رئيس التحرير
عصام كامل

من هنا تبدأ الحكاية وتنتهي

فيتو

يتبارى إلى أسماعنا في كل الأماكن كلمة تترك حسرة في عقل وقلب من يحب هذه البلد، تتلخص هذه الجملة التي تتردد كثيرًا عن الحال الذي وصلنا إليه، وعن شعب بنى حضارة في الماضي إلى شعب لا يرثى له، تقول العبارة التي نسمعها أو قد نقولها في معظم الأحوال (شعب متخلف) ضع تحتيها خط.


اسمح لي سيدي القارئ أن أستعرض في كلمات وسطور قليلة، كيف وصل بنا الحال إلى أننا لا نقبل تصرفاتنا ولا تعجبنا تصرفات الآخرين، كيف نسمح لأنفسنا بأن نقول هذه العبارة أو نسمعها، وما هي الأسباب التي دفعتنا لقولها؟

لا على سبيل الحصر، في طريق عملك واستخدامك وسيلة مواصلات أيا كانت مترو الأنفاق.. مواصلات عامة.. سيارة خاصة، ستجد من يسارع لخرق كل القوانين من كسر إشارة أو إعاقة إغلاق باب المترو وغيرها من السلوكيات الخاطئة، والمصيبة أن من يفعل ذلك لا يشعر أنه يرتكب خطأ ما، فمن أين وصل له هذا الإحساس المدمر للمجتمع؟

الحكاية سيدي أننا تعرضنا منذ فترة زمنية إلى غزو فكري، أتاح لنا أن نرى من يفعل الخطأ هو الشخص الفهلوي المحبوب من بنت الجيران واللافت للأنظار وشجيع السيما، كما صورها واحتلوا بها عقول شبابنا مخرجو ومنتجو الأفلام، الحكاية أننا تركنا تربية أبنائنا وانشغلنا مجبرين أو مخيرين باللهث وراء لقمة العيش واليوم نجني ثمار إهمالنا لأبنائنا ثم ننتقدهم، فكيف نحاسبهم ونحن من ارتكبنا الخطأ من البداية.

الحكاية سيدي أن الأسرة المصرية تدمرت وحلت عليها كوارث التكنولوجيا التي استخدمناها في غير مجالها؛ ليعيش كل فرد في الأسرة منعزلا عن الآخر موجودا بجسده فقط وعقله غائب في مكان آخر.

الحكاية سيدي أننا أصبحنا ننظر إلى الشخص الملتزم في تصرفاته على أنه إنسان غريب، نهجره ليعيش في وحدة أو نجبره ليفعل مثلنا.

الحكاية سيدي بيئة عشوائية غير صالحة ينبت فيها زرع غير صالح يقف على نواصي الطرقات ويتعاطى المواد المخدرة أو قد يكون سببا في انتشارها لتبدأ الأعداد في الازدياد.

ملخص الحكاية يا ناس، عاوز تصلح المجتمع، ابدأ بنفسك.
الجريدة الرسمية