رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي إلى الصين وبالأدلة: العالم سيتغير اليوم!


تاريخ العالم سيتغير اليوم.. تعالوا نقول لكم كيف ولماذا:
يقول المفكر الراحل الدكتور جمال حمدان - فيما معناه - إن العلاقة بين مصر وأمريكا هي ما تحدد شكل العالم..
لماذا؟ لأن أمريكا باعتبارها زعيمة العالم الرأسمالي - وهو العالم الذي يعيش على حساب استغلال العالم الفقير - ستلقى مقاومة من العالم الثالث الذي يتم نهب ثرواته كي يعيش سكان العالم الأول في رفاهية.. والعالم الثالث هذا بداخله قوة صلبة اسمها العالم العربي.. إذا نشطت نشط العالم الثالث.. لكن هذا العالم العربي هو أيضا بداخله قوة صلبة تشكل قوته الأساسية هي مصر.. إذا نشطت نشط العالم العربي كله، وبالتالي ستعود المواجهة في النهاية بين مصر وأمريكا وعلى أساسها يتحدد شكل العالم!


نظرية حمدان بها كثير من المنطق.. فإذا عرفنا أنه ومنذ ما يقرب من عشرين عاما، سأل دبلوماسي عربي وزيرا صينيا باستنكار: لماذا تكتفون بتصويتكم في مجلس الأمن لمصلحة الحقوق العربية ولكن لا تتدخلون لمواجهة أمريكا وأنتم أيضا قوة عظمى؟
قال الوزير الصيني: "انسوا ذلك تماما.. ولا تطلبوا من الصين أكثر من ذلك.. لن تخرج الصين للعالم قبل عشرين عاما من الآن"!

اليوم.. انتهت العشرين عاما التي حددها المسئول الصيني، وهي صدفة مدهشة أن يتم ذلك مع عودة زعيمة العالم العربي لدورها التاريخي.. وهنا نتذكر بالضروره مقولة الزعيم اليوغوسلافي الأسطوري "تيتو" حين قال بعد نكسة 67 إن "الاتحاد السوفيتي هزم مع هزيمة مصر"، ورحل تيتو قبل سقوط الاتحاد السوفيتي بالفعل وبما يبرز أهمية مصر!

اليوم.. السيسي في الصين - التي كانت مصر عبد الناصر وفي تحد للدول العظمى أول دولة تعترف بها في الشرق الأوسط وأفريقيا عام 56 - وسيعود بإذن الله باتفاقات كبرى.. فلم يعد الغرب - مثلا - محتكرا للإنشاءات الهندسية المعقدة مثل شبكات الأنفاق، وربما اتفقنا مع الصين لاستكمال المراحل المتبقية من مترو مصر.. وستتناول المفاوضات مشروعات مهمة في كل المجالات بما فيها المشروعات السياحية المشتركة، ووفقا لمعلوماتنا شبه المؤكدة سيعود السيسي بحصة من السياحة الصينية التي تزيد عن 100 مليون سائح في العام يذهبون لكل العالم يتميزون بالإنفاق الكبير؛ حيث يصل إنفاق السائح الصيني ثلاثة أضعاف إنفاق السائح الروسي، وينفق هذا العدد ما يقرب من 103 مليارات دولار يبلغ نصيب مصر الحالي منها للأسف 30 ألف سائح فقط، وهو رقم أقل من هزيل!

معلوماتنا ولكي نبشر الناس تقول إن إحدى الشركات الخاصة وهي تحديدا شركة "أير ليجر" المملوكة لرجل الأعمال رامي لكح، وبعد مجهود طويل وشاق اقترب من العام، توصلت بالفعل وبإشراف وزير السياحة النشط هشام زعزوع إلى اتفاق مهم للسياحة مع الصين سيضاعفها إلى عدة أضعاف يبدأ في بداية العام القادم 2015 مباشرة، أي بعد أيام من انتهاء زيارة السيسي، على أن تزيد كل عام بنسبة متفق عليها وبما قد ينهي الركود السياحي في مدن الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ.

الاتفاق استلزم خطوط طيران إلى عدة مدن صينية في بلد شديد الاتساع، وهو ما استلزم بالضرورة استعدادات في مصر لاستيعابها وأيضا تأهيل طائرات مصرية وتجهيزها، وقد استأجرت بالكامل من شركة مصر للطيران والأهم ليفرح المصريون.. أن هذه الحصة تأتي بالكامل على حساب السياحة في تركيا!!

يا سادة.. أضيفوا زيارة الصين إلى زيارة بوتين لمصر خلال أسابيع ليعرف الجميع أن العالم يتغير ولن يوقف ذلك محاولات أمريكا المستميتة لوقفه بكل الطرق سواء تراجعت قطر أو عادت الأباتشي أو ضغطوا بالعقوبات على روسيا ذاتها!!

العالم سيتغير من مصر ودارت العجلة فعلا!!
الجريدة الرسمية