رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كل شيء سهل لكن فين النفس!


كما توقعت بعد حادث البحيرة المفجع الذي راح ضحيته عشرون طالبا وغيرهم من الجرحى، وأسرة كاملة لأحد الضباط.. أقول كما توقعت صدر قرار بتغليظ القوانين على المخالفين لتعاليم المرور، وربما حين ينشر هذا القرار تكون القوانين قد صدرت.

ولكن للمشكلة أسبابا لن تؤجلها القوانين، والطرق الزراعية بالذات هي أكثر الطرق وعورة، لأسباب كثيرة أبسطها وجود المطبات العشوائية أمام البيوت في الطريق.. وهذا أمر لا يمكن التخلص منه؛ لأن بالبيوت سكانا ولأنهم مزارعون ففي البيوت حيوانات مثل البقر والجاموس والحمير، وكل هؤلاء يمرون من الطريق من أمام البيوت لأنه ببساطة لا يوجد على مسافات قريبة طرق عبور للمشاة.

بعد ذلك ما نعرفه جميعا أن السائقين لا يلتزمون بالسرعة، الملاكي يتجاوز السرعة والنقل وكل المركبات، وبعد ذلك وهو أمر معروف أن سائقي النقل متعودون على تعاطي المخدرات، فالشائع أن المخدرات تساعدهم على احتمال طول الطريق.

لقد عرفت ذلك منذ زمن من أكثر من سائق، كيف حقا تقود سيارة إلى أسوان دون ملل، مثلا.. المخدرات تجعله لا يشعر بالوقت لأنه يكون خارج الوقت، ثم إن كمائن المرور على مسافات يعرفها الجميع.. وعادة مرة أو مرتين في الطريق من الإسكندرية إلى القاهرة سواء على الطريق الصحراوي أو الزراعي، اللذين أعرفهما، والكشف على المخدرات التي يتعاطاها السائقون يتم مرة، ثم ينساه الجميع رغم أن السائقين يتحركون كل يوم.

غير ذلك تضيف مستريحا، أن النقل كان يتحرك فقط على الطرق داخل المدن بعد العاشرة مساء، وحتى السادسة صباحا، ولقد عاد القرار فيما قرأت لكنه يجب أن يعود داخل المدن وخارجها أيضا.. يعني على الطرق السريعة كمان!

بعد هذا وربما قبله، أن حمولات المركبات وبالذات المقطورات، أكبر من تحمل الأسفلت لها، لذلك لا فائدة في "سفلتة" الطرق، فسرعان ما تعود بها المطبات وتنخفض فيها أماكن عن أماكن بسبب مرور هذه المقطورات.. لا أعرف.

لقد رأيت في بعض البلدان الأجنبية، أنهم يضعون طبقة من الخراسانة المسلحة تحت الأسفلت حتى لا يغوص لكن طبعا هذا لا يمكن أن يحدث عندنا بسبب علو التكلفة.. والأهم بسبب أن سفلتة الشوارع حتى بدون مقطورات ثقيلة، الحمولة عمل يتكرر دائما لأنه لا أحد ينهي السفلتة بشكل صحيح في كل مرة.

يعني فرصة للكسب للشركات التي تقوم بذلك، وعمولات لمن يعهد إليها بذلك، وهذا كله معروف.. ناهيك عن العادة القديمة، أنه بعد سفلتة الشوارع يتم حفرها لعبور مواسير المياه أو الغاز! أسباب كثيرة للحوادث كثير منها يحتاج وقتا وجهدا في العمل والمراقبة.

أعتقد أنه سيتم التفرغ لفترة من قبل المرور، ثم يعود كل شيء كما كان، وتصبح هذه القوانين فرصة لبعض أمناء الشرطة للتكسب من المخطئين.. إذن القانون وحده لا يكفي.. لابد من معالجة جذرية للمسألة.

عايزين تعرفوا إزاي، انظروا في هذه الأسباب واعملوا على ألا توجد.. فالقوانين وحدها كما قلت لن تحمي الأرواح على الطريق.

ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية