رئيس التحرير
عصام كامل

مفسرو الأحلام.. محسوبكم «عجوة» في الخدمة دايمًا!

فيتو

ظاهرة انتشار مفسري الأحلام بكثرة على شاشة التليفزيون أمر مقلق، فهؤلاء يستغلون تعرض المجتمع للضغوط وانشغال الأفراد بالمستقبل في العمل على تفسير أحلامهم من أجل كسب المال والشهرة.


فكلما زاد عدد المفسرين في المجتمع، فذلك دلالة على غياب الفهم للواقع الاجتماعي وقلة الوعي، وشر خطير يدل على فراغ الفكر والروح وضحالة ثقافة المجتمع، وشغل الناس عن العمل والعلم ووضع الأهداف وتنفيذها.

فالفضائيات والصحف والمجلات، وكذلك الإذاعة المسموعة، يجب عليها محاربة ما يحدث للمجتمع من خلال هؤلاء، وألا تُعطي لظاهرة الأحلام وتفسيرها هذه المساحة، وأن تفرد برامجها ومواقعها لهذا النوع من الفكر، وما يقوم به المفسرون غير القادرين على التأويل أو التفسير يسببون نوما لنفوس البشر ووضعهم في حالة نوم عميق يصل إلى حد الغيبوبة، جعلت المجتمع أمة تهوى وتعطل أهدافها وطموحاتها بتوقف عقولها.

لا يعلم ما يسببه هؤلاء المفسرون للمُستفسر من مشكلات اجتماعية ونفسية وأسرية، والأشخاص وتغيير حالاتهم النفسية ووضعهم تحت أمر مُرتقب ومنتظر حدوث ما تم تفسيره له واعتقاده به.

نجد أن الكثير من النساء يلجئأون للبحث عن تفسير أحلامهن أكثر من الرجال، ويرجع ذلك إلى أن المرأة بطبعها شخصية مُتأثرة بمثل هذه الأشياء وشعورها أن الأحلام مخرج لها، ولذلك تلجأ إليه كنوع من التنفيس فلذلك تبحث دائمًا عن التفسير، وفي كثير من الأحيان تعيش على انتظار تحقيق التفسير، وإن لم يتم تحقيقه تشعر بالقلق والاكتئاب وتغيير المزاج.

ويجب على الإعلام الحد من هذه الظاهرة، وعلى المعتقدين بالمفسرين الانشغال بتحقيق واقعهم وأهدافهم خيرا من تفسير أحلامهم، فأقل ما تحدثه هذه الظاهرة في المجتمع أن يتميز أفراده بعدم معرفة الفرق بين الحقيقة والخيال.

وأخيرًا النوم عالم له أسراره ولا مانع من التفسير ولكن على بصيرة من ذوي العلم والتأويل فقط، أما هؤلاء المنتشرون على شاشات التليفزيون لا فرق بينهم وبين المنجمين ومستطلعي الحظ، فالأحلام وتفسيرها جزء من حياة الإنسان على الأرض وليس جزءًا غيبيا، كما يحاول الكثير إفهامه للعامة «وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلا هُو».
Advertisements
الجريدة الرسمية