رئيس التحرير
عصام كامل

كذب المنجمون



دائما وأبدا تنتشر حكايات الدجالين في عصور الظلام وينسج البعض حكايات أسطورية عن قوة السحرة وقدرتهم على فعل أشياء خارقة للطبيعة لكن دائما عقلي يقول إذا كان السحرة بهذه القوة والمقدرة خاصة في قارة أفريقيا فلماذا إذن لا يساعد الجن أحد المنتخبات الأفريقية الكبيرة للفوز بالمونديال؟ يا سيدي بلاش، منتخب واحد بس يوصل للدور قبل النهائي..


حتى تاريخه لم يفلح الجن في هذا ودائما وأبدا المكافأة على قدر العطاء أما الخرافات والخزعبلات لا مكان لها إلا في الدول المتخلفة.. وأبرز حكاية أن المعلم حسن شحاتة كان (مخاوي) ولهذا فاز المنتخب بثلاث بطولات أمم أفريقية ونسي هؤلاء أو تناسوا أن مصر في هذا التوقيت كانت تعيش أزهى عصورها الكروية وجيل عظيم من النجوم لم يجد به الزمن من قبل والأهلي كان محتكرا كل البطولات والمعلم صنع المستحيل وقاد "المقاولون العرب" للفوز بالكأس والسوبر المحلي بعد أن قهر الأهلي والزمالك والإسماعيلي في عز قوتهم.. لكن تقول لمين؟ وتحكي لمين؟

عندما قررنا أن نعمل ملفًا عن الدجل والشعوذة في الملاعب المصرية كان هدفنا الأساسي هو تحذير كل أطراف اللعبة من النصب والنصابين...وضرورة الأخذ بالأسباب وعدم التواكل على ساحر..وأذكر هنا أنني تلقيت تليفونا من أحد الأشخاص يوم لقاء مصر وبوتسوانا في القاهرة من أحد الأشخاص يبلغني فيه أن الكابتن شوقي غريب لم يلتزم باتفاقه مع الشيخ وأن الشيخ مضطر آسفا لإلغاء الاتفاق والعمل على خسارة المنتخب اليوم أمام بوتسوانا بالقاهرة.. تلقيت الاتصال باعتباري صديقا لشوقي غريب وسأقوم بنقل تحذيره للكابتن.. فقلت له أنا عاوز الشيخ يخسره اليوم طالما شوقي أخل باتفاقه على أنه هيخليه يفوز ذهابا وإيابا على بوتسوانا وبعد ذلك على السنغال وتونس ويطلع أول المجموعة..

المهم انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وفي الشوط الثاني أحرز منتخبنا هدفين وفاز.. المهم انتهت المباراة فاتصلت بالشخص نفسه وقلتله الشيخ بتاعك فشنك فقالي حاجة خطيرة أن الكابتن شوقي اتصل به بين الشوطين وترجاه أن يصفح عنه ويساعده على وعد بأنه هينفذ المطلوب..المهم انتهت المباراة واتصل بي الشخص نفسه وقال لي إن المنتخب مش هيشم الفوز ولا البطولة نفسها وحدث ما توقعته رغم قناعتي التامة أن منتخبنا سيئ ولا يستحق التأهل وأن كل ما يحدث مجرد دجل وشعوذة..وربنا يهدي ولنا عودة.
الجريدة الرسمية