رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أخطر بكثير من فقاعة 28 نوفمبر


بعيدا عن فقاعة 28 نوفمبر القادم، التي ينفخ البعض فيها لاستمرار خلط الأوراق والصمت على ملفات ساخنة أعظم وأخطر بكثير من دعوة حمقاء مجنونة يرفضها غالبية المصريين، وخاصة بعدما تم ذكر حمل السلاح ورفع المصاحف وكأن أصحاب تلك الدعوة يعيدون أحداث الفتنة الكبرى بين سيدنا علي رضى الله عنه ومعاوية، رغم أن حيلة معاوية برفع المصاحف التي قد أشار عليه بها عمرو بن العاص، كانت لوقف القتال وليس الاستمرار فيه أو بدء حرب جديدة!


ولكن استمرارا لحالة الضجيج المقصودة والتشويش المتعمد على الملفات الحرجة والساخنة، التي تسهم في إحداث تراكم كمي من السخط العام والقلق والريبة من المؤيدين للنظام وللرئيس قبل المعارضين، نجد الحديث عن يوم الجمعة القادم يطول ويكثر ويصخب صاحبوه على لا شيء تقريبا اللهم من ثلة من المجانين الذين ينتوون حقا النزول وحمل السلاح أمام جيش دولة وشرطتها وظهير شعبي لا بأس به!

كل هذا لا يساوي ملفا واحدا فقط طرحه السيد المستشار هشام جنينة على الرأي العام والخاص، بالفساد الذي يؤكده الرجل حول بيع أراضي الحزام الأخضر في مدينة 6 أكتوبر بثمن بخس لفئة قليلة من أصحاب النفوذ في الدولة!

اختصارا لكلام الرجل، فإن الفدان قد تم بيعه بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه بينما يساوي في الحقيقة أكثر من خمسة ملايين جنيه.. يعني بحسبة بسيطة، فإن الفارق المتوقع حصول الدولة عليه إن تم سحب هذه الأراضي من (ملاكها) وإعادة بيعها، يبلغ 170 مليار جنيه!!

كل تلك الأموال التي يمكنها حل أزمة مصر بأكملها في أيام معدودات تقبع في خزائن بعض السادة الكبار.. ولقد سمعنا سيادة الرئيس السيسي يصرخ مطالبا البعض بالتبرع لصندوق (تحيا مصر) بمبلغ 100 مليار جنيه، فلم يستجب له أحد من الأغنياء أو الكبار أو المنتفعين من ثروات هذا الوطن بطرق مشروعة فاسدة أو غير مشروعة أكثر فسادا!

فحتى إن كانت تلك الأراضي قد تم بيعها بعقود (صحيحة) شكلا وقانونا، فإن من حق رئيس الجمهورية نزع ملكيتها للمصلحة العامة، وهل هناك مصلحة أكبر وأجل من إنقاذ وطن أوشك على الإفلاس وتتهاوى عملته الوطنية ساعة بعد أخرى!

قد يرد بعض السادة مدمني الدفاع عن الفساد والخطأ والإجرام في حق الوطن قائلا: أصل جنينة ده إخواني أو ربعاوي أو أي شيء من هذا السفه.. وببساطة أكبر يمكنك الرد عليه بأن هذا خلط للأمور وعبث وتشويش متعمد بقصد المداراة على الفساد، ثم إن رئيس الجمهورية الذي أزاح الإخوان من الحكم بعد هيمنتهم لمدة عام ليس بعاجز أن يعزل الرجل والكثير مثله إن كان يعلم أنه ينتمي للإخوان أو غيرهم، والرئيس في الأصل رجل مخابرات يا عباقرة تبرير الفاسد!

ولنفترض جدلًا أن المستشار هشام جنينة (إخوان).. فهل نغطي على الفساد لأن من كشفه إخوان!.. أم أن العقود المبرمة وطنية؛ لأن أصحابها ليسوا إخوانا ومعهم ضمان بذلك!

إن تلك الفاجعة التي يكشفها رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات هي أخطر بكثير من دعوات المتطرفين والقتلة والإرهابيين الذين يلفظهم الشعب يوما بعد آخر؛ لأن الفساد هنا يقتل وطنا بأكمله ويهدم اقتصاد دولة تسعى للتعافي ويحطم الأمل عند الشباب في دولة بها رائحة من العدل.. لا تنس أن هذه الحكومة التي تترك أراضي بـ 170 مليار جنيه وتبيع لمن تشاء الفدان بـ 3000 جنيه، تبيع متر الشقة بـ 4500 جنيه لشبابها في الصحراء!!.

fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية