رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لمن ينحاز السيسي؟


عقب صدور أحكام البراءة على الرئيس الأسبق حسني مبارك ورجاله، وما أثارته من لغط واسع بدأ في الفضائيات وانتقل إلى مقار الأحزاب وتجمعات النخب، وبعدها للشارع الذي شهد تظاهرات عديدة لا ترضى عن محاكمتهم جنائيا بدلا من المحاكمة السياسية عن مجمل ما ارتكب من جرائم في حق الشعب طوال أكثر من ثلاثين عاما من حكم مبارك، جاءت المطالبة الجماهيرية الواسعة بتوضيح موقف الرئيس من نظام مبارك.. وحقيقة انحيازاته إذا ما كانت مع مطالب ثوار يناير بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية، أم مع الذين يرون أن الثورة كانت مؤامرة أمريكية، أشعلوها عملاء لمخابرات أجنبية، وهل ينحاز الرئيس إلى الرأسمالية التي توحشت في عهد مبارك ويستمر في فتح أبواب الثراء الحرام أمام هؤلاء الرأسماليين، أم إلى الفقراء الذين يشكلون معظم المصريين؟


التساؤلات مشروعة.. وكان لابد من إجابة الرئاسة عنها، خاصة بعد الزفة الإعلامية التي تبارت قنوات فضائية على عرضها، ما استفز أسر الشهداء وملايين المواطنين المطالبين بمحاكمة من قتلوهم.

ولم تتجاهل مؤسسة الرئاسة تلك التساؤلات المشروعة، بل بادر الرئيس في تحديد انحيازاته خلال اجتماعه المثمر مع شباب الإعلاميين وأوضح أنه استدعى في مهمة وطنية لإنقاذ مصر.. ولبى النداء رغم أنه لم يكن يريد.. وأنه يسعى إلى استعادة هيبة الدولة والحفاظ عليها حتى لا تسقط.

وانتقل الرئيس إلى تحديد موقفه من نظام مبارك، فهو مثل كل المصريين المنصفين لا يمكن أن يرضوا عن مبارك ونظامه، وكان أولى به أن يمشي منذ ١٥ سنة.

وهذا التوضيح يغلق الباب تماما أمام الحركات التي تدعي الثورية، وتصر على أن السيسي «امتداد» لمبارك، ويحملونه المسئولية عن الحكم الذي صدر ببراءته.. وكأنهم يطالبونه بالتدخل في أحكام القضاء.. وهو يصر ألا يهدر سلطة القانون، كما أن الدستور يحظر أي إجراء استثنائي، وفي كل الأحوال تمت إحالة القضية إلى محكمة النقض.

وحسم الرئيس موقفه من ثورة ٢٥ يناير بتكليفه لإعداد قانون لحماية ثورتي يناير ويونيو، وقد يرى البعض أن القانون يتعارض مع نصوص الدستور، ما يصعب من إجراءات صدوره ولكن تصريح الرئيس سيؤدي إلى وقف سيل الاتهامات التي توجه ضد يناير وثوارها ويكشف حقيقة أن الإعلاميين الذين يهاجمون الثورة يحظون بحماية من الرئيس.

الغريب أن الرئيس السيسي تحدث في أكثر من مناسبة عن أنه لولا ثورة يناير ما حدثت ثورة يونيو، وأن الفصل بينهما ليس لصالح الوطن، خاصة أن التحديات التي تواجه مصر تتطلب ألا ينساق البعض إلى خلافات لا مبرر لها.

ورغم ذلك يصر بعض السياسيين على ترديد فرية أن السيسي لديه تحفظات على ثورة يناير، ويعترف السيسي بأنه لم يتمكن من القضاء على الفساد حتى الآن، وأن القضاء عليه يحتاج إلى وقت ومشاركة جماهيرية واعية ودعم الدولة في حربها على الفساد.

وأوضح أن انحيازه الرئيسي للفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة من المواطنين، وقال لازم نجري على بلدنا ونشتغل بقوة علشان الغلبان يعيش.

ما يلفت الأنظار في مبادرة السيسي للرد على تساؤلات المصريين، أنها جاءت سريعة وواضحة لتطمئن الملايين الذين اختاروه بإرادتهم الحرة أنه يسير على الطريق الصحيح.
Advertisements
الجريدة الرسمية