رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. رئيس جامعة المذاهب الإسلامية بإيران: الأزهر هو القوة العظمى لمكافحة الإرهاب

فيتو

  • موقف علمائنا تغير تجاه المذاهب الأخرى
  • الجيل الجديد من الشباب يحتاج إلى إرشاد علمى للمفاهيم
  • داعش خطر فكرى وسياسي وإيران تدعو لتحالف إسلامى لمحاربته 
  • نعترف بأن إيران تدعم العراقيين لمحاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش

شاركت إيران خلال الشهر الجارى في المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب والذي دعت إليه مشيخة الأزهر الشريف برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور "أحمد الطيب" شيخ الأزهر.
وقد مثلها سماحة الشيخ "أحمد مبلغى" رئيس جامعة المذاهب الإسلامية في إيران، والذي أثنى خلال حواره لـــ "فيتو" على أهمية الأزهر ودوره في مكافحة الإرهاب ولم شمل الأمة الإسلامية، متحدثًا عن أهمية العلاقات المصرية الإيرانية على مختلف الجوانب، رافضًا ما يذاع عن تلاعبهم داخل الدولة المصرية مؤكدًا على أن السياسة الإيرانية واضحة بعدم التدخل في الشأن الداخلى المصرى بأي طريقة، مشيرًا إلى رغبة الدولة الإيرانية في تمثيل دبلوماسى أكبر بين الدولتين ولكنهم يحتاجون إلى الأرضية التي من خلالها يمكنهم طلب ذلك.

*ماذا عن مشاركة إيران في مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي أقيم تحت رعاية الأزهر الشريف؟
جاء المؤتمر في وقت مناسب حيث إن الأمة الإسلامية تمر بظروف صعبة من جهة التكفيريين الذين سيطروا على بعض الفرص واستغلوها ضد الإسلام، ونحن في حاجة إلى لم شمل الأمة، وهو الأمر الذي لا يتقبله التكفيريون، ويعد المؤتمر توفيقًا للأزهر الشريف الذي عمل على لم شمل الأمة بكل مذاهبها لمكافحة الإرهاب، والتركيز تكاتف جميع ممثلى الأمة لمكافحة الخطر، ولابد أن يسير الأزهر في منح المفاهيم الصحيحة، فالتكفيريون شكلوا وأسسوا وأوجدوا مفاهيم لصالح عملياتهم العنفية، والمقابل أنه يجب اللجوء للمفاهيم الصحيحة للأمة، ويجب أن يكون بأيدينا مفاهيم إسلامية شفافة شاملة استيعابية اجتماعية، كذلك التركيز على المفاهيم الاجتماعية الاستيعابية من قبل الأزهر الشريف.

*عن ماذا تحدثتم في مؤتمر مكافحة الإرهاب، وهل عنيتم ما تتحدثون عنه؟
إيران تتسم بمرجعية شيعية فكرية، والإيرانيون حكومة وشعبًا أدركوا جيدا أن التفرقة خطر على الأمة، وتجب مراعاة الحساسيات المختلفة من أجل الأمة الإسلامية وبالفعل هذا ما يحدث لدى علمائنا الذين تحولوا تحولًا كبيرًا خاصة في الأمور التي بها حساسية تجاه المناهج والمذاهب الأخرى، وحركة التشيع والتسنين خطر على الأمة، وكل من ينادى من الشيعة بالتشيع فهو جاهل لا يفهم الإسلام، ولا يفهم التذهب، وكل من يكون من أهل السنة أو يتخذ موقفًا ينتهى إلى التسنين هذا خطرًا على الأمة، فالأمة عليها أن تتعايش، حيث إن التعايش إذا تحقق سيكون هناك تضييق للأجواء على التكفيريين، ولا خوف بالنسبة لإيران، فإيران تراعى جميع مصالح الأمة، وتفهم أن الإسلام انتظامه بالأمة، والأمة انتظامها باحترام الأمة لبعضها البعض، وعدم تدخل مذهب في مذهب آخر.

*ما أهم النقاط التي تم التطرق إليها في المؤتمر من أجل المكافحة الفكرية للإرهاب؟
البيان الختامى قد أوضح نقاط الاتفاق بين المشاركين في المؤتمر، وقد توصل المؤتمر إلى عدة نقاط أهمها أن التكفيريين ليسوا من مذهب واحد فقط بل من كافة المذاهب وأنهم يقاتلون أبناء جميع المذاهب دون اهتمام، وهم يقتلون أنفسهم ويعيشون بمبدأ "من معنا فمنا.. ومن ليس معنا فهو ضدنا".
كما أن الجميع قد فهم أن الجيل الجديد بحاجة إلى إرشاد علمي بالنسبة إلى مفاهيم الإسلام وإلا فإن هذا الجيل سيكون ضحية للإرهابيين والتكفيريين إن لم يكن علماء الأمة متابعين للمسائل والمفاهيم الإسلامية الاجتماعية.

*ما موقف إيران من التنظيم الإرهابى الذي يسمى دولة الخلافة الإسلامية بالشام والعراق "داعش"، وما خطط مواجهتهم؟
تنظيم داعش يمثل خطرا فكريا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا على الأمة، ولذلك مواجهة الداعشيين من أهم ما شغل الإيرانيين والإيرانيون من جملة ما يهمهم بشكل قوي وما جعلوه على رأس برامج وسياساتهم في المنطقة هو مكافحة تنظيم داعش غير أن إيران الإسلامية تعتقد أن مكافحة هذا التنظيم الإرهابى ليست مكافحة تتمثل في الحرب فقط، بل تتمثل في حركة علمية، وإفتائية وسياسية، وضروة وقوف الأمة ضدهم وهذا لا يتم إلا بحضور علماء المسلمين في الساعة، وهذا هو رأي إيران الإسلامية، وإيران تؤكد أن مكافحة "داعش" يجب أن تتم من قبل الأمة ولا ترى إيران أن يتم التمحور حول الغرب، بمعنى أن تؤتى الأصالة من خلال مكافحة إسلامية مستوعبة، قبل أن نذهب إلى الغربيين أو التركيز معهم، بل إنه بعد انتهاء الحرب مع الداعشيين ربما حضورهم يجلب مشاكل أخرى، ومكافحة الإرهابيين بالتمحور حول الغربيين لا يصل إلى نتيجة كاملة ومرضية، وأنه ربما يتم إستقطاب الداعشيين إلى بعض المشاكل من قبل الغرب، ولكننا نرمى إلى مكافحة كاملة من خلال حضور جميع المسلمين، هذا هو رأي إيران الإسلامية، وإن نظرتم إلى سياسات إيران تجاه الداعشيين ستجدون أمرين أن العمل ضد داعش بشكل مستقل، وثانيًا دعوة الامة إلى الاتحاد، والاتحاد لايريد الإيرانيون له أن يقع بزعامة دولة دون دولة، فإيران تعتقد أن يتم التحرك ضد "داعش" بحضور وتواجد الدول الإسلامية، وبالفعل الأزهر الشريف له دور أعمق في ذلك.

*هل تحارب إيران "داعش" وكيف يتم ذلك؟
الداعشيون يريدون أن يسيطروا على العراق وسوريا في البداية ومن ثم يهجمون على البلدان الأخرى، وإيران تساعد بعض العراقيين مثل الأكراد في حربهم مع داعش وأيضًا هناك مساعدات أخرى للعراقيين، حيث إن داعش مشغولة بتثبيت ومواقعها داخل العراق للسيطرة والهجوم على مواقع أخرى إلا أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من البقاء في بعض المناطق، وأصبحوا الآن في موضع الانفعال، لكن نهاية "داعش" ترتبط بالأمة الإسلامية وبحاجة إلى حضورها في ساحة محاربتهم، ومن الطبيعى أن تدعم إيران الأكراد وبعض العراقيين في الحرب ضد داعش، وأدعوا إلى تحالف إسلامي بين الدول، كما وقع تحالف بين الغرب وجب أن يكون هناك تحالف من جانب المسلمين، فالتحالف الغربى يقوم بعمله، وعلى المسلمين إذًا أن يقوموا بعملهم، وهذا التحالف فرصة لتحقيق وحدة عميقة أساسية ومعقولة بين الأمة.

*هل تعتبر الإجابة السابقة دعوة من دولة إيران الإسلامية للحرب ضد تنظيم "داعش"؟
نعم تدعو إيران الإسلامية لمحاربة التكفيريين الداعشيين محاربة كاملة وشاملة، ثقافيا، دينيا، وفقهيا، وأيضًا محاربة سياسية، وميدانية واجتماعية.

*هل ستكون لدى التحالف المرغوب في تأسيسه القدرة على إرسال قوات ميدانية إلى أماكن السيطرة لتنظيم داعش لمحاربتها؟
إذا تأسس التحالف سوف يتجه إلى أي موقع يتقدم إليه تنظيم "داعش" وستحمى أي زحف نحو أي جزء به مسلمون لدعمهم، لكن ربما لا تكون هناك حاجة إلى ذلك، حيث إن "داعش" قد وقعت في حالة الانفعال إلى حد ما، وكل مجال في مواجهتهم يوجد من خلاله ضعف للأمة الإسلامية فعلينا أن نتصدى لهم.
الجريدة الرسمية