رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصباح أديسون الحقيقي


تربية الأبناء مسئولية مشتركة بين الأم والأب، إلا أن الدور الأكبر فيها يقع على الأم، خاصة في المراحل المبكرة من الطفولة، نظرا لالتصاق الطفل الشديد بأمه من اليوم الأول في حياته، فهي التي تؤمن له احتياجات الحياة الأساسية فتحتل المرتبة الأولى بها، وبالتالي تصبح الأم الأعلى تأثيرا في شخصية طفلها، فتتكون نظرته لنفسه من خلال وصفها هي له، إن كان إيجابيا تراه معتدا بذاته واثقا بملكاته وقدراته حتى لو لم يجد نفس التقدير من باقي المحيطين به والعكس صحيح، فتكون أمه بمثابة مرآته التي يرى نفسه فيها؛ تبدأ دائرة التعامل المباشر في حياة الطفل تتسع شيئا فشيئا، فيدخل فيها معلم المدرسة ومدرب النادي وغيرهم، ويصبح لهم دور في تشكيل شخصية الطفل سلبا أو إيجابا، لكن هل ينافس أحدهم على المركز الأول؟ الإجابة (لا) بشرط أن تعي الأم عظم دورها في حياة أبنائها فتحسن أداءه.


يقول المخترع الأمريكي "توماس أديسون" عن أمه "لقد اكتشفت مبكرا في حياتي أن الأم هي أطيب كائن على الإطلاق"؛ لم يأت رأي أديسون من فراغ، لقد تعرض أديسون في حياته لتجربة هدم قوية من معلمه، إلا أن أمه عرفت كيف تبني منه أعظم مخترع في الحياة، اخترع أديسون العديد من الأجهزة التي كان لها أثر كبير على البشرية كلها، أشهرها (المصباح الكهربائي) لكن أمه كانت هي المصباح الحقيقي في حياته، قدمت له كل أنواع الدعم دون تدليل، فكان يبيع الحلوى والصحف في القطارات، لرفع دخله، هذا بالرغم من تعرضه لمشاكل متكررة في السمع.

أجدني كلما أسمع عبارات أديسون عن أمه أتصورها مقاتلا شرسا في معركة كان من السهل أن تستسلم فتخسرها وتخسره معها للأبد، إلا أنها أبت؛ يقول أديسون: لقد دافعت أمي عني بقوة عندما وصفني أستاذي بالفاسد، وفي تلك اللحظة عزمت أن أكون جديرا بثقتها، كانت شديدة الإخلاص واثقة بي كل الثقة، ولولا إيمانها بي لما أصبحت مخترعا أبدا، ويصفها قائلا: "أمي هي التي صنعتني" لأنها كانت تحترمني وتثق بي، أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريا من أجلها وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط.
عبارات قليلة لكنها تلخص درسا من أعمق دروس التربية وأروعها على الإطلاق.
Advertisements
الجريدة الرسمية