رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمريكا "دولة عميقة" يا فاقد البصيرة


سبق وزير الخارجية الروسي لافروف، الجميع حين قال إن "الولايات المتحدة الأمريكية منحت نفسها حق التدخل في شئون الدول الأخرى بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، مستخدمة طيفا واسعا من الوسائل والإغراءات".. رأي لافروف يعرفه الجميع ولا يعلنه، فأمريكا تشتري عملاءها في منظمات حقوق الإنسان بالتمويل، لتحقيق مصالحها باختراق تلك الدول اعتمادًا على ما يوفره لها الحقوقيون وصولا إلى السيطرة على البلدان، وبعد أن تعزز وجودها تنتهك الأعراف الدولية وتتدخل حتى عسكريًا دون الحصول على تفويض أو قرار أممي مثلما فعلت في ليبيا وغيرها.


أمريكا التي تتغنى بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان اتضح أنها رمز الطغيان ضد الإنسان، ونموذج الانتهاك الصارخ للبشرية بأساليب تعذيب وحشية تتقاطع مع تعذيب السحرة في أوربا خلال القرون الوسطى.. إن اعتراف الاستخبارات الأمريكية والبنتاجون وإدارتي أوباما وبوش بالإفراط في التعذيب بحد ذاته جريمة ضد الإنسانية تستوجب المحاكمة، ومع هذا قوبل بصمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، في مصر أو حتى العالم، وهم من "ينبح" مع أقل مواجهة من الأمن المصري لشغب التظاهر. وهذا إثبات على أن أمريكا اشترتهم بالتمويل وجعلتهم دمى بين أصابعها تحركهم متى وكيفما تشاء.

"هيومن رايتس ووتش" تعلق وتدين مصر على الشاردة والواردة، لكنها أصيبت بغيبوبة ولم تنطق ببنت شفة عند نشر تقرير فضائح التعذيب والانتهاكات الأمريكية، كما أصابها العمى والصمم والخرس تجاه قتل الأمريكان السود على أيدي البيض ما يعكس أبشع أنواع العنصرية!.

أما محمد البرادعي فأبدع حقيقة في النفاق والتدليس دفاعًا عن أولياء نعمته، معلقًا على تعذيب المتهمين والمشتبه فيهم بمعرفة الاستخبارات الأمريكية بالقول: "هكذا تكون الديمقراطية في أزهى صورها حينما تعترف بأخطائها". البرادعي لم يحترم نفسه وينأى عن التعليق بل بالغ في التبرير والتضليل، وفي الوقت نفسه "بلع لسانه" عندما تعلق الأمر بالتمييز الأمريكي على أساس العرق واللون، في حين أن أوباما نفسه اعترف بأن "العنصرية متجذرة في الولايات المتحدة ولن تحل بين ليلة وضحاها".

يعرف العالم كله أن البرادعي نال جائزة نوبل للسلام عام 2005 بعد تواطئه مع أمريكا لغزو العراق عام 2003 وإقراره بأن صدام حسين لديه سلاح نووي وهو ما ثبت كذبه بعدما دمر بوش العراق. ثم أصبح عميل أمريكا الأول لتنفيذ مؤامرة "الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط الجديد" انطلاقا من مصر، ورغم فشل المؤامرة وتحطم المشروع الأمريكي على صخرة جيش وشعب مصر، فإن البرادعي ما زال على تواصل مع أذنابه وعملاء المؤامرة يحركهم بتغريدات مشفرة على "تويتر"، كما لا يكف عن انتقاد "الدولة العميقة" المتحكمة في مصر وغياب العدالة وغيرها. لكنه بدا كمن فقد "البصر والبصيرة" عندما توالت التقارير العالمية حول "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة الأمريكية!

جاء في أحد التقارير أن "وكالة الأمن القومي الأمريكية أكدت بممارستها على مفهوم الدولة العميقة في الولايات المتحدة، حيث تحظى بنفوذ كبير على السلطة الحاكمة سواءً أكانت من الجمهوريين أم الديمقراطيين، وبمقدورها الهرب دومًا من القيود والمساءلة السياسية".

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن "مصطلح الدولة العميقة يعكس أوضاع مجموعة من دول الشرق الأوسط مثل تركيا ومصر، لكنه بات يستخدم كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية سواءً من المنتمين إلى جماعات اليمين أو اليسار، تعبيرًا عن الدور السيئ الذي يلعبه الماسونيون واليهود والمفوضية الثلاثية وتأثيرهم الواضح على الإدارة الأمريكية وبالتالي الحياة العامة"!... أمام التقارير التي تكشف أكاذيب أمريكا وتثبت عدم اختلافها عن بقية دول العالم، عاود البرادعي الاختفاء ربما انتظارًا لتعليمات جديدة أو ترقبًا لما يسفر عنه الاحتقان السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا، والذي قد ينتهي بها إن لم تتم السيطرة عليه إلى "ولايات غير متحدة"، وعندها يتخلص العالم من الشيطان الأكبر محرك جميع الفتن والحروب على وجه الأرض.
Advertisements
الجريدة الرسمية