رفع أسعار كل شىء عليهم إفادةً وتدعيمًا للأغنياء الذين يبيعون لهم كل شىء بأسعار تفوق السعر العالمى وتدعمهم الدولة حتى اليوم... مقابل ماذا، لا أحد يعلم !

سيادة الرئيس، مقالات كل الصحف لا تكفى لتفنيد ما ذكرتموه عن مبارك الذي خربها ولكن يكفى أن تصدر تشريعا واحدًا ينتصر للحق والعدالة، تصدر مثلا قرارا بالتحقيق في تعيين ثلاثة أشقاء في وزارة العدل في واقعة تكررت مرتين، مرة للإناث وأخرى للذكور، أو قرارا بإقالة وزير التعليم الذي يأكل سكرتيره بأكثر من ألف جنيه يوميا في إفطاره على حساب التعليم والتلاميذ والمعليمن!، الشعب يريد قرارا يشعر فيه بأنك حقا تنوى محاربة فساد مبارك ولو حتى بقانون وهذا أضعف الإيمان، الناس تريد منك تكذيب خبر كئيب يمس حياتهم وهو رفع أسعار تذاكر المترو بما يعادل 300 % !!

أكرر أن الأحاديث مع المثقفين أو من تعتبرهم الدولة مثقفين وغيرهم من المشاهير بدون فعل واقعى إيجابى يصب في مصلحة المظلومين وما أكثرهم، سيزيد السخط ويخرج نكات التندر، تماما مثلما كان الشعب ينفث عما كبته أيام مبارك، ما لم تنتصر للشعب عمليا وتوقف ما يفعله محلب بما تبقى من ممتلكات الدولة التي يسعى في خصخصتها بثمن بخس... إذا لم يحدث هذا سيزداد السخط ولن تصلح معه جرعات أخرى من مورفين الحديث الطيب والكلام المنمق!
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية