رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جاهين وحليم...وموال حب مصر!


صلاح جاهين عبقرى بلا شك، رائد في الكثير، شاعر، رسام كاريكاتير، ممثل، مؤلف، لا أتصور أنه لا يوجد مجال إلا وطرقه وتألق فيه، لا أريد الحديث عن كل هذا ولكن هناك أمر أرى أنه كان فذا في حشد جماهير الشعب وراء ثورة 23 يوليو، وهذا يقودنا مباشرة إلى الأغنية الوطنية بعد ثورة يوليو، فقد حدث أن الأغنية الوطنية كانت بمثابة أكبر محرك للشارع المصرى، بل وفى الوطن العربى من الخليج إلى المحيط، وعندما نقول الأغنية الوطنية وصلاح جاهين فلابد أن نذكر العندليب عبد الحليم حافظ الذي كان الصوت الذي يعد صوت الثورة، وتعاون صلاح جاهين وعبد الحليم حافظ بدأ في 1956 بأغنية "إحنا الشعب" ثم "بالأحضان" 1962 " ثم "المسئولية".. و"بستان الاشتراكية ".. و"ياهلا بالمعارك ".. و"صورة " التي كانت آخر الأغانى التى كتبها صلاح جاهين وحدثت الهزيمة المريرة في يونيو 67.. وكتب فقط " ناصر يا حرية" بعد خطاب تنحى جمال عبد الناصر وغنى عبد الحليم هذه الكلمات لتكون آخر تعاون بين جاهين وحليم وبعدها تم إلغاء الاحتفالات السنوية بأعياد الثورة واكتفى عبد الناصر بإلقاء خطاب من خلال الإعلام فقط.

الملفت في الأمر أن "حليم وجاهين" لم يتعاونا معا بعدها مطلقا، حتى بعد انتصارات أكتوبر المجيدة، لم يقدما شيئا، وكأن تجربتهما في الخمسينيات والستينيات تركت شرخا عميقا لم يشف منه حتى بعد الانتصارات المدوية التي حققتها مصر بعد حرب أكتوبر المجيدة، ليس هذا فقط فقد شعر صلاح جاهين أنه أحد أسباب الهزيمة في 67، فكان شعوره بالانكسار رهيبا، لدرجة أن الكثير من أصدقاء صلاح جاهين قالوا عنه إنه مات في 5 يونيو 67..! بعد وقوع الهزيمة شعر بأنه فارق الحياة بالفعل، ولم يعش حياته بشكل طبيعى، واختفت ضحكته وعشقه للحياة.

السؤال: لماذا شعر صلاح جاهين بكل هذا بالرغم من أن أغانيه حتى الآن تعيش بيننا وكأنه كتبها بالأمس؟ لماذا ولا تزال كلماته بمثابة النشيد الوطنى الذي يردده كل الشباب وكل من حمل لواء الثورة في ميادين مصر كلها؟ لماذا كل هذا الحساسية المفرطة التي كانت تسيطر على العبقرى صلاح جاهين وهو الذي زرع فينا الأمل والحياة منذ الطفولة وحتى الآن..؟!!

الإجابة ببساطة شديدة لأن هذا المصرى العبقرى صلاح جاهين عندما كتب كلماته شعر بأن تأثيره قوى على الشارع والمواطن البسيط، لكن كانت النتيجة نكسة كل الأحلام التي كان يرسمها صلاح جاهين لأبناء شعبه، أما عن استمرار أغانيه حتى الآن، لأنه كتبها بدمه، كتبها بنبضات قلبه، كتبها بإيمان عميق بتجربة ثورة يوليو، فلم يكتبها نفاقا أو دجلا لحاكم أو نظام، وربما من أسباب عدم تعاونه مع عبد الحليم حافظ بعد الانتصار في 73، خوفا ورعبا من التجربة السابقة، ويبقى السؤال لماذا لم يتعاونا ولمدة تزيد على عشر سنوات حتى رحل حليم في نهاية السبعينيات؟ والمعروف أن صلاح جاهين رحل في الثمانينيات، ولكن الرائع أن كلمات صلاح جاهين تطاردنا في كل مكان ونسعد بها وتطربنا وتحمسنا من أجل مصر الوطن، مصر الحب الأول والأخير لنا.. وللعبقرى صلاح جاهين..!!
Advertisements
الجريدة الرسمية