رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الصحابة بين الوهم والحقيقة


كنا ونحن صغار نقرأ لسيد قطب، ونتأثر بما يقوله عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنهم "جيل قرآني فريد" لا يتكرر أبدا، وبأنهم وصلوا إلى أعلى درجات النقاء البشري، وعندما كبرنا عدنا للقرآن الكريم، فوجدنا الأمر على غير ما كنا نظن، فلم يرد في القرآن أبدا كلمة "الصحابة" أو "الصحابي" عن الذين كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه استخدم تعبير "محمد رسول الله والذين معه" وليس "صحابته".

أما عمن كانوا مع الرسول فقد كان منهم المؤمن والمنافق، الصادق والكاذب، القوي والضعيف، الذي يراقب الله في أعماله ويخشاه، والذي ران الله على قلبه فامتلأ بالصدأ، الذي يتقي الله والذي لا يتقيه، كانوا بشرا بكل معنى الكلمة.

فلم يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم لمجتمع من الملائكة، بل إنه كما تألم وعانى من الكفار فقد عانى أيضا من أصحابه، قال لنا القرآن إن بعض أصحابه كانوا يجلسون معه فيحتدون في الحديث فيما بينهم، فيرفعون أصواتهم، فيتكلم هو ليسكتوا، فلا يأبهون لحديثه ويرفعون أصواتهم فوق صوته الخفيض، فيحمر وجهه ولا ينبس ببنت شفة، فيتنزل قرآنٌ يقول الله فيه (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض)، ويقف بعض أصحابه من أصحاب الطباع التي فيها بداوة وخشونة خارج داره فينادونه بصوت مرتفع، فيؤذيه هذا، فلا ينهاهم، فيقول الله سبحانه (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) فيكون حكم الله فيهم أن أكثرهم.. أكثرهم.. للمرة الثالثة أكثرهم.. (لا يعقلون).. هذا هو النبي وهذا هو الخلق الذي فطره الله عليه.

أعرف من القرآن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان «حييا»، فكان يستحي من أصحابه، يخبرنا القرآن أن من أصحابه من كان يدخل بيته دون استئذان، فيؤذيه هذا، ولكنه كان يستحي منهم فلا ينهاهم عن هذا، ثم بعد أن يدخلوا ويأكلوا يمكث بعضهم فلا يخرج، والرسول يستحي منهم! حتى أنزل الله قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق)، فهل ورد في القرآن أيها الأصدقاء إن من كانوا مع الرسول نالوا القداسة؟

عودوا للقرآن واعرفوا.
Advertisements
الجريدة الرسمية