رئيس التحرير
عصام كامل

ما فات الإبراشي في مواجهته مع شعبان !


تساءل أستاذنا وزميلنا العزيز الأستاذ وائل الإبراشي عما كان يمكنه فعله أكثر مما فعل في مواجهة محمود شعبان ! إذ يقول إنه استضافه لمواجهته وليس للترويج لأفكاره..وما يقوله الإبراشي صحيح تماما..فمن حقه استضافة من يشاء خصوصا من سيدفع المشاهد لمتابعته والبقاء أمام برنامجه طالما لا يحمل إسفافا ولا بذاءة وطالما جاء في حوار متبادل وليس في دعاية أحادية ومنفردة لأفكاره وطالما يملك مقدم البرنامج حفظ حقوق الغائبين عن الحلقة أن طالهم فيها أي طائل وهي شروط مبدأية ومعروفة!

لكن..ورغم دعمنا الكبير للإبراشي وما يقدمه ورغم تقديرنا لمواقفه الثابتة الوطنية وثقتنا المطلقة في نياته إلا أنه ربما يوافقنا إن قلنا إن الحلقة تم إعدادها على عجل لظروفها الخاصة..لذا سنقبل عرض الإعلامي القدير وسنقول له ما فاته أن يقوله في الحلقة وقد طلب أمس ذلك بنفسه:

فلم يكن مقبولا ترك المجال لمحمود شعبان أن يستدعي من التراث الإسلامي ما يخالف القرآن الكريم والعقل والمنطق حتى لو أسندها لما يشاء من رواة إذ أن معيارنا هو القياس على القرآن والعقل..مثل حديث قتل الخارج على الحاكم..فقد لقي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ربه من دون أن يترك نظاما للحكم..حتى إنهم اختلفوا بعده عن شكل الحكم بل وتسمية الحاكم حتى استقروا على مسمي "الخليفة" ولم يعرفوا قبلها إلا مصطلح الأمير مثل الحديث: "إن كنتم ثلاثة فأمروا: أي اختاروا أميرا يتولي أمر الجماعة حتى لو كانوا ثلاثة..وهنا ينبغي الانتباه لعمليات دس الأحاديث التي تمت بشكل واسع في الدولتين الأموية والعباسية لنفاق الخلفاء ودعم سلطانهم وقمع معارضيهم مثل الجديث:" اطع أميرك وإن أخد مالك وجلد ظهرك" ! وهو ضعيف بمجرد النظر فلو كان صحيحا ما قال أبو بكر في أول خطبه له:" فأن أصبت فاعينوني وإن أخطأت فقوموني" وبأشد من ذلك قال عمر وهكذا...دست الأحاديث التي تمنع الناس من الخروج عن سلطان بعض الخلفاء !

وهنا..لم يكن من الصواب ترك شعبان في هذه النقطة تحديدا بغير رد..لأنها غاية ما يستند إليه الإسلاميون جميعا...كما بدا شعبان مزدوج المعايير يري دعاية وأكاذيب الإخوان حتى آخر كذبه وآخر شائعة وينكر تماما وفي الوقت وما يحدث في نفس التوقيت ويبث على الإنترنت ويمس الإخوان ! ثم يتساءل بعدها: "وما يدريني أن الإخوان من يفعل ذلك " ؟؟!!! وكان لا نبغي أيضا أن يترك له المجال والملايين يتابعونه ويشاهدونه حيث سرب من خلال ذلك أكذوبة تنازل السيسي عن غاز البحر المتوسط لإسرائيل !!! وهي فرية غير حقيقية وغير صحيحة والموضوع قديم وممتد من مبارك إلى مرسي ولا علاقة للسيسي به من الأساس وله تفاصيل مثيرة ليس هنا مجالها !

ونأت للنقطة الأهم: راح وجاء محمود شعبان ليكرر أنه يرفض الدماء على الجانبين!! ويستنكر ذلك!! وتركه الإبراشي يكررها عشرات المرات!! ولم يقل لنا شعبان من هم الشهداء على الجانبين؟؟ فلا نري في سيناء إلا شهداء ومجرمين..وفي شوارع مصر كلها لا نري إلا شهداء من الجيش والشرطة ومعتقلين من الإخوان.. لم يقتل واحد منهم إلا في مداهمة وكر من أوكار الإرهاب ولم يقتل إخواني واحد بعد التربص به والترصد له والتخطيط لذلك..عكس شهداء الجيش والشرطة..الذين يستشهدون في استهداف غادر واضح لا لبس فيه بينما يقع ضحايا الإخوان في المطاردات والمعارك والمواجهات العنيفة والأرقام - بعد خصم رابعة والنهضة - ستكون مذهلة ومحزنة ومفجعة ولا مقارنة فيها بين شهداء الجيش والشرطة وقتلي الإخوان ولا حول ولا قوة إلا بالله !
الجريدة الرسمية