رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

افعلها يا سيسي.. ثورة في القصر الرئاسي أولًا !


بالأمس.. كتبنا مقالا تخيليًا وضعنا فيه سيناريو تمنينا لو أن السيسي فعله عقب علمه بإشارات محافظ الإسماعلية في المؤتمر الشعبي هناك، وهو ما اعتبرها الجميع إشارات خارجة.. أثار المقال ضجة كبيرة، وكثيرون جدًا من فرط تأييدهم ما تخيلناه، صدقوا ما كتبناه واعتقدوا أنه حقيقة رغم أننا وضعنا السيناريو بالكامل بين علامتي تنصيص وختمنا بقولنا "نعود الآن للواقع"! وهو ما يؤكد أن كل ما سبق ليس إلا خيالًا في خيال!


قلنا إننا سنستكمل اليوم الحديث حول مستشاري الرئيس.. ولا نعرف إن كان هناك أصلًا من يقوم بهذه المهمة حول الرئيس الآن أو أنه يكتفي بمشورة رئيس الوزراء والوزراء وبعض الصحفيين المقربين ؟ ولكن على كل حال سنفترض كل الافتراضات السابقة ونسأل: مَنْ مِن هؤلاء يشير على الرئيس بأفكار كل خطاب ؟

الرئيس مشاغله لا تتوقف منذ الصباح المبكر جدًا وحتى انتهاء اليوم وقضايا كثيرة يقوم بتلخيصها مكتبه للشئون السياسية ويقدم لكل قضية أكثر من حل وأكثر من اقتراح.. وعند أي لقاء جماهيري أو إعلامي يقدم هؤلاء ومعهم سكرتارية المعلومات المشورة والنصح وكل الاحتمالات الممكنة لسير أي حوار والردود الدبلوماسية الجاهزة التي تعبر عن السياسية الخارجية لمصر وثواباتها الوطنية والقومية.. كل ذلك يراعي شروط المرحلة وظروفها وتفاصيلها وأهدافها..

بعد هؤلاء يحق للرئيس استطلاع الآراء بعيدًا عنهم ليشكل في النهاية رأيًا في كل الأحداث والوقائع والقرارات وهنا نسأل أيضًا: مَنْ منهم الذي أشار على الرئيس ليقول إن تنظيف الشريط الحدودي من أجل أمن إسرائيل ؟ بالطبع نعرف مشاعر كل المصريين عمومًا ورجال الجيش خصوصًا من العدو الإسرائيلي، ونعرف أن السيسي يقول ذلك ليخاطب الرأي العام الفرنسي بعد اتهامات حقوقية بانتهاك مصر حقوق أهالي سيناء، لكن.. ما الذي يغضب فرنسا أصلا بأن تمارس مصر حقها على أراضيها ؟ وماذا يعني مصر وقد رفضت ضغوطًا أمريكية أن تقبل فرنسا شيئا أو ترفضه ؟ وهل من المفيد أن أخاطب الرأي العام الفرنسي بما يرضيه، وفي الوقت نفسه أقول للرأي العام المصري شيئًا يغضبه ويؤثر فى شعبية السيسي وما يستهدفه مما نفعله بسيناء ؟ زمن الذي يشير على الرئيس بأن يعيد في كل خطاب التذكير بأعباء المرحلة ؟

المصارحة مطلوبة لكن جرعات الأمل مطلوبة أكثر وليس هناك ما يمنع أن يكونا معًا خصوصًا ودعوات التحدي لا تتوقف والتحدي مع الإحباط غير التحدي مع التفاؤل والأمل.. ثم مَنْ من مستشاري الرئيس يشير عليه بفكرة القدس الشرقية عاصمة لفلسطين ؟ نعرف أن الشرقية هي التي تضم المقدسات لكن استقرت المطالب العربية والإسلامية على كون القدس كلها عاصمة لفلسطين ونترك ما يقبله الفلسطينيون وما يرفضونه إلى مفاوضاتهم مع عدوهم لكن لا نتبرع نحن قبل أي تفاوض بتقديم تنازل ولو شفهيًا ؟ من يشير بالهدوء في الرد على تركيا علمًا بأن أي انفعال من شأنه التفاف الملايين أكثر وأكثر حول السيسي! المهندس محلب مثلا..

هل عدمت مصر كوادر في الثقافة ليتم إعادة اختيار إسماعيل سراج الدين مستشارًا ثقافيًا له ويتم استفزاز الجميع ؟ سراج الدين صاحب فضيحة نتيجة انتخابات اليونيسكو وهو من عمل مع الإخوان بعد مبارك وهو من تجاوز السبعين أو اقترب ؟ هل انعدمت الكفاءات ؟ لقد حكى لي بعض الأصدقاء أنهم شاهدوا وفي قلب مجلس الوزراء كيف طلب المهندس محلب من عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، اختيارًا إذاعيًا معروفًا كرئيس للإذاعة، وهو أصلا لم يبلغ درجة وظيفية معينة تتيح له تولي الموقع !!! لماذا لا يستشر ويناقش أولا ؟ وهكذا تدار الأمور ويتم اختيار الناس بهذه الطريقة للوظائف الكبرى وبما يشوه حتى المجهود الكبير الذي يبذله محلب ولا ينكره منصف ولكنه كله ينتهي في الأخير خصمًا من حساب السيسي الذي يحمله الجميع مسئولية كل ذلك للأسف !!

يا سادة..عند السيسي إرادة حقيقية للنهوض بهذا البلد وشعبه ويبدو وطنيا مخلصًا شديد التطلع لمستقبل زاهر لهذا الوطن وكانت تنقصنا السنوات السابقة بالفعل الإرادة وليس الكفاءات.. لكن قادة عظام تسبب من حولهم في الإساءة إليهم وإلى سعيهم وإلى آمالهم.. وعلى السيسي أن يحسم أمورًا كثيرة فالنيات الطيبة والإرادة الحديدية لا تكفيان.. وعلى من يحبه أن ينصحه ويخلص في النصيحة حتى لو كان مقالًا لا نعرف هل سيصل إليه أو لن يصل.. اللهم أبلغنا اللهم فاشهد !
Advertisements
الجريدة الرسمية