رئيس التحرير
عصام كامل

عماد متعب: تاريخي مع المنتخبات يخرس المشككين

فيتو

  • خطفنا الكونفيدرالية بروح الأهلاوية
  • تمارا وسيلين "وش السعد"
  • الألتراس يتنفسون عشق الأهلي
  • حسن شحاتة "أبويا الروحي"
  • أنهيت أزمتي مع يوسف سريعًا
  • الظروف "خلصت" على شوقي غريب
  • التقييم في مصر "سمك لبن تمر هندي"
  • الضغوط لن تجبر "غالي" على الاعتزال
  • أتوقع نجاح البدري مع "الأوليمبي"
  • "جاريدو" مجتهد والظروف عاندته مبكرًا


عماد متعب.. موهبة كروية لن ينساها التاريخ الكروي.. هو أحد أبرز مهاجمي الكرة المصرية في عصرها الحديث.. يحمل بين أقدامه أختاما رسمية لتمزيق شباك المنافسين على الصعيد المحلي الأفريقي.. أهدافه الحاسمة باتت ماركة مسجلة بعد هدفه التاريخي مع المنتخب الوطني في شباك الجزائر بتصفيات كأس العالم 2010، وبعد هدفه الدرامي في شباك سيوي سبورت الإيفواري الذي قاد الأهلي للفوز بالبطولة الكونفيدرالية لأول مرة في تاريخ الأندية المصرية، متعب لم يعد مجرد مهاجم قاد الأهلي والمنتخب الوطني وسجل أهدافا ولكنه بات بمثابة "بابا نويل" الهجوم في الكرة المصرية، وصاحب العديد من الألقاب التي حصدها بسبب أهدافه الساحرة فهو القناص والمُتعب والمؤلم وجلاد الحراس والولد الشقي الذي اهتزت المدرجات باسمه لأهدافه المصيرية مع المنتخب الوطني والأهلي.

تعرض متعب لانتقادات لاذعة خلال السنوات الأخيرة، بسبب تراجع أدائه مع فريقه بسبب توالي إصاباته التي عطلته كثيرًا في مشواره الأخيرة مع المارد الأحمر، ولكن جاء هدفه الحاسم في نهائي الكونفيدرالية الأخير ليعيد متعب من جديد لدائرة الضوء، بعد أن تحول إلى بطل قومي جديد لعب دور البطولة في رسم البسمة على وجه ملايين المصريين.

نجاحات متعب مع النادي الأهلي، تتحدث عن مسيرته الكروية حيث حقق 22 بطولة متنوعة بين الدوري المصري ودوري الأبطال الأفريقي والسوبر المصري والأفريقي والكونفيدرالية، بجانب إنجازاته مع المنتخب الوطني في حصد أمم أفريقيا للشباب 2003، إلى جانب أمم أفريقيا 3 بطولات مع حسن شحاتة، الذي وصفه متعب بالأب الروحي.

"فيتو" التقت عماد متعب للحديث عن العديد من الأسرار والكواليس الخاصة التي يزيح الستار عنها للمرة الأولى، وإليكم التفاصيل:


في البداية.. لا حديث يعلو سوى عن هدفك الحاسم في سيوي سبورت الذي قاد الأهلي لحصد الكونفيدرالية.. ما تعليقك؟
الكونفيدرالية من البطولات الغالية جدا في تاريخي، وبطولة تضاف إلى سجل انتصاراتي وإنجازاتي وإنجازات النادي الأهلي خاصة في ظل الصعوبات التي واجهتنا من غيابات وظروف صعبة جدا نخوض فيها مبارياتنا، إلا أن اللاعبين كانوا رجالا وعلى قدر المسئولية واستطاعوا إسعاد الجماهير.

كيف ترى توقيت الهدف في الدقيقة الـ 5 من الوقت بدل الضائع؟
توقيت الهدف جعل للبطولة طعما آخر أكثر تميزًا وجعلها لن تمحى من ذاكراتنا جميعا، خاصة أنها أول بطولة كونفيدرالية يحققها فريق مصري، فمن الجيد أن يكون هذا الفريق هو النادي الأهلي صاحب الريادة في كل شيء، وسيذكر التاريخ أن هذا الجيل هو من استطاع إحراز هذه البطولة، ومن ثم تعتبر هذه البطولة غالية جدا لنا، وأعتبرها ردا على البعض الذي شكك في قدراتي.

