رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إيليا أبو ماضي.. «إبداع الأمل والألم »

 إيليا أبو ماضي
إيليا أبو ماضي

كطفل حلم ولم ينل، فقد أجبره الفقر على ترك دراستة الابتدائية، بطش الأتراك دفعة إلى الهرب إلى مصر، محطات ألم كثيرة مر بها أبوماضي، إلا أنه قفز من سفينة الأحزان، وأطلق دعوات مفعمة بالتفاؤل والأمل "كن جميلا ترى الوجود جميلا"، و"الذي نفسه بغير جمال، لا يرى في الوجود شيئا جميلا"، وحمل في قصائده سلاما فقال: "أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا.. لولا الشعور الناس كانوا كالدمى". إنه إيليا أبو ماضي.


عندما اشتد به الفقر والبطش في لبنان، رحل إيليا أبو ماضي، الذي تحل اليوم ذكري رحيلة، إلى مصر عام 1902، وعمل في تجارة التبغ مع عمه، وهناك التقى بأنطون الجميل، الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة "الزهور" فاُعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشرأولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه اسم " تذكار الماضي " وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر 22 عاما.

لم يسلم أبو ماضي من مضايقات السلطة، عندما اتجه إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، فاضطر للهجرة إلى الولايات المتحدة عام 1912، واستقر أولا في سينسيناتي بولاية أوهايو حيث أقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، ثم رحل إلى نيويورك وفي بروكلين، شارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.

أصدر مجلة " السمير" عام 1929م، التي تعد مصدرًا أوليًا لأدب إيليا أبي ماضي، كما تعد مصدرًا أساسيًا من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيرًا من إنتاجهم الأدبي شعرًا ونثرًا، واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957م.

يعتبر إيليا من الشعراء المهجريين الذين تفرغوا للأدب والصحافة، ويلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران.
Advertisements
الجريدة الرسمية