رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد رجب يصرخ: يا أيام نوفمبر عودي دائما بالنصر

أحمد رجب
أحمد رجب

في مثل هذا الشهر وكما نشرت مجلة "الجيل" عام 1957، بالتزامن مع ما نشر في معظم الصحف الصادرة، تحت عنوان (معركة بحرية أمام السويس، إغراق حاملة جنود بريطانية وإغراق طراد فرنسى وآخر بريطانى، إسقاط 28 طائرة معادية، بورسعيد تقاتل من منزل إلى منزل، مصر كلها حملت السلاح، تنتصر مصر ونحتفل اليوم بعيد المعركة".

قال الكاتب الصحفي أحمد رجب: "أمى سيدة من نساء الشعب ترتدي الطرحة البيضاء والجلباب الواسع، لاتفهم فى دنياها إلا ما يتعلق بالطبخ والغسيل والكنس والمسح، تصلي الصلوات الخمس، وتحرق البخور وتقرأ السبع آيات المنجيات".
هى ضعيفة الصلة بكل ما يدور خارج نطاق البيت، وأقصى أمانيها فى الدنيا زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم .
وفوق هذا كله هي مفرطة في حنانها على أولادها.. فهي تبكي بحرقة إذا ابتعد عنها واحد منا ليعمل في مدينة أخرى، ولاتنام الليل إذا ارتفعت درجة حرارة أحدنا نصف شرطة... لذا كان شيئا عجيبا ومريبا أن تسكت وهى ترى أولادها يرتدون الأفرول ويذهبون إلى المعركة حاملين البنادق على أكتافهم.
وفهمت السر.. لقد استدعت أصغر أولادها وسألته عن المشكلة كلها.. وكان فى أولى ثانوي.. شرح لها المسألة من وجهة نظرها هى قائلا لها:
المشكلة أن تصبح مصر كلها بيت ملك لنا أو أن نصبح سكانا بالإيجار، وامتلاك قناة السويس أو ضياعها... ومن يومها أصبحت تهتم بهذه الأخبار.
كانت أمي قبل المعركة تحب تخزين الأرز والسكر والشاي والبطاطس... وبعد المعركة رأيت أمي الجديدة تقول: "أهالينا بتموت في بورسعيد.. واحنا بندور على الشاي".
الجريدة الرسمية