أسمهان.. ولدت وماتت في الماء

في جريدة "الجمهورية" كتب الصحفي محمود معروف عام 2012 صفحة كاملة عن الفنانة السورية الراحلة أسمهان التي ولدت في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر 1912 في إحدى البواخر اليونانية بعرض البحر حيث كان فهد الأطرش في مهمة إلى تركيا ووقعت الحرب بين تركيا واليونان فأخذ الأطرش زوجته الحامل وأبناءه فؤاد وفريد واستقلوا مركب شحن يونانية في طريقهم إلى بيروت، قامت عاصفة وانهمرت الأمطار وكادت تنقلب الشاحنة، وفاجأت الأم علياء المنذر آلام الوضع وبمساعدة الركاب من النساء وضعت مولودتها.

بدأ الركاب في اختيار اسم للمولودة البعض اختار نجاة رمزا لنجاة الشاحنة من الغرق واقترح البعض اسم "بحرية" نظرا لميلادها في البحر ومنهم من قال أمل فاختار والدها فؤاد الأطرش اسم آمال.

بعد تهديد الفرنسيين لعائلة الأطرش انتقلت الأسرة إلى القاهرة عام 1924 في القطار.. ولم تكن العائلة تحمل أي جوازات سفر، اتصل ضابط الجوازات بالزعيم سعد زغلول الذي فاجأهم بقوله إنهم أحفاد سلطان باشا الأطرش الذي يقود الحركة الوطنية في سوريا وجبل الدروز ضد الاستعمار الفرنسي.

عاشت الأسرة ظروفا قاسية في القاهرة والتحق فؤاد وفريد بمدرسة الخرنفش واسمهان بمدرسة الفرنسيسكان بشبرا.

ثم تركا الدراسة ليعمل فؤاد بمعمل لتصنيع الأسنان وفريد يعمل بمحل بيلاتشى بالموسكى وتعزف الأم على العود في الأفراح حتى تعرفت على محمد القصبجي وداوود حسني الذي أعجبه صوت آمال ليطلق عليها اسم اسمهان نسبة إلى مطربة أعجمية حسناء الملامح والصوت.

تفرغت أسمهان للغناء ومرت بمشوار فنى قصير انتهى بموتها غرقا في يوليو 1944 في الرياح التوفيقى أمام مدينة أجا بمحافظة الدقهلية...غرقت بها السيارة التي يقودها محمد فضل الله سائق زوجها الممثل والمخرج أحمد سالم وغرقت معها صديقتها ماري قلادة ونجا السائق.