الحقيقة الكاملة لحلقات «طرد الجن» في الصعيد.. دفوف وبخور ورقصات وعبارات مميزة في بداية الجلسة.. "الست الكبيرة" تستدعى الأسياد لتنفيذ الخوارق.. فرقة "أبو الغيط" الأشهر في طرد الجان.. و3 أنواع

دفوف وبخور تتخللها دقات محددة وخاصة، ورقصات وعبارات مميزة يطلق عليها "الزار" وهو أحد الطقوس الشعبية التي يعرفها المصريون جيدًا، كما أنها عادة مصرية لطرد الجن، ويمكن من خلالها أيضًا أن يتم الخلاص من النحس، أو أي مرض مجتمعي، كالعنوسة أو قلة الرزق، كما تقول الأساطير.

طقس محرم
الزار هو أحد الطقوس المحرمة في الدين الإسلامى، حيث إنه يعتمد على استدعاء الجن للعلاج أو لتنفيذ الخوارق على أيدى متخصصين توارثوا هذه المعتقدات منذ قديم الأزل، وبه يتم الاستعانة بغير الله من أجل قضاء الحاجة وهو ما يخالف الشريعة الإسلامية، وقد منعت المملكة العربية السعودية هذه الطقوس شرعًا وقانونًا، وتصل عقوبة من يمارسها للإعدام.

رقصات الزار
عرفت "الرقصات" الخاصة بالزار، بأنها رقصات ماسونية تم نقلها من دول أفريقية عدة، وتطورت مع مرور الزمن، وانتقلت عادة الزار بالقرن الــ19 من الحبشة ويستدل على صدق ذلك أن كلمة "الزار" في أصلها هي كلمة "أمهرية" تختص ببلاد الحبشة، وهي مشتقة من اسم الإله الأعظم عند الكوشيين الوثنيين، وتتحدث أسطورة قديمة أن هذا الإله الوثني القديم في الحبشة تحول إلى "عفريت حقود".

طرد الجن
وجرى العرف في مصر، على أنه يتم طرد الروح أو الجن من خلال "الشيخة عريفة السكة" أو كما يطلق عليها "الكدية" ولكل "كدية" طريقتها في التعامل مع "الزار" وتختلف المعاملة طبقًا لنوع الجان، وفى مصر هناك ثلاثة أنواع من الجان "صعيدى – مصرى – سودانى".

طقوس الزار لعلاج الممسوس
ويقام "الزار" كموروث شعبي في مكان خالٍ من الأثاث، ويوضع في المنتصف "الكرسي" وهو مائدة مستديرة عليها صينية مغطاة بوشاح ويوضع عليها "الفول السوداني والفيشار والحمص والبلح والحنة"، ويقوم المصاب بالالتفاف حوله كثيرًا مع تحريك الرأس والسرعة حتى يفقد المصاب الوعي، وتستخدم أثناء هذه الطقوس الدفوف والطبول للدق بصوت عالٍ جدًا وبقوة، اعتقادًا بأن هذا الصوت سوف يزعج الجان، ويخرجه من جسد الممسوس وعند فقد المصاب الوعي، تأتى "الكدية" وتقوم بذبح أي نوع من أنواع الطيور فوق ملابس المصاب.

إرضاء الجن
توغل الزار في جنوب مصر حتى أصبح من طقوس التعبد للجن الذي يصيب "المسحور"، ويكون ذلك عن طريق التذلل لهم بالسجود والركوع وذبح الطيور وتقديم الطعام والخمر والمال، في سبيل أن يقوموا بإرضاء "الجن"، للكف عن ألاعيبه مع الشخص الممسوس وهو ما لا يحدث، حيث إن الزار ليس علاجًا شافيًا يختص بالمس ولكنه يعتبر من العوامل المسكنة للصرع كما يتم توصيفه.

أنواع الزار
ولطقوس "الزار" عدة أنواع، فهناك ما تبدأ طقوسه في الحادية عشرة صباحًا حتى أذان المغرب ويطلق عليها "دقة نهار"، وهو يعتبر "تصبيرة" حتى يأتى الموعد الثانوى للزار، أما عن "دقة ليل" فهذا النوع الآخر يبدأ بعد صلاة العشاء حتى مطلع الفجر، والأهم في أنواع "الزار" هو الزار الأساسي "يوم بليلة"، ويبدأ بعد أذان المغرب، وتستمر طقوسه حتى ثانى يوم قبل أذان المغرب في موعد محدد سنويًا، وهو نادر الحدوث ويقام لأسبوعين متواصلين، ويقام من أجل تنصيب "الكدية" ويتكون الزار في أي طقوس له من ثلاث فرق؛ هى "الصعيدي" وتشتهر بدقة الصباح أو "مامات، ماما سلطان، ماما العجبان، روحى نجدى، شيدر، البودنفة"، أما الفرقة السوداني فقد اشتهرت بـ"دقات يادرة، روكشى، الدير، الست الكبيرة، السلطان جادو، سليلة"، كما أن هناك فرقة "أبو الغيط" وقد تميزت بدقات الصلوات، السيد البدوي، عبد السلام يالخالي، السيدة زينب، وكانت هناك فرقة رابعة تسمى فرقة "الرنجو" نسبة إلى الآلة، إلا أن هذه الفرقة انقرضت ومات كل عازفي الآلة.

فئات الأسياد
ومن المتعارف عليه، أن هناك عدة فئات للأسياد تنقسم للعديد من الأنواع، فمنها المجموعة الإقليمية وتضم مجموعات فرعية كالمجموعة السودانية، وتشمل "الطنبورة السودانية"، والمجموعة الحبشية وعلى رأسها "سلطان الحبش" وإخوانه "الهوانم" و"الست الكبيرة"، وهناك جدة الأرواح الحبشية "حبوبة الحبوبات"، والمجموعة الصعيدية ويرأسها "أبودنفا"، ويظهر على ثلاث مراحل وله أخت تدعى "الست الصعيدية"، والمجموعة العربية "عرب العريان" وعلى رأسها العربى ورفيفته العربية، وهناك المجموعة المغربية وبها "السلطان المغربى".
أما النوع الثانى فهي "المجموعة القبطية والإسلامية"، وعلى رأسها "السلطان النصرانى" و"السلطانة مارى" ويبرز في المجموعة الإسلامية اسم "الدرويش" و"أم الغلام" وهناك احتمالات أن تكون هذه السيدة هي "القرينة" أو "أم الصبيان".

الأرواح الطبيعية
وهناك "الأرواح الطبيعية"، وتنتمى إليها مجموعة النار، وعلى رأسها "سلطان الجن الأحمر" وإخوته وأسياد الماء والبحر، وعلى رأسها "السلطان البحرى وإخوته" وكذلك الأسياد المؤنثة التي تعرف باسم "الست سفينة"، والمجموعة الجبلية التي يترأسها "السلطان الجبلاوى" وأخته "جندر".
كما أن النوع الرابع من "فئات الأسياد" يسمى بــ"المجموعات المهنية" وعلى رأسها الأرواح التي تحمل الأسماء العسكرية أو الحربية ومنها "الياورى بك" وأخته الست "ركاش هانم" و"سلطان اللواء" و"العسكري" و"الحكيم باشا"، كما أن هناك مجموعات أخرى غير مصنفة ومنها السلطان "رينا" والسلطان "روم الجندى".


دقة الست الكبيرة
وتعتبر دقة "الست الكبيرة" من أشهر وأهم الدقات في عالم الزار ولها احترام خاص، فلا يجب أن يتحدث أحد أثناءها، وتبدأ هذه الدقة بسجود المصاب، أو أي سيدة في الزار عليها ملاءة بيضاء وتغطى بملاءة سوداء، ثم يقوم أحد الفرقة السوداني بتلاوة النص مع حركة المبخرة على رأس وكتفي المصاب وهو راكع قبل السجود.

تلاوة النص
ويحتوى النص على "ذهب الشيطان، حضر الرحمن بحق النبي عليه الصلاة والسلام، توكلت على رب العالمين، الفاتحة للنبي، أحباب النبي، أزواج النبي، ذرية النبي، وكل من آمن بالنبي، الهيكل الصمداني، القنديل النوراني، صاحب الإشارات والمعاني، سيدي وأستاذي محيى الدين عبد القادر الكيلاني، فاطمة النبوية، عيشة التونسية، رابعة العدوية، سكرة صاحبة الشورة والمشورة، سيدي عقبة فكاك العقدة، المتولي يشيل حملتك ويولى، بحق النبي، أهل السماح، كانوا ملاح، يا بخت من قدر وعفا وكان له أجر عند الله، هنا منذوه، جبال منذوه، ياريما، كوليتا، براكو، سنجمى، عوكشى، حكيم باشا، ياوره، كاوره، سركن دياه، ديبا، البنداري، السلطان، الدير، الحبشي، بنات المراغي، بنات المكانجا، جبلاوية، حداوية، كل "أحد" باسمه، جبة، ومن جبى الجبة، جبل عرفات، جبل مناداة، المدينة المنورة، بيت الله السعيد، الخضر وإلياس والمرسي أبو العباس، الأباصيري، ياقوت العرش، أبو دردار، أبو حديد، ساكن الصعيد، لجل النبي، الشفى، والعفى، بحق نبينا المصطفى، يا أسيادي بلا أيادي بحق النبي الهادي، اللي علينا عملناه واللي على الله ما يعتوله هم، دستور على دستور، أرضنا خضرها النبي، صبحت تشلع نور، دستور خلفا، دستور نقبا، دستور دراويش، دستور يا أمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ختما الفواتح بالنارين، سيدنا الحسن وسيدنا الحسين، والعاشق جمال النبي يصلى عليه، بخور البرهان يرد الألوان، ويرجع الشفا إلى مكانه بحق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام".