رئيس التحرير
عصام كامل

آخر تحذير لمن يريد الانضمام إلى «موقعة المصحف»

فيتو


المصحف كما جاء في معجم المعاني، هو مجموعه من الصحف وضعت في مجلد، وغلب استعماله في القرأن الكريم، الذي هو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلي الله عليه وسلم وحيًا بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام، المحفوظ في الصدور، والقرآن الكريم هو الكتاب المقدس عند المسلمين.


فالتقديس يقتضي التعظيم والتبجيل والتنزيه عما لا يليق، ولما كان القرآن كذلك، فلا يصح إقحامه في أي معارك سياسية بين المسلمين وغيرهم أو بين بعضهم البعض، لأن هذا الإقحام قد يترتب عليه فتنة عظيمة.

اذن فرفع المصحف في المظاهرات التي دعا إليها الإخوان، وأتباعهم، يوم 28 نوفمبر، تدخل في دائرة الفتنة، التي تنطوي على سوء نية وخبث طوية.

ربما جاء رد المسلمون الاوائل على الخوارج برفع المصاحف على الرماح، تعظيما لكتاب الله، وإشارة منهم بأن كلام الله وحده هو الذي سيحقن الدماء التي ستسيل في المعركه، فلا اتعجب من حكمه الله عز وجل، الذي اهدي إلى عثمان بن عفان إلى جمع القرأن في مصحف مكتوب، لأنه حتى حمل عثمان رايه خلافه المسلمين لم يكن هناك مصحف مجمع لكلام الله، بل كان محفوظا بين المسلمين، وجاءت الفكره لعثمان بتجميع القرأن في مصحف خوفا من تحريف كلام الله على مر الزمن، فحينماء جاء على، رضي الله عنهما جميعا، كان المصحف في حد ذاته له قدسيه لم يفهمها إخوان اليوم الذين ارادوا رفع المصاحب ليقال عنهم مسلمون فقط،
لهذا استخدموه امام الخوارج.

دعوة اليوم برفع المصاحف في المظاهرات، ليس مبعثها لمّ شمل المسلمين، وإنما تمزيقه، لأن من رفع المصحف قديمًا لم يكن ينتوي القتال، ولا يضمر دخول المصحف إلى ساحة الوغي، فيورط الطرف الآخر في النيل من قداسة المصحف، وإنما كان يدرك أن لكتاب الله قداسة في نفسه، وقداسة في نفس خصمه، فهو في مأمن من النيل من قداسته من كلا الجانبين، أما من يريد النزول في مظاهرة رافعًا كتاب الله، وهو على يقين بأنه يستفز الطرف الآخر، وأنه يسعي إلى توريطه.
Advertisements
الجريدة الرسمية