رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. د. فرخندة حسن: سوزان مبارك تلميذتي.. وعلاء وجمال "اتبهدلوا في المناجم"

فيتو

  • أتواصل مع حرم الرئيس الأسبق حتى الآن
  • خدمت البلد أكثر من 33 سنة دون أن أتحصل على شييء
  • أستعد لإصدار كتاب "سنوات تحت القبة"
  • "مارى كورى" مكتشفة الراديو هي قدوتى 
  • حلمى بجائزة نوبل تبخر
  • مصر الآن طاردة لأبنائها وحال شبابها لا يرثى له


فرخندة حسن.. اسم حمل كل مقومات النجومية قبل ثورة 25، وإن كان لارتباطه بزوجة الرئيس الأسبق سوزان مبارك نصيب في لمعانه، وهى التي أتت بها أمينًا عامًا للمجلس القومى للمرأة، لكن يبقى لها التقدير الكامل، خاصة أنها حصلت على وسام الفنون والعلوم من الدرجة الأولى، ونالت عضوية العديد من المراكز العلمية والسياسية.
"فيتو" التقتها في حوار غير تقليدي للحديث عن الوجه الآخر لها، والإفصاح عن كواليس مسيرتها حتى تبوأت أعلى المناصب. 

** حدثينا عن سر علاقتك بزوجة الرئيس المخلوع سوزان مبارك وأبنائها ؟

سوزان كانت تلميذتى في الجامعة الأمريكية، فكانت تستشيرنى في أي عمل تقوم به، وعندما قررت سوزان إنشاء مجلس قومى للمرأة أرادت أن تجعلنى رئيسة له ووافقت لأنها كانت تثق بى، ومازلت على تواصل معها حتى الآن، لكن في بداية التحقيقات معها عقب الثورة اتصلت كثيرا بها إلا أنها لم تكن ترد، وأيضًا نجلاها جمال وعلاء مبارك كانا من تلامذتى في الجامعة قسم الجيولوجيا، وكنا نذهب إلى المنجم حتى أن "ولاد مبارك مسكوا الشاكوش وكسروا"، وكانا يحكيان لوالدهما كل شىء حتى جعلوه يأتى إلى منجم الفوسفات ليرى بنفسه.

** كيف ترين حال مصر الآن ؟
بكل صراحة مصر الآن طاردة للشباب، وأصبح الشباب يتحسر على أيام محمد على باشا التي تجذبهم بشدة، ومنذ فترة بعيدة عند تدريسى للطلاب بالجامعة كنت إذا علمت بأن شابًا يسافر للخارج أتعصب وأوبخه، لكن حاليًا لا أستطيع الرد عليهم، فحال شباب مصر الآن لا يرثى له.

** متى شعرت بالظلم في حياتك ؟
عقب ثورة 25 يناير، لأننى خدمت البلد أكثر من 33 سنة بمجلس الشعب والشورى وفى منصب أمين عام المجلس القومى للمرأة دون أن أتحصل على أي شيء، لا شقة ولا أي خدمات أخرى، ورغم ذلك فوجئت بالنيابة تحقق معى خلال أيام الثورة، وتتهمنى بمساعدة السيدة سوزان مبارك في الحصول على المعونات وتوزيعها بمعرفتى، وبعد انتهاء التحقيقات ثبت براءتى، وصار المحققون أصدقائى، حتى فوجئوا بأنى كنت أخصص دفترًا لكل المصاريف النثرية ولم أهدر مليمًا واحدًا، وهنا شعرت بالظلم فعلا.


** من قدوة الدكتورة فرخندة حسن ؟
سيستغرب الناس من قدوتى لكنى أحترمها جدًا وهى "مارى كورى" مكتشفة الراديو، لأنها أول امرأة فازت بجائزة نوبل.

** وما الحلم الذي لم يحالفك النجاح في تحقيقه ؟
الفوز بجائزة نوبل، كان حلمى أحصل عليها لكن لم يحدث.

** حدثينا عن "فرخندة" الإنسانة ؟
الشيء الوحيد الذي أعتز به هو الشعور الدائم بالغير والأسرة والوطن ومنطقتى وبلدى وللعالم كله، ودائمًا أحرص على أداء أي عمل على أفضل وجه وأرضي الله فيه، والشعور بالمسئولية تجاه جميع الناس والمحيطين رغم أنه أمر متعب جدًا.

** كيف كانت طفولتك ؟
كانت هادئة للغاية، ووالدى رحمة الله عليه كان يتمنى أن أكون ولدًا وليس بنتًا، خاصة أن لي أختًا واحدة ولم يرزقه الله بولد، وأذكر أننى كنت طفلة هادئة لا أصطنع أي مشاكل، وهو ما كان يجلب لى المشاكل لأن جدتى كانت تعشق الطفلة الهادئة وأبناء العائلة كانوا يغيرون منى بسبب حب واهتمام جدتى بى.

** وما جو الأسرة التي نشأت بها ؟
والدى كان مهندسًا يعمل أعمالًا حرة ويكره الوظيفة الحكومية، ووالدتى متعلمة ولكن لأن العادات وقتها لم تكن تبيح عمل المرأة المتزوجة عملت لمدة عام واحد فقط قبل زواجها من والدى، وأمى كانت صارمة وشديدة جدًا في معاملتها وتربيتها، لكن والدى كان مهزارًا جدا ومبتسمًا طوال الوقت ويدلل أولاده، وأتذكر يوم أن وعدنى والدى بإعطائى جنيهًا واحدًا إذا نجحت في امتحان المدرسة، لكنى رسبت فلامتنى والدتى كثيرا، ونمت دون تناول العشاء، وعندما عاد والدى من عمله وعلم بما فعلته معى قال لها "جدعة خليةا تموت ولا تتفلق"، ثم دخل إلى غرفتى ووجدنى أبكى بحرقة، فطبطب على بيديه، وعاملنى بلطف بل أعطانى الجنيه، وأثناء خروجه تصنع رفع صوته كى يوحى لوالدتى بأنه بوخنى ببعض الكلام حتى لا يضايقها، ولا يجعلها تشعر بأننى انتصرت عليها.

** كل البنات تعشق أيام الجامعة.. فكيف كان حالها معك ؟
كانت أجمل أيام حياتى قبل تخرجى في كلية العلوم جامعة القاهرة لأننى حققت فيها كل ما تمنيت، وحصلت خلالها على لقب بطولة الإسكواش عام 1950، وكانت لنا أنشطة اجتماعية ومسابقات رياضية وثقافية كثيرة بين الكليات وبعضها.

** من هو أول شخص خطف قلب فرخندة ؟
هو أستاذى وزوجى حاليًا، تعرفت عليه في حفلة كانت يوم خميس عندما كنت في الفرقة الثالثة، وخلال هذه الحفلة كان جالسًا بجانبى، وفى آخرها كان كيوبيد الحب ربط بيننا، وبعد انتهاء الحفلة كل منا ذهب إلى بيته، وفى يوم السبت التالى أخبرنى أحد معارفى "الدكتور لطفى عاوز يتقدملك"، فضحكت واستغربت لسرعة قراره، لكن أهلي رفضوا تماما وأرادوا أن أستكمل تعليمى، وجاء دور أمى وقالت له "أنا عارفة انك محترم وبتخاف على سمعتها، فياريت تحافظ عليها ومتكلمهاش"، ولكن كنا نجتمع سويا أنا والدكتور لطفى مع أصدقائنا في الجامعة، وكان ارتباطًا محترمًا بكل معانيه، لدرجة أن صديقاتى البنات قالوا عنه "ده خطيبنا كلنا".

