رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"عصاك اللي ما تعصاك" في وجه الخونة


تتوقف جميع مظاهر الديمقراطية وحقوق الإنسان عندما يتهدد أمن الوطن.. من هنا منعت الحكومة الأمريكية أمس الطيران في أجواء "فيرغسون" بولاية "ميسوري"، التي شهدت تظاهرات عنيفة احتجاجا على براءة شرطي أبيض من قتل مراهق أسود، وكان الهدف من منع الطيران هو "التعتيم" وإبعاد الإعلام، كي لا يقف على طريقة مواجهة الأمن لشغب المحتجين.


وعليه تعاملت الشرطة الأمريكية بعنف مفرط، وبعد إطلاق قنابل الغاز سمع السكان إطلاق نار كثيفا من أسلحة آلية، لردع من يحاول المساس بالمنشآت والإضرار بالمصالح العامة.. ومع كل ما ترتكبه السلطات الأمريكية من مخالفات وخرق لحقوق الإنسان، لم نسمع اعتراضا من المنظمات الحقوقية في مصر، أو الأمم المتحدة أو "هيومن رايتس ووتش"، لأنها جميعا تتلقى التمويل من الولايات المتحدة وتنفذ أجندتها في الحق والباطل.

وبما أن أمريكا تعتبر نفسها الراعي الرسمي لحقوق الإنسان والديمقراطية في العالم، فلابد أن نستفيد من تجربتها تلك في مواجهة "الثورة الإسلامية المسلحة"، بعد غد الجمعة، حيث يجب على الجيش والشرطة - جناحي الأمن وحماة الوطن والمواطن - الرد بمنتهى الحزم والقوة على أي تطاول أو تعدٍ من دعاة التخريب والفوضى، لأن المحرضين يريدون "جس النبض" في هذا اليوم، فإن وجدوا أدنى تهاون أو مراعاة لشعارات ترفعها أمريكا ولا تعمل بها، هنا ستحل الطامة الكبرى و"يتعملق" المنتمون للجماعة المحظورة وداعموها، ولنقل حينها على مصر السلام!! 

يروج بعض القريبين من الجماعة الإرهابية، أن دعوة التظاهر المسلح ورفع المصاحف لن تزيد عما يحدث أسبوعيا، وأن الأمن والإعلام يبالغان في التعاطي معها!!.. ولهؤلاء نقول: كفى تضليلا للشعب وتمزيقا لمصر، ولو نظرتم لما حدث الأيام الفائتة لأدركتم حجم الجرم وأبعاد المؤامرة.. فهل تزامن العودة الإعلامية لكثير من "الخونة" و"شركاء التآمر" مجرد صدفة؟!

كل يعترض ويهدد ويتوعد بمفردات متشابهة سواء الموجودين منهم في مصر أو الهاربين في الخارج.. ألا يشير هذا إلى اتفاق على التآمر بإيعاز من أسيادهم؟!..

ثم كيف يفسر هؤلاء زيادة وتيرة التفجير وتنقله بين المدن؛ لبث الرعب في النفوس وهز ثقة الشعب في الحكومة؟!

عندما يطلب "الإخواني" محمد علي بشر، هاتفا لا يمكن تتبعه من "خائن هارب" ويسمح الأمن بتسليمه الهاتف بعد تضمينه وسيلة تتبع ويسجل له عشرات الاتصالات مع أجهزة مخابرات وقيادات التنظيم الدولي؛ للاتفاق على قلب نظام الحكم، بالتحريض على العنف وبدء ثورة مسلحة في 28 نوفمبر الجاري، وحشد الإعلام العالمي لتغطية ما تشهده الميادين المصرية لاسيما عند سقوط ضحايا.. هل هذا أيضا محض صدفة؟!

وحين يطل الإرهابي البغيض عاصم عبد الماجد، عبر مطبوعة قطرية، مؤكدا "انتهاء عصر السلمية وبدء التظاهر المسلح".. هل هذا صدفة؟! 

ثم ألا يعرف هؤلاء مغزى اختيار 28 نوفمبر لبدء العمل المسلح ضد مصر وشعبها.. إنه عشية الحكم على الرئيس الأسبق مبارك في قضية قتل المتظاهرين، أي محاولة لإرهاب القضاة والتأثير على الحكم.. وهو اليوم الذي خسر فيه "الإخوان" انتخابات برلمان 2010، وكذلك اليوم الذي سيطر فيه "الإخوان" على برلمان ما بعد يناير 2011. 

فضلا عن أنه شهد مذبحة "الاتحادية"؛ اعتراضا على "الإعلان الدستوري" الذي أصدره المعزول مرسي.. إذن المغزى هو الانتقام من الشعب، الذي انتفض بعشرات الملايين للخلاص من حكم "الإخوان"، ثم ساند الجيش والشرطة في مواجهة الجماعة الماسونية والقضاء على حلم سعت أكثر من 80 عاما لتحقيقه ولم تهنأ به، وغدا معظم قادتها وراء قضبان السجن!!

الشعب اصطف خلف الجيش والشرطة وقال للرئيس: "نحن عصاك اللي ما تعصاك في مواجهة الخونة والمتآمرين"، لكن عليه اليوم الابتعاد خلال المظاهرات المسلحة، وتفويت فرصة إسقاط ضحايا على الإخوان والسلفيين، وحتى لا يتشتت الأمن في المواجهة مع المسلحين.. على الشعب التزام المنازل وترك الساحة للجيش والشرطة لتأديب جميع الخونة والمأجورين وتطهير مصر من المتآمرين.
Advertisements
الجريدة الرسمية