فرط الشعرانية.. "مرض المذؤوبين".. أسبابه وطرق علاجه

كثيرا ما شاهدنا أفلاما أمريكية مرعبة عن "المستذئبين"، هؤلاء البشر الذين يتحولون عند اكتمال القمر إلى ذئاب، ولكن هل تخيلت يوما أن هناك مرضا في الواقع يجعل الإنسان كالمستذئبين، هذا المرض النادر يعرف باسم "مرض المذؤوبين" والاسم العلمي له هو (متلازمة امبراس)، حيث يصاب الإنسان بلعنة ظهور الشعر الطويل والكثيف في كل أنحاء جسمه، حتى في وجهه، مما يجعله أقرب الشبه بالذئاب.

وتشير الإحصائيات أن عدد المصابين بهذا الداء -الذي ظهر في العصور الوسطى- لا يتجاوز الأربعين على مستوى العالم، أشهرهم تلك الطفلة التايلاندية، التي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر فتاة "مشعرة" في العالم.

ويشير الدكتور محمود فوزي أستاذ الأمراض الجلدية بالمركز القومي للبحوث إلى أن هذا المرض يعرف باسم "فرط الشعرانية"، والمقصود به نمو الشعر الخفيف وطوله حتى واحد سنتيمتر ويكون ناعما وفي أماكن غير تقليدية.

وعن أسباب المرض يوضح دكتور محمود أن الأسباب عديدة ومنها ما يكون ناتجا عن أمراض الغدة الكظرية، كزيادة هرمون الكورتيزون، وأحيانا يكون السبب هو زيادة إفراز هرمون التستوستيرون، وهو هرمون الذكورة، وقد تكون ناتجة عن مشاكل في الغدد كالغدة النخامية أو نتيجة ارتفاع هرمون الحليب، أو تناول بعض الأدوية مثل هرمون تنظيم الدورة الشهرية، وبعض أدوية الضغط، وكذلك نتيجة وجود تكيسات على المبيض.

يضيف دكتور محمود أنه لعلاج هذا المرض لابد أن يقوم المريض بعمل العديد من التحاليل والفحوصات، وأخذ السيرة المرضية، فيتم إجراء فحوصات هرمونية عامة، وبناءً على هذه الفحوصات يتم إجراء صور شعاعية، وكل ذلك للوصول للسبب وراء هذه الزيادة في نمو الشعر.

وبالنسبة للعلاج فيؤكد دكتور فوزي أن هناك أكثر من سبيل للعلاج حسب سبب المرض الحقيقي الذي يظهر من خلال التحاليل والفحوصات، فيمكن علاج فرط الشعرانية من خلال تناول مضادات لهرمونات الذكورة، وهذا بالنسبة للمرأة غير الحامل، لأن تناول المرأة الحامل لهرمونات الذكورة يصيب الجنين بمرض (الالتباس الجنسي)، ويمكن للمرأة غير المتزوجة أو المتزوجة بلا حمل أن تتناول حبوب منع الحمل.

وإن كان السبب تكيسات المبيض فيكون العلاج بالمضادات أو في بعض الحالات من خلال التدخل الجراحي لاستئصال التكيسات، كذلك يمكن استخدام الليزر، ولكن مع الشعر الأسود فقط، لأن الليزر لا يعمل على الشعر الأبيض.