رئيس التحرير
عصام كامل

الروح المعنوية والأمل


من منا لا يمر بظروف صعبة تؤثر على مزاجه الشخصى وبالتبعية تؤثر على المزاج الأسرى له بالعدوى فالإنسان يعتمد في حياته على علاقاته مع الآخرين والتي تقضى مع أي اتصال أن تنتقل السلبية أو الإيجابية.فالكثير ممن يصابون بالسلبية المتمثلة في الإحباط وانخفاض الروح المعنوية وقلة الهمة.. هم ليس لهم ذنب فيها مع أنهم قد يكونون من ضحايا الآخرين وهو ما يؤثر على حياتهم ويحطم آمالهم ويفسد لهم يومهم ومن أفسد يومه فقد أفسد له مستقبله.

إلى كل من يشعر الآن بتلك الأعراض توقف عن السباحة في هذه البحيرة القاحلة وفكر قليلا هل ما تشعر به الآن هو نتيجة عملك أم نتيجة عمل الآخرين وتأثيرهم السلبى عليك من كآبة وحيرة وخوف التي تفقدك طاقاتك فالمنطقى أنك لست أعز إليه من نفسه حتى يرى نفسه كئيبا وأنت تكون سعيدا.

إن كان ما تشعر به نتيجة عملك فالله تعالى قد فتح باب التوبة إلى يوم تشرق فيه الشمس من المغرب فإن الباب مفتوح وما عليك إلا طلب التوبة من الله.

وإن كان ما تشعر به يرتكز في تأثير الآخرين عليك وهو ما يسلب طاقتك بالتفكير فتخلص من دوامات التفكير سريعا بالاختلاط بالإيجابيين وقطع وسائل الاتصال بالسلبيين أو تكن على الحد الأدنى منها.

فرق بين التهكم والانتقاد فالأول يدعو لهدم قوتك والثانى يدعو لاستكمال نجاحك وحذار من الوهم والاسترسال فيه وتصور أمورا تترتب على أمور أخرى المترتبة أصلا على أمور أخرى مع أنك أصلا لست متأكدا من حدوث الأولى ولكن يشكل لك الخيال وهما متتاليا هداما حتى تصبح الصورة النهائية للحشرة.. ديناصورا كبيرا.

تقبل عيوبك ونقاط ضعفك فلا يوجد كمال إلا لله وحده وابق على طاعتك لله فهو الملاذ والسند وداوم على العطاء فهو الأساس لعودة العطاء اليك مرة أخرى فالجزاء دائما من جنس العمل.

لا تجعل حدثا أو شخصا عابرا يذكرك بكل سلبيات حياتك الماضية التي عفا عليها الزمان إنما أعط لكل موقفا قدره المناسب ولا تفكر فيه كثيرا وانتقل إلى عمل مجد ولا تبقى في فراغ مما يتيح فرصة إفساد العقل أن يدور في دوامات السلبية.

لا تعقد مقارنات بينك وبين الآخرين فكل منا له نقاط قوته وضعفه فلا تقارن بينك وبين الناس وإنما قارن بينك وبين نفسك التي يريدها الله منك.
ابق على إيجابياتك وسط السلبيات وتغلب على مصاعب الحياة.. فالحياة دار العمل والآخرة هي دار الجزاء.
الجريدة الرسمية