رئيس التحرير
عصام كامل

أين أشيائي؟!!

محمد حافظ هيت
محمد حافظ هيت

بعد ثورة يناير المجيدة، تفاءل معظم الشعب المصري الذي يريد أن يعيش حياة كريمة خالية من الاستبداد والاستئثار بالسلطة من قبل الحكام وأصحاب النفوذ والمليارات الذين لا فرق بينهم وبين فكر ماركس ولينين، اللذين لم يكونا يكنان احترامًا لطبقة الفلاحين اعتقادًا بأنها تميل إلى الأنانية وحب التملك، ولا تتصف بها الطبقة العاملة المعدمة التي لا تملك إلا قوة عملها، وليس لها ما تخسره سوى شقائها وعبوديتها.


مرت الأيام ثم لعبت الأقدار حتى ظهر لنا نوع جديد من التجارة الرخيصة وهي التجارة بدم الشهداء ثم مرت الشهور واتضح لنا أن من يتاجر بالدم يستطيع أن يتاجر بالدين بل ويتاجر بأحلام المواطنين البسطاء الذين لا يريدون سوى لقمة العيش.. حتى فاض بنا الكيل وخرجنا من كل حدب وصوب لنعبر عن غضب عام كامل وكأنه غضب عقود من العمر إلى أن ظهر لنا الفارس الذي يعبر بالبلد إلى بر الأمان، فتفاءلنا أكثر بأن تتحقق أحلام السنين المدفونة، وراء كل يد حديدية باطشة، تضرب ولن يسقط سوى الضعيف فقط.. فالآن أصبح كل منا له رأيه سواء كان من طبقة الأثرياء أو كان من الطبقات الكادحة.

كلنا تناسينا أن هناك مستبدين ومصاصي دماء مارسوا سلطاتهم في امتصاص دم شعب بأكمله معنويًا فإن لم تؤيدني سوف تقتل أو تغتال أو تُعتقل وتركنا الأمر للقضاء المصري، ونسينا أن هناك أحلام للشباب المصري البسيط الذي كانت أقصى أحلامه أن يعيش في دولة عادلة تحترمه، بأن يحصل على فرصة عمل تليق به وأن يستطيع أن يبني أسرة، نسينا أيضًا أن هناك شهداء لولا أرواحهم الذكية الطاهرة لما أصبح لنا كيان وصوت. 

رأينا كل القتلة خارج قضبان السجون بحكم القضاء، ولكنه من الجهل أن تلوم على القضاء، فالقضاء يحكم بناء على أدلة مادية تظهر أمامه.. لكن نعيب على الشخص الذي علم الناس السكوت على مدى 30 عاما، والخاسر الوحيد هو المواطن.

أين أحلامنا ؟
أين حق كل شهيد سالت دماؤه؟
أين حق جنودنا على الحدود؟
أين حق الأمهات والزوجات الثكالى؟
أين ؟؟ أين ؟؟ أين ؟؟
طال بي السؤال.. أين أشيائي؟.
Advertisements
الجريدة الرسمية