رئيس التحرير
عصام كامل

«أحمد عز» لـ«سطوطة الفنجري»: الشعب مالوش حاجة عندى!

فيتو

أنا ورجل الأعمال أحمد عز تربطنا علاقة وطيدة خاصة عندما وصل لمنصب أمين تنظيم الحزب الوطنى وبدأ يدخل عالم السياسة.. وقتها كان نجم الرئيس الأسبق مبارك قد بدأ يأفل لتسطع بدلا منه نجوم جديدة تلتف حول نجله جمال مبارك وكان أحمد عز من أبرز تلك النجوم وكنت أنا بمثابة عالمة الفلك التي ترصد حركات كل تلك النجوم التي تجمعت في سماء ما اسموه بلجنة السياسات وجمعية شباب المستقبل من خلال حواراتى التي أجريها مع المسئولين في شتى ربوع مصر.

كان الرئيس مبارك دائما ما يطلب منى مراقبة أحمد عز حيث كان يخشى على ابنه جمال من طموح هذا الشاب الذي تسبب في الإطاحة بجميع رجال مبارك ممن كان يطلق عليهم الحرس القديم أمثال كمال الشاذلى ويوسف والى وغيرهما وكانت علاقتى بمبارك في ذلك الوقت وثيقة جدا لأننى أنا التي كانت تقرأ له الفنجان وما زلت أقرأ له الكف حتى وقتنا هذا حتى عندما كان بمستشفى المعادى العسكري طريح الفراش أو هكذا كان يبدو للجماهير.
ذكاء أحمد عز الحاد جعله يقف عند حجم علاقتى بالرئيس مبارك فحاول التقرب منى بشتى الطرق الأمر الذي استجبت له كى أفهم ما يدور برأس هذا الشاب الصاعد في سماء مصر بقوة الصاروخ.
كان عز داهية.. يعرف من أين تؤكل الكتف حتى أنه وضع جمال مبارك في جيب “جاكتته” الصغير يلعب برأسه حيث يشاء ويحرك كبار القوم في ربوع مصر كلها بإشارة من أصبعه وإلا تخلى عنهم وأطاح بهم من ترشيحات الحزب الوطنى لهم كمرشحين للبرلمان الأمر الذي يصعب معه وصولهم لمجلس الشعب.
صارت بينى وبين عز صداقة مفادها “يا نحلة لا تقرصينى ولا عايز عسل منك”.. يعنى هو سايبنى أقضى مصالحى ومصالح المقربين منى من خلال علاقتى بالقصر الرئاسى وأنا سايباه يلعب بدماغ جمال و”أبو جمال” كما يشاء بالإضافة إلى أننى كنت أزكى بعض المرشحين عنده كى يأتى بهم على قوائم الحزب الوطنى وهؤلاء النواب موجودون حتى الآن ويعرفون أنفسهم.
اليوم وأحمد عز قد خرج من محبسه بكفالة قدرها 100 مليون جنيه فوجئت به كما علمت من وسائل الإعلام يطالب الحكومة باسترداد مبلغ قيمته 45 مليون جنيه الأمر الذي أضحكنى كثيرا وذكرنى بالمثل القائل “ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى”.
ولأن علاقتى بأحمد عز كانت مش ولابد في السنوات الأخيرة خاصة بعد برلمان 2010 الذي زوره أمام العالم أجمع دون حياء منه ولا خوف من أحد الأمر الذي جعل معظم الشعب يكرهه ويكره برلمانه وكنت أنا من رافضى تزوير نتيجة الانتخابات لصالح الحزب الوطنى بهذا الشكل الفج الذي شاهده الجميع فأخذت أكتب العديد من المقالات حتى أننى غضبت من مبارك نفسه وانقلبت عليه أثناء ثورة يناير ووقفت أنا وزملائى الفشارين في ميدان التحرير نطالب بحل مجلس الشعب لذلك غضب منى عز ومبارك لكننا تراضينا بعد أن أصبحا مساجين ليمان طرة وكنت أنا أزورهما من حين لآخر وأجرى معهما حوارات صحفية تنشر في تلك المساحة.
كانت المرة الأخيرة التي رأيت فيها عز هي يوم حصوله على البراءة وفى الأسبوع الماضى قررت زيارته بالمنزل كى أتبين حقيقة ما نشر حول مطالبته باسترداد أمواله من الحكومة.
اتصلت بأحمد عز على رقمه الخاص الذي حصلت عليه من جمال مبارك عندما كنت أهنئ والده ببراءته هو الآخر فقال لى إنه لا يبرح قصره وحددنا ميعاد اللقاء يوم الجمعة الماضى في تمام الثالثة عصرا حتى أتناول معه طعام الغداء.
وكعادته عز كان كريما معى في اللقاء حتى أدهشتنى حرارة استقباله ودار بيننا حوار ودى ومعنا زوجته الدكتورة شاهيناز النجار التي استأذنت منى بعد الغداء مباشرة لإجراء لقاء مهم مع شخصية مهمة لم تفصح لى عنها.
بمجرد خروج شاهى قلت له “يالهوى يا أحمد.. هو إحنا كدا لوحدنا في القصر ؟!”
قال: طب وفيها إيه يعنى ؟!
قلت: الشيطان شاطر وانت لسه خارج من السجن يا أحمد !
قال: يا ولية اختشى بقى.. هو اللى يتزوج شاهيناز هيبص لواحدة غيرها برضه خاصة إذا كانت الواحدة دى سطوطة ؟!
قلت: ومالها سطوطة يا سيدى.. كخة سطوطة يعنى ؟!
قال: يا ولية اتهدى بقى وادخلى في حوارك وبلاش حركاتك دى.. عموما القصر به كثير من الخدم فاطمئنى!
قلت: طب قولى يا حمادة.. إيه حكاية إنك بتطالب المحكمة باسترداد أموالك دى.. الشعب هيتجنن يا جدع.. وبيقولوا “سكتناله دخل بحماره”.. يعنى انت كمان اللى ليك فلوس علينا يا جدع.. طب حط في عينيك حصوة ملح!
قال: حاطط حصاوى السجن كلها في عينى يا ست سطوطة.. علشان كدا أنا مش هسيب فلوسى وهجيبها بالقانون !
قلت: طب هتعمل إيه في القضية المؤجلة الخاصة بالتهرب من سداد ضرائب بقيمة 10 ملايين جنيه ؟!
قال: وحياة أبوكى متضحكنيش يا سطوطة.. انتى بتتكلمى في شوية فكة يا ست الكل.. دا أنا لسه ليا فلوس عند الحكومة !
قلت: طب فهمنى كدا فلوس إيه اللى ليك وانت متهم بنهب مال النبى كله ؟!
قال: أنا المحكمة حكمت عليا في قضية احتكار الحديد بالإفراج بكفالة 100 مليون جنيه.. قوم إيه يا ستى أنا طلبت تقسيط المبلغ.. والمحكمة وافقت على طلبى وقررت قيمة القسط بـ11 مليون جنيه كل فترة !
قلت: يعنى انت ماكانش معاك الـ100 مليون تدفعهم وتخرج ؟!
قال: استنى بس يا ستى ولا تقاطعينى وقولى لى كمل يابو حميد !
قلت: طب كمل يابو حميد !
قال: أنا طلبت التقسيط لكى أعطى فرصة للمحامى بتاعى أن يطعن في حكم البراءة !
قلت: طب وطعنت في البراءة ليه يا عمنا.. هو انت كنت عايز تقعد في السجن لغاية ما يطلع مبارك واللا القعده عالبرش عجبتك ؟!
قال: اسمعى بس علشان تفهمى وبلاش تقاطعينى وحياة أبوكى !
قلت: طب ها.. احك ياسيدى.. نور أم المحكمة !
قال: أنا طعنت في حكم البراءة بكفالة مائة مليون جنيه وخلال فترة الطعن كنت قد سددت خمسة أقساط أي 55 مليون جنيه.. ولما جاء الحكم بتخفيض الكفالة إلى عشرة ملايين بات لى عند المحكمة مبلغ الـ45 مليون جنيه فطلبت من المحامى أن يسترده لى.. هذه هي الحكاية التي هيجت الشعب.. أليس من حق أي أحد أن يسترد أمواله التي تؤخذ منه.. هذه أموال أخذت بالقانون وسأستردها بالقانون يا سطوطة فأنا لا أترك حقوقى مهما حدث !
قلت: وأين حق الشعب الذي نهبتموه ؟!
قال: الشعب مالوش حاجة عندى وسنوات السجن ذهبت هدرا من أعمارهم وأعمارنا وهاهم عرفوا الحقيقة وجاء اليوم كى يعتذروا لنا عما اقترفوه في حقنا !
قلت: يعنى إنت شايف أن مصر رجعتلكم تانى ؟!
قال: ومتى تركتنا مصر أو تركناها.. انظرى حولك وستجدين أننا موجودون في كل مكان !
قلت: أنت بتهرج.. البرلمان قادم وبه ستنتهى خارطة الطريق ولن يصبح لكم وجود !
قال: خريطة الطريق أخذتكم إلى حيث نريد ومجلس الشعب القادم هو نهايتة الطريق الذي سيؤدى إلينا.. عددى من أعلنوا عن ترشحهم للبرلمان حتى الآن فستجدينهم جميعهم من أبناء الحزب الوطنى !
قلت: طب ولماذا لم تعلن ترشحك أنت أيضا !
قال: ومن سيكون أمين تنظيم الحزب الوطنى بعد أن يعود ؟!
قلت: يا راجل ماتجننيش معاك.. حزب إيه اللى انت جاى تقول عليه ؟!
قال: بالقانون تم حل الحزب وإلقاؤنا في السجن وبالقانون تبرأنا وسنعيد الحزب ليمارس نشاطه السياسي كما كان !
قلت: وأى نشاط سياسي ستمارسون !
قال: نحن نحمل شعار “مصر بتتقدم بينا” وننتظر إعلان براءة أمين السياسات جمال مبارك حتى يكتمل تشكيل الحزب كما كان !
قلت: قصدك التشكيل العصابى ياهندسة !
قال: الزيارة انتهت يا سطوطة ويكفى هذا كى لا نخسر بعض !
قلت: أوكيه.. وسوف أنشر كل هذا الكلام على لسانك !
قال: انشرى فنحن في دولة القانون ياست الكل !
وهنا لملمت ما تبقى لى من أعصاب وخرجت إلى مكتبى بدرب الفشارين لأكتب لكم ما دار بينى وبين رجل الحديد أحمد عز الذي يبدو أنه عائد أكثر صلابة من ذى قبل !
الجريدة الرسمية