رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة للطفل «سارق الخبز».. للعدالة وجوه كثيرة

فيتو

إن كانت المساواة في الظلم عدل، بمنطق الجبابرة والطغاة الذين يستغلون مناصبهم في البطش بالضعفاء، ممن لا حول لهم ولا قوة، فالعدالة البطيئة المتعسفة هي قمة الظلم المقنن، حين يكون الطغيان مع سبق الإصرار والتربص بالضعفاء، فيموت المنطق وينعدم الضمير ومعهما تندفن إنسانيتنا حسرة عليها.


ليه يا عبده يا حبيبي سرقت الرغيف أبو شلن، ده حتى المثل بيقول إن سرقت اسرق جمل!، فبطل قصتنا مش «جان فالجان» الرجل الفرنسي صاحب رواية البؤساء لفيكتور هوجو في بلاد الكفار، بطلنا هو طفل «المعذبون في الأرض» الذي لم يتخط عمره الثامنة وقت ما قرصه الجوع ومد يده ليأخذ الأرغفة من المخبز الذي يعمل فيه، فعوقب على ذنب لم يرتكبه، ذنب رآه الناس والقانون أنه جريمة شنعاء وربما فكروا في قطع يده لتطبيق حد السرقة لأنه في بلاد المؤمنين!

نعم يستحق قطع يده حين تمتد لفتات أسياده ليسد رمقه، طالما نعيش بمجتمع انعدم فيه الحِس الإنساني، ويفتقر للضمير ليحكم بالمواقف الأخلاقية وقيم الرحمة.

الظلم لا يقيم العدل ولا يصنع دولة، بل غابة من الفوضى والتوحش والتغول، والإنسان ليس لأجل القانون، بل وضعت القوانين لتحترم إنسانيته وتنصف الفقراء والضعفاء، لا أن تزيد أحمالهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية