رئيس التحرير
عصام كامل

صبايا الشيطان

إيمان حكيم
إيمان حكيم

البنات البنات ألطف الكائنات غنوا يا تلميذات طاف طيفى طافا طا
ده كان رأى السندريللا سعاد حسنى في البنات لما غنت لهم في مسلسل "هو وهى" من كلمات الراحل المبدع صلاح جاهين وساعتها كل الناس احترمت رأيها وغنت معاها وإحنا بنات جيلنا كنا ماشيين رافعين رأسنا وأخدنا قلم في نفسنا باعتبارنا أصبحنا رمز اللطافة والظرافة ومبقناش كمالة عدد وبقينا زينا زى النبى حارسه الولد زى ما أوهمتنا السندريللا.

لكن بعد العمر ده كله اللي قضيناه في اللطافة جاءت لنا الإعلامية ريهام سعيد برأي تانى خالص ونوعية تانية من البنات ورمت في وشنا حلقتين من برنامجها "صبايا الخير" اللى بتقدمه على قناة النهار وماكنش خير أبدا خمس بنات ممسوسات بمس شيطانى طبعا دول غير الكائنات اللطيفة اللى غنت لهم السندريللا.
بنات ريهام سعيد الخمسة بوظوا لنا دماغنا وحَرَمونا نصدق كلام الأغانى تانى، قدمولنا في الجزء الثانى من الحلقة فاصل شيطانى غير مسبوق من رقع وخبط وصراخ وعويل، وكل فنون المصارعة الحرة والأكروبات الصينية بتاعة بلادها، تصاحبها موسيقى تصويرية ولا أفلام "هتشكوك" مخرج أفلام الرعب الأمريكية.
ربما تكون" الصبايا" بالفعل مريضات، وإلا أصبحن ممثلات محترفات، يستاهلن الأوسكار على أدائهن القدير، لكنى رغم ذلك أريد أن أسأل ريهام سعيد سؤالًا واحدًا:
لماذا كل هذا العرض المخدوم جيدًا من صوت وصورة وموسيقى ومكياج وملابس؟ أكيد لم يكن بهدف الخير لهؤلاء الصبايا حسب اسم البرنامج، فالبنات جميعًا كن جاهزات للتصوير
بمكياج وطبقات من الكريمات والبودرة التي تظهرهن شاحبات، وهذا كان واضحا لنا جميعا، إلى جانب كن متحصنات بطبقات من الملابس المناسبة من أجل العرض، تتناسب مع التمرغ والمرمطة في الأرض بحيث لا تتعرى أي منهن، وهذا يحسب لمخرج البرنامج الذي يبدو إنه نبه عليهن أن تكن محصنات تماما، رغم عرض البطاطين الذي رأيناه لتغطيتهن، هذا إلى جانب بعض "القبضايات" الذين أحكموا قبضتهم على البنات جيدًا من أجل ضمان جودة الأداء إلى جانب نائب برلمانى سابق زهد في البرلمان وقرر إنه يتحصن بالرقية الشرعية بدلًا من حصانة البرلمان الموقوف حاليًا لحد ما تفرج.
إذا لم يكن كل هذا من أجل الشو الإعلامي فكل هذا من أجل ماذا؟
طلب الشفاء والعلاج وفعل الخير له طرق كثيرة أبعد ما تكون عن هذه العروض المصورة
إذا كان كل هذا الهياج الشيطانى قد حدث أثناء التصوير بالصدفة فالشكر واجب للشياطين اللي لابسينهم إنهم ظهروا في الوقت المناسب وساهموا في نجاح العرض. وإذا كن مريضات بالفعل ووافقن على التصوير والوقوف أمام الكاميرات فلماذا كل هذا الغضب من ردود الأفعال؟ هن اللاتى وافقن على التصوير ولعب الأكروبات على الشاشات وأمام العالم والمتاجرة بمرضهن فليتحملن نتائج هذا العرض الحصرى أمام العالم كله. عزيزتى ريهام إذا كنتى تعتبرين هذا نجاحا لبرنامجك الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة فلماذا الغضب؟ هذه هي ضريبة النجاح والشهرة فلتتحملى إذن.
وفى النهاية أجدنى أدين بكلمة اعتذار لسندريللا الشاشة سعاد حسنى عذرا أميرتى لقد غنيتى لنا ورفعتى من روحنا المعنوية ورحلتى عنا وتركتينا ونحن ألطف الكائنات، ولكننا في عصر الفضائيات والكائنات الإعلامية فارقتنا اللطافة والظرافة وأصبحنا ممسوسات وأرجوزات ولاعبات أكروبات وطاخا طيخ طاخا طخ.

الجريدة الرسمية