رئيس التحرير
عصام كامل

دموع التماسيح

فيتو

لقد اعتدنا أن نقول إنه "يبكى بدموع التماسيح" على كل شخص منافق مخادع يبكي بدموع مزيفة غير حقيقية، فمن المعروف أن التماسيح تبكى وتذرف الدموع بعد التهام فريستها ليس حزنا عليها ولكن نتيجة لاختلاط الهواء بالأملاح التي تفرزها بعض الغدد في جسم التمساح ويقال إن التماسيح تحتاج دائمًا إلى من ينظف لها أسنانها بعد كل وجبة لتبقى دائمًا نظيفة لعملية التهام جديدة.


وهنا يأتى دور طائر" الزقزاق" الذي هو في الأصل طائر أمريكى موطنه الأصلى أمريكا الشمالية والذي يحوم حول منطقة تواجد التماسيح ويطلق تغريداته وزقزقاته فتبدأ عملية تبادل مصالح بين الوحش الكاسر والطائر الرقيق فيقوم طائر الزقزاق بتنظيف أسنان التمساح للحصول على وجبة شهية وفي المقابل لا يطبق التمساح فكيه على الطائر عرفانًا بجميله في الحصول على أسنان نظيفة تمكنه من التهام فريسة جديدة.

إذن نحن أمام صفقة متكاملة تتم بين الوحوش الكاسرة والطيور المغردة عملية نظيفة مائة بالمائة تتم بينهم في عالم الحيوان وبقانون هذا العالم على مرأى ومسمع الحيوانات جميعًا ولا أحد يتدخل أما في عالمنا نحن عالم البشر لا تتم الأمور بهذه الشفافية فكم من أشخاص يعيشون بيننا رأيناهم خلال السنوات الماضية منهم من يظهر كالوحوش الكاسرة ومنهم من يتخفى في صورة الطيور الرقيقة المغردة وتتم بينهم عمليات غير نظيفة بالمرة لا نعلم عنها شيئًا ثم نراهم يظهرون فجأة يصرخون ويبكون وينتحبون على الشاشات بدموع التماسيح وهم في الحقيقة يقومون بدور طائر "الزقزاق" الذي ينظف أسنان التمساح قبل التهام فريسته مقابل وجبة شهية وعمولة جيدة.

لقد هلت علينا خلال الأيام الماضية وجوه كريهة كنا نعتقد إننا تخلصنا منها ولكن يبدو إنها تستعد لبخ سمومها من جديد على الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعى ومن أمثلة هؤلاء، المدعو" وائل غنيم" الناشط السياسي الذي قيل عنه إنه مفجر ثورة 25 يناير والذي بكى وأبكانا جميعًا في لقائه الشهير مع منى الشاذلى في الأيام الأولى للثورة وأبكى مصر كلها على الشهداء الذين سقطوا رغم إنه لم ينكر إنه المحرض الرئيسى لخروج هؤلاء الشباب وهو الذي كان يرسل دعوات الخروج والتظاهرات من خلال عمله وكونه" أدمن صفحة خالد سعيد" ثم جرى بعد سقوط النظام إلى الاجتماع الشهير في "فيرومنت" ووضع يده في يد الإخوان وأعطى صوته لمحمد مرسي مرشحهم.

لقد كانت مهمته واضحة ومحددة الجلوس بنظارته الصغيرة أمام شاشة الكمبيوتر والنقر بأصابعه المتمرسة على الكيبورد وبث دعوات مسمومة لقلب نظام الحكم تمهيدًا لمجىء الإخوان، لقد نفذ مهمته بحرفية شديدة وأذرف دموع التماسيح أمام الملايين ثم اختفى.

ورغم سقوط شهداء الاتحادية وأطفال سيدى جابر وغيرهم من شهداء الجيش والشرطة لم يظهر له صوت بكاء أو دموع أو حتى شجب على الدماء التي سالت ويبدو إنه يؤدى مهام محددة في أوقات محددة جاء وقتها الآن بعد إعلان نزول الإخوان والتيارات الإسلامية يوم 28 نوفمبر الحالى والتهديد بحرق مصر عاد هو والطيور التي على شاكلته أمثال محمد البرادعى وأسماء محفوظ يغردون تغريدات كنعيق البوم في وقت حرج لا يحتمل النفخ في النيران المتأججة في الصدور بأن مصرليس بها ديمقراطية ولا بد من استمرار الثورات تدريجيًا واستمرار القتال من أجل القيم.

لا أدرى أي دور تلعبه طيور الظلام الأمريكية الصنع هذه الأيام بتغريداتهم الشوم هذه لإنتقاد السلطة المصرية في الوقت الذي تهدد فيه التيارات الإسلامية المتشددة بحرق مصر هل عادوا ليلعبوا دور طائر الزقزاق ذو الأصل الأمريكى الذي ينظف أسنان الوحش الكاسر قبل إلتهام فريسته مقابل وجبة شهية؟ سؤال يطرح نفسه هم وحدهم الذين يملكون الإجابة عليه ومهما كانت دوافعهم فإن الشعب المصرى إستوعب الدرس جيدًا بعد ثورتين وسقوط شهداء بالآلاف وعرف من يعمل لمصلحة الوطن؟ ومن يسعى لهدم الوطن؟ ولن ينطلى عليه تغريداتهم المشئومة ولن ينخدع مرة أخرى بدموعهم التي هي في الأصل دموع التماسيح.
Advertisements
الجريدة الرسمية