رئيس التحرير
عصام كامل

لـ«الكبار فقط» +18

فيتو

انتشرت في الآونة الأخيرة، فيما تشكل ظاهرة إعلامية جديدة تغزو برامج التوك شو، فقرات منوعة للبالغين فقط، تحت عبارة للكبار فقط +18، بدأت بالإعلامي عمرو الليثي، الذي خصص فقرة ثابتة للكبار فقط، في برنامجه بوضوح، على قناة الحياة، يستضيف خلالها الدكتورة هبة قطب، استشاري العلاقات الزوجية، لتحدثنا عن أنواع العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة.


ولاقى «بوضوح»، نسب مشاهدات عالية، بفضل هذه الجملة السحرية، التي تجعل متلقي المادة الإعلامية، مهيئًا للإقبال على «وجبة دسمة»، من أسرار العلاقات بين الجنسين، التي طالما كان اقتحامها من قبل الإعلام، شائكًا ويواجه بمقصلتي الدين والأعراف الاجتماعية.

وتأتي الإعلامية ريهام سعيد، لتضيف نكهة جديدة لبرنامجها «صبايا الخير»، على قناة النهار، بعد أن خصصت من خلاله للمشاهدين، فقرة شبه ثابتة، للكبار فقط، تعرض من خلالها نماذج اجتماعية معقدة، وقضايا شائكة، بدءًا من الجرائم الأخلاقية المخلة بالشرف، إلى استضافتها ملحدة في إحدى حلقات برنامجها، ودخولها عالم الجن تارة أخرى، وقد لاقى برنامج ريهام سعيد، هو الآخر صدى واسعًا ونال نسب مشاهدة عالية.

الإعلامي طوني خليفة، وبجرأته المعهودة، في مناقشة كل ما هو شائك، قرر أن يخصص أغلب برنامجه «أسرار من تحت الكوبري»، على قناة القاهرة والناس، كفقرة للكبار فقط، يقتحم فيها كل أسرار الشارع المصري، ويصل إلى حيث لم يجرؤ أحد من الإعلاميين التطرق إليه ومناقشته.

ومؤخرًا فاجأنا الإعلامي يوسف الحسيني، في برنامجه «السادة المحترمون»، على قناة «أون تي في»، بتخصيص فقرة للكبار فقط، استضاف خلالها أحد استشاريي العلاقات الزوجية، للحديث عن العادة السرية، لكن هذه المرة من منظور جنسي بحت بعد أن عزا الضيف أسباب ممارسة الشباب العادة السرية لمشاهدتهم الحركات المثيرة للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، وفستانها الفاضح الذي ارتدته مؤخرًا في إحدى حلقات برنامج ستار أكاديمي.

وتبقى التساؤل، هل انحسار ظاهرة الإعلامي الأوحد، الذي استهلك نفسه بالحديث عن السياسة فيما لا طائل منه ولا نفع يذكر للمواطن البسيط هو سبب انتشار هذه الظاهرة؟ أم أن السبب يرجع لانخفاض نسب مشاهدة برامج التوك شو؟

عمومًا، بحسب تقرير مؤسسة إبسوس لأبحاث السوق، والتي خلصت لنتائج خارج نطاق التوقعات، أفادت بتراجع حاد في نسب مشاهد برامج التوك شو، خلال فترة الدراسة، التي استمرت 7 أشهر كاملة بدءًا من يناير وحتى يوليو الماضي.

أخيرًا هل ستكون لـ«الكبار فقط» مؤشرًا لاتجاه إعلامي جديد، يتسيد الـ«توك شو» الفترة المقبلة؟ أم نحن بصدد ظاهرة سرعان ما تتلاشي وسط تحفظ وإحجام باقي الإعلاميين عن المغامرة بأسمائهم، بالمنافسة في سوق «الكبار فقط»؟
Advertisements
الجريدة الرسمية