نصيحة فريدمان للضغط علينا!
رغم أن مقاله في صحيفة نيويورك اتخذ عنوانا له «هل فعلتها دبى ؟» بما يوحي أنه مخصص لها، إلا أن الكاتب الأمريكي الشهير فريدمان خصص مقاله لتقديم نصائح للإدارة الأمريكية في كيفية التعامل مع معظم الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد أن تعمد في الغالب تجاهل الحديث عن المملكة العربية السعودية والكويت وأيضا قطر والسودان بجزئيه.
لقد قسم فريدمان مجموعة الدول العربية إلى أربعة أقسام، الأول يضم الدول التي تعاني اضطرابا، والقسم الثاني يضم الدول التي تضم نظاما صالحا مثل الأردن وكردستان والعراق ولبنان، أما القسم الثالث فهو يضم الدول الصالحة والديمقراطية ولا توجد به سوى تونس وحدها من وجهة نظر فريدمان.. ويتبقى بعد ذلك القسم الرابع والأخير وهو ما أسماه الكاتب الدول التي تضم أنظمة مفروضة ووضع تحت إطاره كلا من مصر والجزائر.
وبهذا المعنى فإن الكاتب الأمريكي لا يعتبر كلا من نظامي مصر والجزائر من الأنظمة الصالحة ولا من الأنظمة الديمقراطية.. أي إنه يشكك في تلك الأصوات الانتخابية التي جاءت بحكامها وصاغت دساتيرها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط ولكن الأهم هو ما أورده الكاتب من نصائح لإدارته في واشنطن في كيفية التعامل مع كل هذه الأنظمة.. وبالنسبة لما أسماه الأنظمة المفروضة أي مصر والجزائر فإنه نصح الإدارة الأمريكية بالعمل مع مكوناتها بهدوء حتى تصبح أنظمة صالحة وعادلة وشاملة وشرعية.. والعمل بهدوء يعني بها فريدمان هنا ممارسة الضغوط بشكل مستمر ولفترة طويلة دون الوصول إلى درجة الصدام العلني.
ولأننا جربنا الضغوط الأمريكية من قبل علينا أن نتوقع لجوء واشنطن إلى تحريض شرائح وفئات وعناصر مصرية على الحكم في بلادنا باستخدام الأموال الأمريكية.. أي ممارسة ضغوط بأيد مصرية وممولة أمريكيا.
