رئيس التحرير
عصام كامل

التتار عائدون

إيمان حكيم
إيمان حكيم

جهاد إنتى فين ياجهاد؟ جهاد، أيقظني هذا الصوت الواهن المرتعش من منامي طيلة الأيام الماضية مخترقًا حاجز الزمن ناكئًا جراحًا كثيرة ولكنه ليس غريبًا إننى أعرفه، إنه صوت "سلامة" ذلك الشيخ الجليل من زمن "المماليك" في رائعة أحمد باكثير "وإسلاماه" الذي أتى إلى مصر ليبحث عن الأميرة «جهاد» والأمير «محمود» ويحذر أهل مصر من خطر التتار القادم إليهم.


أهلًا بك في أحلامي أيها الشيخ الجليل دعك الآن من جهاد ومحمود وقصتهما فأنا أحفظها جيدًا هدئ من روعك سيدي فأنا في أمس الحاجة إليك ومن يرى «بلوة» غيره تهون عليه بلوته فأنا من عصر حديث لزمانك نعيش نفس محنتك وبلوتك بل أكثر ابتلاءً منها تتارنا يشبهون تتارك الذي جئت تحذر منهم لقد جاءوا بالفعل سيدي أيضًا إلى عصرنا بنفس الهمجية والوحشية ولكنهم يفوقونهم كذبًا وتدليسًا وافتراء، قائدهم ومرشدهم هو نفسه "جنكيز خان".

عصرك كان يسكن قلعة حصينة فوق جبل المقطم منها كانت تدار الخطط والمؤامرات تعاونه كتيبة تتارية كلهم "هولاكو"، زمانك نفس شهوة القتل ومص دماء ضحاياهم كانوا يسلخون جلدهم وينزعون أظافرهم ويتوضأون بدمائهم ثم يصلون ويكبرون.
على جثثهم يقتلون بعضهم البعض وينتحلون صفة شهداء ويحسبنون ويحوقلون على القوم الكافرين هم سيدي قتلة إرهابيون مأجورون احتلوا الميادين وحولوا الحدائق الغنّاء إلى مقابر جماعية يدفنون فيها ضحاياهم ويختمون قبورهم بختم الدين والشرعية، هؤلاء هم تتارنا.

أيها الشيخ الجليل؛ أما عن أميرتنا" جهاد" فهى مصر أم الدنيا كلها صابرة وصامدة على بلائها. لقد وجدت أخيرًا فارسها النبيل وأميرها "محمود" كان ختمها محفورًا في قلبه قبل أن يكون نسرًا على كتفيه وخوذة رأسه نادت عليه فلبى نداءها، تعاهدا على الحب وأقسم أن يقطع يد كل من يقترب منها أو يتطاول عليها حطم قلعة التتار الحصينة وأرجع العرش الضائع لأبنائه فنصبوه عليه وعلى قلوبهم ملكاً متوجًا يحميها ويصون أراضيها ويحصن حدودها ويلم شمل عروبتنا.

لكن للأسف سيدى أعداءه كثيرون في الداخل والخارج والخونة والعملاء وما يدعون أنهم نشطاء له متربصون، وحلفاءه مرتعشو الأيدى متباطئون لا يعون الخطر التتاري المحدق بهم وبنا لا يزالوا يتشاورون ويتفاوضون والتتار عائدون كالخوارج يهددون برمي المصاحف ويتوعدون بحرق الأخضر واليابس. فبدون تماسكنا ووحدتنا سيدى فإننا لا محالة مهلكون.

هذا هو بلاؤنا يا شيخنا الجليل وتلك هي مصيبتنا فهل تجوب الشوارع من أجلنا تحفز همم شعبنا وتزيد ثقته في جيشنا وشرطتنا وتحذر شبابنا وصغار فنانينا وكبار كتابنا من التطاول على أميرنا وقائدنا فهذا ليس وقت فرقتنا فهل تصرخ "وامصراه" تضامنًا معنا لعل صرخاتك تصل إلى صحافتنا وإعلامنا فيرفعوا أيديهم عنا ويكفوا عن تشتيتنا علنا نجد مجيبًا وسندًا لزعيمنا «محمود» عصرنا ومغيثًا "لجهاد" زماننا.

وفقك الله وأعانك على تتارك وأعاننا على إرهابنا، وأعاد لك جهادك وحفظ لنا مصرنا.
الجريدة الرسمية