** وما هي محطات النجاح في حياتك ؟
كانت لديّ رغبة قوية في العمل بعد الزواج، لكن والدى رفض جدًا فدخلت معهد التربية وحصلت على دبلومة علم نفس بعد بكالوريوس علوم القاهرة، ووالدى كانت له مقولة "اتعلموا براحتكوا بس مفيش شغل"، لكن دبلومة علم النفس أفادتنى كثيرا في تعليم وتربية الأولاد وتنظيم حياتى، وزوجى لم يمنعنى من العمل وقال لى "إذا أردت اشتغلى مدرسة"، وبالفعل عملت مدرسة بإحدى المدارس، وكانت حياتنا تسير على أجمل ما يكون وفى هدوء، وكنت حريصة على أن يكون جدول الحصص قبل عودة زوجى من العمل، لكن بعد ولادتى أول ابن لى "كريم" شعرت بمسئولية أكبر، فكنت أذهب إلى مدرسة بجوار المنزل لمدة ساعتين فقط حتى لا أقصر في مهام المنزل، وبعدها قررت أن أنجب مولودًا آخر ليكون مقاربًا في السن من "كريم"، فأنجبت "وجدان" التي تصغر شقيقها بعامين فقط.

** ومتى بدأت طريق الدراسات العليا ؟
بدأت الماجستير قبل الإنجاب والذي اضطرنى للتوقف عن الدراسة، وبعد أن كبر صغيراي لمرحلة معينة عاودت استكمال الماجستير وسافرت بهما إلى أمركيا، وهناك حصلت على الدكتوراه ودرجة الأستاذية، والغريب أن زملائى الذين استمروا طوال حياتهم يعملون لم يحققوا ما أنجزته، فيجب أن تكون الأولوية للأولاد والأسرة، والحمد لله ابنى أصبح مهندسًا وابنتى وجدان أستاذة كيمياء في الجامعة الكندية، وعندى أحفاد لكن أطفال هذا الجيل "صعب للغاية" بسبب الشقاوة.

** ما السر وراء تسميتك "فرخندة" ؟
كان هناك طبيب أسنان في خان الخليلى يعالج والدتى، لديه ابنتان، الأولى "وداد" والأخرى "فرخندة"، وهو الاسم الذي أعجبت به والدتى جدا، و"فرخندة" اسم فارسى تركى أصيل، لكن تصادف أن هذا الاسم كان لجدة والدى، ففرح جدًا به، فوالدى جذوره تركية لكن والدتى صعيدية.

** وما الموقف الحزين الذي فشلت في نسيانه ؟
يوم وفاة والدى وقد كنت وقتها بأمريكا، أشعر حتى الآن بالقهر والحزن بأننى لم أساعده، فعند وفاة والدتى كنت معها منذ بداية مرضها وقمت بكل ما أستطيعه، لكن والدى هو الوحيد الذي شعر بتقصيرى نحوه، وكان صعبًا عليّ وفاة والدى بعيد عنى.

** ما السياسة التي تفضلينها في مواجهة الأخطاء ؟
الانتقاد باحترام، فأنا انتقد الحكومة بكل أدب حتى أجعل المسئول يعتذر لى، وحاليًا بصدد إطلاق كتاب تحت مسمى "سنوات تحت القبة"، أتحدث فيه عن سنوات مجلسى الشورى والشعب.

** ما اليوم الذي تبتسمين إذا مر بذاكرتك ؟
يوم إنجابى "وجدان" ابنتى، وقتها كنت فرحانة لدرجة الجنون على الرغم من أن عندى "ولد"، وهى وكريم "نور عينى".

** أخيرًا.. ماذا عن مشاعر الحب بعد مرور كل هذه السنوات على زواجك ؟
حتى الآن كل يوم كأنه أول يوم في حبنا، حتى أننى أقول له دائمًا "أنا خدتك معيد عملتك عميد"، وإن شاء الله ربنا يشفيه لأنه مريض جدًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية