رئيس التحرير
عصام كامل

سياسي أمريكي: داعش يعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط

تنظيم داعش - صورة
تنظيم داعش - صورة ارشيفية

قال جورج فريدمان، كاتب ومحلل سياسي أمريكي، في تحليل له نشره موقع ستراتفور، المعني بالتحليلات الاستخباراتية والأمنية، إن تنظيم "داعش" تسبب في إحداث دوامة اجتذبت قوى إقليمية وعالمية، مشيرًا إلى أن الدول اضطرت إلى إعادة تكييف سياساتها وعلاقاتها مع بعضها بعضًا على خلفية ذلك.


وأوضح الكاتب أن هذا الأمر بات جليًا في سوريا والعراق، مضيفًا أن دمشق وبغداد ليستا الوحيديتَيْن اللتَيْن يتعيّن عليهما التعامل مع "داعشية". فالقوى الإقليمية الأخرى، وأبرزها تركيا وإيران والسعودية، هي الأخرى تحتاج إلى إعادة حساب مواقفها، منوهًا إلى أن بوسع أي تنظيم إرهابي أن يثير اضطرابًا.

ولفت الكاتب إلى أن جذور التحولات التي تشهدها المنطقة حاليًا تمتد إلى ظهور "داعش". فمن الناحية الأيديولوجية، ليس هناك إلا اختلاف ضئيل بين "داعش" والحركات الجهادية الإسلامية الراديكالية الأخرى، لكن من حيث الوجود الجغرافي، ميزت داعش نفسها عن بقية الجماعات المتطرف.

ففي حين أن تنظيم "القاعدة" ربما كان يتوق إلى السيطرة على دولة وطنية ذات شأن، فإنه ظل في المقام الأول تنظيمًا إرهابيًا ضئيلًا، وإنْ كان واسع الانتشار. ولم يحتفظ التنظيم برقعة جغرافية مهمة احتفاظًا دائمًا. أي أن التنظيم كان حركة لا مكانًا.

وبحسب الكاتب، فإن داعش ترى نفسها كبذرة يمكن أن تنمو منها دولة إسلامية عابرة للحدود الوطنية، وقد وطدت نفسها في سوريا والعراق ككيان جغرافي. فالجماعة تسيطر على رقعة محددة تحديدًا تقريبيًا في بلدَيْن، وهي تملك شيئًا أشبه بجيش تقليدي، وهذا الجيش مصمم للدفاع عن الدولة وتوسيع نطاق سيطرتها.

وأوضح فريدمان أن داعش احتفظت بشخصيتها حتى الآن، بغض النظر عما شهدته من تقدم وتقهقر. ففي حين أن جزءًا كبيرًا من قوة الجماعة يتركز في تشكيلات مؤلفة من محاربي عصابات، بالإضافة إلى احتفاظها بجهاز إرهابي إقليمي معتبر، فإنها تظل شيئًا جديدًا نوعًا ما على المنطقة، بمعنى أنها تظل حركة إسلامية تتصرف كما لو كانت دولة إقليمية.

وأوضح الكاتب أنه كلما ازدادت قوة داعش، صارت العلاقات أمتن بين الولايات المتحدة وإيران. فواشنطن لا تستطيع أن تعيش مع خلافة عابرة للحدود الوطنية قد تصير قوية إقليميًا يومًا ما.

ونوه الكاتب إلى أن داعش كان لها أثر على العلاقات في المنطقة. فظهور الجماعة وضع الولايات المتحدة من جديد في قلب النظام الإقليمي، كما أجبر ثلاث قوى شرق أوسطية كبيرة على إعادة تعريف علاقاتها مع واشنطن بطرق مختلفة. كما أحيا بشكل أعمق مخاوف تركيا وإيران والسعودية.

ورأى الكاتب أن أنقرة لن تستطيع أن تتجنب زيادة ضلوعها في الصراع، في حين ستضطر طهران إلى التعايش مع الولايات المتحدة.
الجريدة الرسمية