حدثنا عن شعورك بعد تسجيل هدف البطولة؟
شعور لا يوصف، وتذكرت وقتها هدفي في مباراة الجزائر، فالهدف صورة طبق الأصل من هدف مباراة الجزائر في تصفيات كأس العالم 2010، ففرحة الجماهير وصوتهم بعد الهدف لا يزال في أذني وشعوري أنني كنت سببا في فرحة الشعب المصري الذي يحتاج للفرحة بشدة الفترة الحالية، فيكفي إحساسي بعد هتاف الجماهير بكلمة "يا رب"، فأنا أحرص يوميا على مشاهدة الفيديو كل يوم للاستماع لهتاف الجماهير وهي تهتف بكلمة "يا رب".

ماذا عن دور اللاعبين الكبار في تلك المواجهة؟
من ضمن الصعوبات التي أتحدث عنها، أن هناك الكثير من اللاعبين التي أول مرة يتم وضعها في هذا الموقف، لاعبين أول مرة يلعبوا أمام هذا الكم من الجماهير ونهائي أفريقيا، فكنا حريصين على الجلوس معهم ونقل خبراتنا لهم، ومطالبتهم بالهدوء في المباراة وعدم القلق من الجماهير، وكان دور اللاعبين الكبار مضاعفا في هذه المباراة بالخصوص.

مَن أول المهنئين لك على الكونفيدرالية؟
تلقيت آلاف الاتصالات والرسائل، ولم أركز من قام بالاتصال بي لكني حرصت على الاتصال بوالدتي وزوجتي وأخواتي وأصدقائي، وأود أن اشكر الجميع على الكم الكبير من الاتصالات والرسائل التي تلقيتها بعد المباراة.

دعنا نتحدث عن رسالة الإسباني جاريدو، المدير الفني للأهلي، للاعبين بين شوطي النهائي؟
جاريدو تصرف بمنتهى الحكمة بين الشوطين، وكان هادئا جدا، وأكد لنا أنه على يقين من فوزنا، وهدوؤه جاء في صالحنا ونزلنا الشوط الثاني أفضل بسبب هدوئه وتعليماته لنا بين الشوطين.

لمن تهدي الهدف الذي أحرزته ولقب البطولة؟
أهديه لجماهير الأهلي العظيمة ولزوجتى وبناتي ووالدتي ومجلس الإدارة وزملائي اللاعبين، ولكل من وقف بجواري الفترة الأخيرهة وساهم في عودتي بقوة للملاعب.

هل اتصل بك أبو تريكة بعد المباراة؟
نحن على اتصال دائم لكن بعد المباراة أرسل لي رسالة هنأني فيها بالهدف، وأيضا الدكتور إيهاب على ومحمد بركات وسيد معوض والعديد من زملائي.

ماذا عن طموحك مع الأهلي بعد الكونفيدرالية؟
طموحي مع الأهلي أن أساهم مع زملائي في إحراز البطولات والإنجازات كعادة النادي، وأن أكون مشاركا بصفة أساسية، فالفترة السابقة كانت صعبة جدًا بسبب توقف النشاط والإصابات التي تعرضت لها، التي أوحت للناس بأني بعيد عن الملاعب وأني لا أحرز أهدافا لكنني لم ألتفت لكل هذه الانتقادات لأنني أعلم إمكانياتي جيدًا وواثق في نفسي، وأعلم أنني لو انتظمت في المشاركة بالمباريات وشاركت بصفة أساسية، سأعود أفضل من السابق وهو ما كشفته المباريات الأخيرة.

مَن خليفة عماد متعب؟
عمرو جمال بدون شك أكثر لاعب يشبهني، وسيكون المهاجم رقم واحد في منتخب مصر والنادي الأهلي، وبدايته تشبهني كثيرًا حتى في إصابته، فقد تعرضتت في بداية مشواري لإصابة أبعدتني ستة أشهر أيضًا، وأخبرته بذلك لكني أخذت عهدا على نفسي وقتها بأن أعود أفضل من قبل الإصابة، وهو ما حدث وطالبته بذلك، وأتمنى أن أراه أفضل من عماد متعب، وأن يعود سريعا إلى الملعب وألا تكون الإصابة عائقا أمامه في إيقاف مسيرته المميزة.

كلمة توجهها إلى الجماهير التي حضرت المباراة خاصة مجموعات الألتراس؟
أود أن أتوجه إليهم بالشكر، ومهما تحدثت لن أعطيهم حقهم فهم أفضل جماهير العالم تنظيمًا ومؤازرة، وشكلهم في المدرج يسعد أي لاعب ويجعله يأكل النجيلة لإسعادهم، فأنا لعبت مباريات كثيرة وبطولات كثيرة، ولكني لم أر في حياتي منظرا مثل الذي شاهدته في نهائي الكونفيدرالية، فكلامي عن الألتراس لن يعطيهم حقهم لأنهم يستحقون أكثر من ذلك بكثير، وسنظل ندين لهم بالفضل في إحراز هذه البطولة، ويكفي سفرهم خلفنا في كل مباريات البطولة ودعمهم المستمر لنا.

هل ترى أن هدفك خير رد على من شككوا فيك وهاجموك الفترة الأخيرة؟
لا أحب أن أرد على المشككين في قدراتي، ولكني أرد على الجميع في الملعب، فيكفي أن أؤكد لك أني ببطولة الدوري هذا العام أحرزت خمسة أهداف من ثمانية مباريات، بالرغم من عدم مشاركتي إلا على فترات بعيدة، وببطولة أفريقيا استطعت بفضل الله أن أحرز هدفا حاسما، وبالنسبة للمنتخب فأنا بعيد عنه لمدة عام ونصف وخضت معهم مبارتين فقط السنغال وتونس، ووارد جدا أن الفريق لا يستطيع الفوز ولكن من غير المعقول أن يتحمل متعب هزيمة المنتخب في المبارتين، فتاريخي مع المنتخبات خير شفيع لي أو فأنا أتمنى أن يكون هناك انتقاد منطقي للاعبين وليس هجوما لمجرد الهجوم، وألا يكون النقد هداما.

وهناك دائما مبالغة في النقد، في الفرحة نفرح بشدة وفي الحزن نحزن بشدة، ولا يوجد عندنا وسط في أي شيء، فالنقاد الذين يهاجمون عماد متعب ويؤكدون أنه كبر ويجب أن يعتزل، أطالبهم بمتابعة الصحافة الأوربية التي تظل وراء الفاشل حتى تجعله ينجح، ولكن لدينا نظل وراء الناجح حتى نجعله يفشل بكل أسف، فأنا سني لازال 31 عاما ومثلي من اللاعبين خارجيًا تتم مساندتهم بقوة والوقوف بجوارهم، خاصة إن كان اللاعب صاحب تاريخ وإنجازات.

ما كلمتك للشخصيات التالية:

حسن شحاتة..
حسن شحاتة قيمة كبير، وهو بعد ربنا له فضل كبير عليَّ في أن أكون في هذه المكانة، وأن يعرف الجميع عماد متعب، وأن أصبح نجمًا كبيرا، خاصة أنه كان يعلم جيدا إمكانياتي وكان يؤمن بها، وكان دائمًا ما يتحدث معي، وثقته في عماد متعب كانت تجعلني في أفضل حالاتي داخل الملعب، مثله مثل مانويل جوزيه في الأهلي، فهذه الثقة تجعلك مرتاحا في الملعب وتؤدي بشكل متميز وتظهر إمكانياتك بقوة.

شوقي غريب..
مدرب كبير ومحترم، واتظلم الفترة الأخيرة للظروف التي تولى فيها تدريب المنتخب من إصابات وغيابات وتوقف النشاط وقرعة صعبة، خاصة أنه لديه تاريخ كبير مع المنتخبات وكنت أتمنى عدم مهاجمته بهذا الشكل، خاصة أنه كان في مهمة ولم يوفق فيجب التوقف عن ذبحه بهذا الشكل؛ لأنه مدرب محترم ولديه خبرات كبيرة، وكنت أتمنى استمراره مع المنتخب حتى يأخذ فرصته كاملة.

مانويل جوزيه..
مدرب عظيم وله فضل كبير جدا عليَّ، وكان هناك اتصال هاتفي بيننا قبل نهائي الكونفيدرالية بيومين فقط، وأكد لي أني سأحرز هدفا وسأكون صاحب الفرحة، وطالبني بتذكر ذلك، وهو بالفعل ما حدث، ودائما ما كان لهذا الرجل الكثير من المواقف التي ساهمت في رسم شخصية عماد متعب داخل الملعب وتسببت في نجوميتي.

محمد يوسف..
على اتصال دائم بي، ويساندني بقوة، ومدرب محترم ونجح مع الأهلي وحصل على بطولتين كبار جدا دوري أبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي، وأنا أحبه وأحترمه وأقدره جدا على المستويين الشخصي والمهني، وللعلم يوسف اتصل بي بعد رحيله عن الأهلي وشرح لي وجهة نظره بعد الأزمة التي نشبت بينه ومجلس إدارة الأهلي؛ بسبب تجديد التعاقد معي دون علمه، وأكد لي أنه لم يكن يقصدني بل كان يعترض على التدخل في عمله كمدير فني للنادي الأهلي فقط، وأنا تقبلت وجهة نظره وتفهمت مقصده، وأنهيت هذه القصة في وقتها خاصة أني كما أؤكد لك، أحترمه واقدره على المستويين الشخصي والعملي.

حسام البدري:
أنا أعشقه بشدة، خاصة أنه عشرة سنين فهو مدربي منذ أن كان سني 16 عاما، ويحبني جدا وواثق في إمكانياتي، وبالطبع هو من أفضل المدربين المصريين المتواجدين على الساحة في الفترة الأخيرة، وتظهر بصمته بقوة مع أي فريق يتولى إدارته الفنية، وخير دليل على ذلك نتائجه مع المنتخب الأوليمبي مؤخرًا، الذي أتوقع أن يحقق كل ما يطمح فيه معهم ويصل للأوليمبياد، ويعد جيلا متميزا للكرة المصرية للفترة القادمة؛ لأنني أثق فيه بشدة وفي إمكانياته التدريبية.

جاريدو..
مدرب مجتهد جدا جدا، ويطلب من اللاعبين ضرورة العمل بتركيز كبير، وحضر إلى مصر في ظروف صعبة جدا واستطاع إحراز بطولتين في توقيت متميز، خاصة أن القائمة الأفريقية كانت محدودة بشدة، وزاد عليها الإصابات التي ضربتنا بقوة مثل جدو وعبد الله السعيد وعمرو جمال وشريف إكرامي، والبطولتان الذي أحرزهما ستجعلاه أهدى كثيرًا الفترة القادمة، وأراه مدربا متميزا وعنده الكثير ليقدمه للنادي الأهلي، وأزعم أنه سيضيف الكثير للنادي الأهلي، وأتمنى أن يحقق طموح جماهير النادي الأهلي ويحرز معنا جميع البطولات التي سننافس عليها.

كالديرون..
من المدربين المحترمين الذي تعاملت معهم وسعدت بذلك؛ لأنه قدَّر إمكانياتي بشدة، ووثق فيَّ مما جعلني أتألق معه ومع فريق اتحاد جدة، وطريقته في التعامل تشبه بشكل كبير حسن شحاتة ومانويل جوزيه.

حسام غالي..
من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة المصرية، وأنا أكثر شخص في مصر سعيد بأنه قام برفع كأس البطولة الكونفيدرالية، وأطالبه بعدم الغضب من الانتقادات التي وجهت له، وأتمنى منه عدم مغادرة الملعب في هذا التوقيت؛ لأن الفريق من غيره ليس له أي معنى ويجب على جميع اللاعبين أن يتخذوه نموذجا لهم في حياتهم الكروية، فغالي تحمل الكثير الفترة الأخيرة، وللعلم غالي لم يفكر في الاعتزال ولكن البعض طالبه بذلك، وهو تأثر في بعض الأوقات، ولكني أطالبه بعدم الالتفات لهذه الأقلام المغرضة، والاستمرار بالملعب حتى يعلن بنفسه عدم مقدرته على العطاء.

عمرو جمال..
دائما ما أتحدث معه وأتمنى من كل قلبي أن يعود سريعًا للملاعب، وأن يكون أفضل من ذي قبل، وأؤكد للجميع أنه سيكون أفضل مهاجم بمصر الفترة المقبلة، وأتمنى له التوفيق الفترة القادمة، وأن يعود سريعا للملاعب، ولا يمل من فترة الغياب، وأن يكون هدفه الأول العودة بقوة والظهور بشكل أفضل من قبل الإصابة.

تمارا وسيلين:
كل حاجة في حياتي، "وشهم حلو عليَّ"، وأتمنى أن أحقق لهما حياة مناسبة عندما تكبران وتفتخران بوالدهما، وأدعو الله أن يحفظهما ويبارك لي فيهما، وأن أراهما في أفضل حال دائمًا، فهم بجانب والدتي وزوجتي وأشقائي أكبر داعمين لي في مشواري، وأشكرهم على الوقوف بجواري.
الجريدة الرسمية