رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة كندية: "أردوغان" يزداد طغيانًا ويواصل تكميم الأفواه

وزير الخارجية الكندي
وزير الخارجية الكندي جون بيرد

أعرب وزير الخارجية الكندي جون بيرد، عن قلقه من الانتهاكات التي تتعرض لها وسائل الإعلام في تركيا بأمر من الحكومة، وتم بسببها اعتقال العديد من الصحفيين والإعلاميين.


وقال وزير الخارجية: إن هذه الانتهاكات تتعارض مع الالتزامات التي تعهدت بها تركيا إزاء القيم الديمقراطية، واحترام الحريات وحقوق الإنسان، وأكد على القناعة الراسخة لدى دولة كندا بأن حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والإعلام، هي عناصر أساسية تؤكد ديمقراطية الدولة.

وأكدت هيئة الإذاعة الكندية، اعتقال الشرطة التركية مؤخرا 24 صحفيًا خلال مداهمات محطة "سمان يولو" التليفزيونية وصحيفة "زمان".

من جانبها أكدت صحيفة "لودوفوار" الكندية، أنه جاء الدور على الصحافة والإعلام ليقمعها رجب طيب أردوغان، بعدما قيد حريات القضاة والمحامين وقادة الأجهزة الأمنية خلال هذا العام.

وأضافت الصحيفة: "أن الرجل القوي في تركيا يزداد طغيانًا يومًا بعد يوم، ليهدم أحد ركائز الديمقراطية بحجة يكررها الرئيس ووزراؤه"، وتابعت: "هؤلاء ليسوا إلا "خونة" و"إرهابيين" ويجب ملاحقتهم، في حين أن السبب الحقيقي للانتهاكات التي يمارسها ضد معظمهم هي علاقتهم الوثيقة مع فتح الله كولن، المنفي إلى الولايات المتحدة منذ العام 1999".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "كولن" كان حليف أردوغان، واختلفا بسبب انزلاق الأخير إلى مفهوم متحفظ جدا للإسلام، فكولن يدافع عن إسلام يتماشى مع الحداثة وبالتالي ليس عدوا للتقدم، بينما يعتمد أردوغان إسلاما رجعيا يتناغم مع الماضي.

وتؤكد الصحيفة، أن أردوغان يسعى إلى إلغاء العلمانية التي أسسها أتاتورك، مضيفة: "فمنذ فترة أثار أردوغان موجة احتجاج واسعة بتوقيعه مرسوما يفرض على المدارس الدينية تعليم اللغة التركية القديمة والأبجدية العثمانية التي كان استبدلها مصطفى كمال بالأحرف اللاتينية عام 1928".

ولفتت إلى أن "أردوغان" برر ذلك برغبته النهائية في "العودة إلى الجذور التركية" كمقدمة لابد منها لتأسيس "تركيا الجديدة"، كما ترى أن عرض القوة الذي يقوم به أردوغان اليوم يهدف إلى استعادة السلطات بعد إقدام الشرطة منذ عام على مضايقة حكومته وبعض المقربين منه واعتقال بعضهم.

وأضافت أيضًا: "فمنذ عام بالتمام اتهم عدد كبير من مسئولي الدولة بالفساد، وتم دفع بعضهم إلى الاستقالة وتلطيخ سمعة أردوغان، وتعهد يومها بالانتقام من شبكة كولين، المسئول برأيه عما جرى، ووضع الأقفال على كل فكرة تحمل بصمات الغرب"، واختتمت الصحيفة تعليقها مؤكدة أن تكون تركيا دولة ديمقراطية أمر مستحيل.

ومن جانبها، أكد تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" السنوي، عن تراجع مؤشرات حرية الصحافة والإعلام بتركيا إلى (154 +1)، مؤكدة أن حكومة أردوغان لا تتردد في اللجوء إلى ورقة «مكافحة الإرهاب»؛ لاتهام الصحفيين بـ «تهديد الأمن القومي»، حيث يتم اعتقال عشرات الصحفيين والإعلاميين وإلقائهم في السجون تحت هذه الذريعة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتغطية القضية الكردية.
الجريدة الرسمية